تقرير إخباري: إطلاق المنتدى الصيني التونسي حول التبادل في مجال العلوم الإنسانية

الوقت:2024-09-27 14:39:43المصدر: شينخوا

تونس 26 سبتمبر 2024 (شينخوا) أطلق معهد كونفوشيوس بتونس اليوم (الخميس) النسخة الأولى للمنتدى الصيني التونسي حول التبادل في مجال العلوم الإنسانية بمقر المعهد العالي للغات بالعاصمة تونس.

وحضر حفل افتتاح هذا المنتدى، ممثلون عن جهات رسمية من قطاعي التربية والتعليم العالي بتونس، وممثلون عن السفارة الصينية بتونس، وأساتذة اللغة الصينية بالمعهد العالي للغات بتونس بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب الذين يدرسون اللغة الصينية.

وستتواصل أعمال هذا المنتدى على مدى ثلاثة أيام، حيث يتضمن برنامجه سلسلة من الفعاليات الأكاديمية والثقافية والعلمية بمشاركة صينية تونسية، وذلك لبحث ومناقشة ثلاثة محاور رئيسة هي التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية والترجمة الأدبية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وثالثا التعليم الدولي للغة الصينية.

وتميز افتتاح هذا المنتدى بحضور سفير الصين لدى تونس وان لي، وسليم غرياني المبعوث الخاص لوزير الخارجية التونسي، ونادية المزوغي مديرة جامعة قرطاج، وفتحي محمد مدير التفتيش العام للبيداغوجيا (المناهج التعليمية) بوزارة التربية التونسية، وهشام مسعودي مدير المعهد الدولي لتكنولوجيا التعليم، ولوه شيوان مين أستاذ في جامعة تسينغهوا.

وأكد سفير الصين لدى تونس وان لي، في كلمته خلال افتتاح هذا المنتدى، أن "العلاقات الصينية التونسية حافظت دائما على تطور صحي ومستقر، حيث أسفر التعاون بين الطرفين عن نتائج مثمرة في مختلف المجالات".

وتابع أن المبادلات والتعاون الشعبي والثقافي بين الجانبين شكلا جزءا مهما من التعاون بين الصين وتونس، لاسيما وانه يغطي جوانب مختلفة مثل الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والسياحة وغيرها، ما ساهم في لعب دور مهم في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين البلدين والشعبين.

وأضاف الدبلوماسي الصيني قائلا "كانت تونس من الدول العربية والأفريقية الأولى التي قدمت دورات في اللغة الصينية في جامعاتها، وهي تقدم حاليا دورات اللغة الصينية في 26 مدرسة ثانوية، وهو أمر شائع أيضا في الدول العربية والأفريقية".

وكشف أن تونس والصين تناقشان حاليا إنشاء معهد كونفوشيوس ثان ضمن إطار جامعة محافظة سوسة الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد، وذلك بعد معهد كونفوشيوس بتونس.

وأشار في السياق ذاته إلى أن البلدين يتبادلان الحضور في المهرجانات الفنية ومعارض الأفلام ومعارض التصوير الفوتوغرافي وغيرها من الأنشطة التي يتم تنظيمها بشكل متبادل.

وختم الدبلوماسي الصيني كلمته بالتأكيد على أن العديد من الجامعات الصينية تنفذ برامج تبادل طلابي وتعاون بحثي مع مؤسسات التعليم العالي التونسية، وقد حقق الجانبان تقدما جديدا في التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا.

من جانبها قالت رو شين المديرة الصينية لمعهد كونفوشيوس بتونس، في كلمة افتتحت بها المنتدى، إن إطلاق هذه النسخة الأولى من هذا المنتدى يتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس.

وأشارت إلى أنه "منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس، استمرت هذه الروابط في التطور وأسفرت عن نتائج بارزة في مختلف المجالات".

وأضافت: "يتم تنظيم هذا المنتدى لتعزيز التبادلات الصينية التونسية في العلوم الإنسانية، وبالتالي تعميق التعلم والتقدير المتبادل للحضارتين وتعزيز الرخاء المشترك للشعبين الصديقين".

ولم تتردد نادية مزوغي، مديرة جامعة قرطاج، في القول إن "الاحتفالات المشتركة المهمة بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين تونس والصين، تؤكد على الانسجام والتطور المستمر للعلاقات الوطيدة بين بلدينا التي تمكنت من الصمود أمام مختلف التحديات المتعددة".

وأردفت قائلة "...انا فخورة بأكثر من 5 عقود من التبادل مع الثقافة واللغة الصينيتين، وذلك في إطار خيار استراتيجي يتمثل في تدريس لغة الماندرين وإتقان بقية اللغات في آن واحد".

وأضافت أنه في عام 2019، عرف المشهد الأكاديمي التونسي ميلاد أول درجة ماجستير في الترجمة العربية الصينية، لافتة في هذا الصدد إلى أنه "على مدى أكثر من 20 عاما، يستقبل المعهد العالي للغات بالعاصمة تونس سنويا طلبة من عدة جامعات صينية ذات شهرة عالمية لتعلم الثقافة واللغة العربية، خاصة وأن أجواء الأمن والانفتاح والتسامح التي تعيشها تونس سهلت، منذ 2014، التوقيع على عدد لا بأس به من الاتفاقيات لدورات سنوية مكثفة لفائدة ثلاثين طالبا صينيا".

واعتبرت أن "هذا التعاون المثمر ساهم هذه السنة في بعث شراكات ثنائية جديدة مع مؤسسات جامعية صينية معروفة، حيث تم التوقيع في بداية شهر يوليو الماضي على عدة اتفاقيات، وذلك في أعقاب زيارة وفد صيني كبير تكون من حوالي عشرة أكاديميين".

إلى ذلك، اعتبر هشام مسعودي المدير التونسي لمعهد كونفوشيوس بتونس أن "علاقتنا باللغة الصينية هي نوع من العلاقة المحلية، لأننا ننتمي بالفعل إلى هذا الشرق منذ قرون".

وقال مسعودي، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه من خلال هذا التعاون الصيني التونسي، سنتمكن من تغذية هذا التطور الثقافي في البلدين، لافتا في هذا الصدد إلى أن هذا المنتدى الصيني التونسي يكتسي اهمية بالغة بالنسبة للتونسيين لأنه "يرسخ إرثا مثمرا لعدة قرون بين البلدين".

وتابع أن هذا المنتدى "يُتوج العمل الثنائي الهائل الذي تم إنجازه طوال السنوات الخمس الماضية، لا سيما فيما يتعلق بالتبادل الثقافي والعلمي بين بلدينا، مع الاعتراف بأن الحضارتين الصينية والتونسية تستحقان كل "الاهتمام".

يُشار إلى أن معهد كونفوشيوس الثقافي لتعلم اللغة الصينية بتونس فتح أبوابه يوم 10 أبريل 2019 أمام طلاب المعهد العالي للغات بتونس، علما بأن معاهد كونفوشيوس هي مؤسسات ثقافية عامة غير ربحية أنشأتها جمهورية الصين الشعبية منذ العام 2004 في عدة مدن حول العالم لتقديم دورات اللغة الصينية ودعم أنشطة التدريس المحلية.

تحرير: تشن لو يي