(المائدة المستديرة الاقتصادية الصينية) طفرة الطاقة الجديدة في الصين تعزز التحول الأخضر العالمي

بكين 21 مايو 2024 (شينخوا) عمل تركيز الصين الدؤوب على التنمية منخفضة الكربون على تعزيز طفرة في مجال الطاقة الجديدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم كما ساعد في تسريع التحول الأخضر في العالم.

ولا تدعم طفرة الطاقة الجديدة في الصين تحقيق أهداف التنمية الخضراء للبلاد فحسب، بل تساهم أيضا في التحول الأخضر العالمي من خلال تقديم منتجات عالية الجودة وبأسعار معقولة، فضلا عن التقنيات والحلول الصينية، حسبما قال المتحدثون الضيوف في الحلقة الخامسة من "المائدة المستديرة الاقتصادية الصينية"، وهي منصة حوارية لكافة الوسائط الإعلامية تستضيفها وكالة أنباء شينخوا.

-- التوجه إلى الكربون المنخفض

في عام 2020، تعهدت الصين رسميا للعالم بأنها تخطط لبلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060.

ومنذ ذلك الحين شرعت البلاد في مسار سريع نحو الهدفين من خلال مجالات بارزة بما في ذلك قدرة الطاقة المتجددة، والترقيات الصناعية، ومكانة رائدة عالميا في مركبات الطاقة الجديدة، وإنتاج الألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم.

وتضاعف أسطول البلاد من سيارات الطاقة الجديدة بأكثر من أربعة أضعاف منذ عام 2020 إلى أكثر من 20 مليونا في نهاية عام 2023، مما جعل الصين أكبر منتج ومستهلك في العالم لسيارات الطاقة الجديدة.

وصنعت الصين إنجازا تاريخيا من خلال نجاح قدرتها المركبة من الطاقة المتجددة في تجاوز قدرتها المركبة من الطاقة الحرارية لأول مرة في العام الماضي، وهو ما يمثل حوالي نصف إضافات قدرات الطاقة المتجددة على مستوى العالم، وفقا لما ذكر هوه فو بنغ، مسؤول باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح.

ووصفت وكالة الطاقة الدولية الصين بأنها "مركز الطاقات المتجددة في العالم"، وتوقعت أن تمثل الصين ما يقرب من 60 في المائة من القدرات الجديدة المركبة للطاقة المتجددة المتوقع دخولها طور التشغيل على مستوى العالم بحلول عام 2028.

وعزا المحللون بناء الصين النشط لقدرات الطاقة الجديدة إلى سياسات البلاد المؤيدة للنمو الأخضر، وسوقها المحلية الهائلة، وسلاسل الصناعة والتوريد الكاملة، ومجموعة المواهب الغنية.

وبأخذ سيارات الطاقة الجديدة كمثال، قال خه هاي لين، مسؤول في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، إن الصين لديها مزايا الطلب الهائل في السوق، ونظام صناعي كامل لضمان المعروض، وقوة عاملة ضخمة وعالية الجودة. وبالإضافة إلى ذلك، يساهم الابتكار التكنولوجي المستمر والبحث والتطوير في الصين أيضا في المزايا التنافسية للقطاع.

-- اعتلاء موجة الصين

لم تحقق صناعة الطاقة الجديدة في الصين نجاحا في السوق المحلية فحسب، بل إنها تتجه بنشاط إلى العالمية، مما يعزز مستوى تدويل القطاع وقدرته التنافسية.

وقال هوه "تمتلك الصين القدرة والمسؤولية للاستفادة من مزاياها النسبية في صناعة الطاقة الجديدة، والمساهمة بالتكنولوجيات والمنتجات والحلول الصينية للعالم".

وقال تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية إنه في عام 2023، كان تصنيع وحدة البولي سيليكون الكهروضوئية أكثر تكلفة بنسبة 30 في المائة في الولايات المتحدة مقارنة بالصين، وأعلى بنسبة 10 في المائة في الهند، وأعلى بنسبة 60 في المائة في الاتحاد الأوروبي.

وقد أدى ذلك إلى انخفاض أسعار وحدات الطاقة الشمسية بأكثر من 80 في المائة خلال العقد الماضي، حسبما قال هيمي بهار، كبير المحللين في وكالة الطاقة الدولية، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار وحدات الطاقة الشمسية ساعد جميع البلدان على توسيع نشر الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

وقال هوه إن الصين وقعت عقودا مع حوالي 100 دولة ومنطقة لمساعدتها على تطوير مشاريع طاقة جديدة، بينما تم تصدير سياراتها العاملة بالطاقة الجديدة إلى أكثر من 180 دولة ومنطقة، لتحتل المرتبة الأولى بين العلامات التجارية الأكثر شعبية في دول مثل فرنسا وتايلاند وإندونيسيا.

وفي حين أن بعض الدول الغربية قد صورت صادرات الصين المتزايدة من مركبات الطاقة الجديدة كدليل على القدرة الإنتاجية المفرطة، دحض المتحدثون هذه السردية، مؤكدين أن هذا الاستنتاج القائم على الصادرات ليس له أساس أيضا.

وسلط خه هاي لين الضوء على أن تجاوز الطاقة الإنتاجية للدولة الطلب المحلي تعد ظاهرة شائعة على مستوى العالم لأنها تعكس المزايا النسبية ونتائج التقسيم الدولي للعمل والتعاون.

وقال هوه إن اللجوء إلى الحمائية لن يؤدي فقط إلى تعطيل سلاسل الصناعة والتوريد العالمية لصناعة الطاقة الجديدة وتقويض التحول منخفض الكربون في العالم، ولكن أيضا يأتي بنتائج عكسية ويعيق الصناعات المحلية في البلاد.

وقال خه إنه لمعالجة تغير المناخ، يتعين على جميع الدول والمناطق الاستفادة من مزاياها التنافسية، وتعزيز التعاون المفتوح وتنسيق السياسات، وتشجيع تقاسم النتائج المبتكرة، وخلق بيئة للمنافسة العادلة والتجارة الحرة.