بناة صينيون يعزفون موسيقى فيلهارمونية في لبنان

الوقت:2024-05-04 15:27:02المصدر: شينخوا

بكين 4 مايو 2024 (شينخوانت) بدأت رسميا أعمال تشييد المعهد الوطني اللبناني للموسيقى على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من العاصمة بيروت في ديسمبر عام 2020، وهو أول مشروع كامل تساعد الصين لبنان في بنائه، ونحكي لكم اليوم قصة هوانغ شواي، نائب مدير هذا المشروع ونعرفكم بأعماله اليومية.

يتمتع هوانغ شواي البالغ من العمر 34 عاما بخبرة عمل غنية في الخارج، ويعد لبنان الدولة الخامسة التي عمل فيها بالخارج بعد كل من لاوس وغرينادا وفانواتو ومصر. ويبدأ عمل هوانغ شواي في الساعة الثامنة من صباح كل يوم، باجتماع خاص حول سلامة الإنتاج. وفي الساعة الثامنة والنصف، يرتدى هوانغ شواي خوذة السلامة الخاصة به ويدخل موقع البناء لإجراء فحوصات السلامة الروتينية، مرة واحدة في الصباح وأخرى بعد الظهر، وهذا هو جدوله اليومي. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن محتوى فحص السلامة يتعلق بشكل أساسي ببعض مخاطر السلامة في الموقع، مثل التحقق مما إذا كانت سقالات البناء مطابقة للمعايير وما إذا كان العمال يرتدون أحزمة الأمان عند العمل على ارتفاعات وما إلى ذلك.

وتبلغ المساحة البنائية لمشروع المعهد الوطني اللبناني للموسيقى حوالي 26.500 متر مربع، ويتضمن محتوى المشروع الرئيسي قاعة للحفلات الموسيقية تتسع لـ 1200 شخص، ومبنى تعليمي شامل لمعهد الموسيقى والمرافق الملحقة به. وبعد اكتمال المشروع، سيصبح أول معهد موسيقي كامل وقاعة حفلات موسيقية واسعة النطاق في لبنان وقاعة الموسيقى الأكثر تقدما في الشرق الأوسط. وقال هوانغ شواي إن أكثر ما يقلقه هو حجم التقدم المحرز في المشروع. ومتأثرا بعوامل متعددة مثل السياسة والاقتصاد، يشهد لبنان أخطر أزمة اقتصادية في تاريخه، وكان التأثير الأكثر مباشرة على موقع البناء هو عدم كفاية إمدادات الطاقة ونقص الوقود. وقال للمراسل إن أكبر صعوبة يواجهونها هي أنهم في بعض الأحيان لا يستطيعون شراء الوقود. إذ إن الإنتاج في موقع البناء يعتمد بشكل كامل على مولدات الديزل لتوليد الكهرباء، لكنهم لا يستطيعون سوى شراء 2000 لتر فقط كل يومين، رغم احتياجهم إلى حوالي متر مكعب من الديزل يوميا.

وفي كل عام مع اقتراب عيد الفطر، يجري هوانغ شواي وزميله اللبناني حسام راجح التواصل مع أكثر من 200 موظف محلي بشأن إجازتهم. وبعد عدة سنوات من التعامل، تعاون الطرفان لإنشاء آلية إدارة للموظفين المحليين، وأصبح التواصل بين مشروع البناء والحكومة المحلية والمؤسسات الأخرى أكثر سلاسة. وقال حسام إنه مسرور جدا بالتعاون مع هوانغ شواي وغيره من الموظفين الصينيين، كما تعلم كثيرا منهم. وأعرب عن امتنانه الشديد لأن مبادرة "الحزام والطريق" أعطت لبنان الفرصة للتعاون مع الصين التي تتمتع بخبرة غنية في تشييد البنية التحتية، وبمساعدتها، سيتطور لبنان بسرعة في جميع الجوانب. وفي الوقت نفسه، زاد دخل حسام أيضا وتحسنت حياته، وبعد الانتهاء من هذا المشروع، يخطط لاصطحاب عائلته للسفر إلى بكين لمشاهدة المعالم السياحية الشهيرة التي كثيرا ما تحدث هوانغ شواي معه عنها، مثل سور الصين العظيم والمدينة المحرمة وميدان تيان آن مون. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يتعلم اللغة الصينية أيضا، وغالبا ما يدرسه هوانغ شواي في أوقات فراغه، ويأمل في أن تتاح له الفرصة للعمل بالصين في المستقبل ويشهد التطور السريع في الصين بأم عينيه.

وكل ليلة بعد انتهاء العمل، يكون هوانغ شواي هو آخر من يغادر المكتب، ولا يتعين عليه تلخيص عمل اليوم فحسب، بل عليه أيضا التخطيط لعمل اليوم التالي. وقال للمراسل إنه تخصص في السباكة بالكلية وكان ضعيفا نسبيا في تكنولوجيا الهندسة المدنية، ومن خلال هذا المشروع، يشعر أنه حقق تقدما كبيرا في مجال التكنولوجيا.

وبعد الانتهاء من المشروع، ستتحسن بشكل كبير ظروف التعليم الموسيقي العالي في لبنان، ويمكن للسكان المحليين أيضا الاستمتاع بالخدمات الموسيقية العامة في قاعة الحفلات الموسيقية الاحترافية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وقال هوانغ شواي إنه بالرغم من عدم فهمه للموسيقى الكلاسيكية، فإنه يتطلع إلى الاستمتاع بحفل موسيقي في قاعة الحفلات الموسيقية الجديدة في أقرب وقت ممكن.

تحرير: تشن لو يي