(فوكاك) مقابلة خاصة: البرهان: منتدى التعاون الصيني-الإفريقي أبلغ دليل على التطور الذي وصلت إليه علاقات الصين مع دول القارة الإفريقية

رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان يصل لحضور مراسم افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) لعام 2024 في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين، 5 سبتمبر 2024. (شينخوا)

بكين 8 سبتمبر 2024 (شينخوا) أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان أن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي أبلغ دليل على التطور الذي وصلت إليه علاقات الصين مع دول القارة الإفريقية، وأن هذا المنتدى من شأنه أن يسهم في توسيع نطاق التعاون المشترك بين الصين ودول إفريقيا بما يعود بالنفع والفائدة على الشعب الصيني وشعوب القارة الإفريقية.

أدلى البرهان بهذه التصريحات خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا في بكين خلال مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) لعام 2024.

وفيما يلي ما جاء في المقابلة:

السؤال: كيف تُقيِّمون العلاقات الصينية-الإفريقية في الوقت الراهن؟ وكيف ترون دور منتدى التعاون الصيني-الإفريقي في تعزيز تنمية العلاقات الصينية-الإفريقية بعد مرور أكثر من 20 عاما على تأسيس هذا المنتدى؟

الجواب: العلاقات السودانية-الصينية علاقات قديمة وطيدة وراسخة وتأسست على قيم الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع، والسودان من الدول الإفريقية الذي تربطه علاقات تاريخية مع الصين ولا يخفى على أحد أن هذه العلاقات أثمرت عن تعاون وثيق بين البلدين نتج عنه نجاح السودان في استخراج النفط من خلال الشراكات التي تمت مع الشركات الصينية في هذا المجال.

ولعل منتدى التعاون الصيني-الإفريقي الذي درجت الصين على تنظيمه أبلغ دليل على التطور الذي وصلت إليه علاقات الصين مع دول القارة الإفريقية. وهذا المنتدى من شأنه أن يسهم في توسيع نطاق التعاون المشترك بين الصين ودول إفريقيا بما يعود بالنفع والفائدة على الشعب الصيني وشعوب منطقتنا الإفريقية.

السؤال: ما هي توقعاتكم لنتائج هذا المنتدى؟ وكيف ترون إمكانية تعميق التعاون بين الصين وإفريقيا في المستقبل ضمن إطار منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، وما هي المجالات التي يمكن استكشاف المزيد من إمكانات التعاون فيها؟

الجواب: أتوقع نجاحا باهرا لهذه النسخة من منتدى التعاون الصيني-الإفريقي وذلك من خلال المشاركة الواسعة لمعظم القادة الأفارقة في هذا المنتدى. ولعل هذا المنتدى يكون فرصة كبيرة للصين في تعزيز شراكتها مع دول القارة في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اعتمدتها الصين ضمن إستراتيجياتها في التعاون مع العالمين العربي والإفريقي. لذلك أرى أن يتم توسيع مجالات التعاون مع الصين لتشمل التنقيب عن المعادن والاستفادة من التجربة الصينية في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بجانب المجالات الزراعية والصناعية. وذلك لما للصين من خبرات واسعة في هذه المجالات.

السؤال: طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مفهوم سياسة الصين تجاه إفريقيا الذي يقوم على مبدأ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية فضلا عن مبدأ السعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة، واقترح بناء مجتمع صيني-إفريقي ذي مستقبل مشترك. فكيف تُقيِّمون فلسفة سياسة الصين تجاه إفريقيا؟

الجواب: أنظر بعين الرضا والتقدير لمفهوم سياسة الصين تجاه إفريقيا القائمة على مرتكزات الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية، وهذه الفلسفة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في التعاطي مع الدول الإفريقية موضوعية وواقعية خاصة أنها تستند على مبدأ التعاون والاحترام المتبادل مع دول القارة. وهذا ما سيحقق لها النجاح.

إن السعي نحو بناء مجتمع صيني-إفريقي ذي مستقبل مشترك يعزز من مبدأ الشراكات بين الدول الإفريقية والصين، والسودان من بين الدول الإفريقية التي تحتفظ بشراكات فاعلة مع الصين أثمرت عن كثير من المشروعات المشتركة الناجحة بين البلدين لاسيما في مجالات البترول والزراعة والبنية التحتية والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات الأخرى.

السؤال: من وجهة نظركم، ما الدور الذي يمكن أن يلعبه السودان في تعميق العلاقات الصينية- الإفريقية وتعزيز التعاون الجماعي بين الصين وإفريقيا؟ وكيف يمكن للجانبين الصيني والسوداني أن يتعاونا معا لبناء مجتمع صيني-إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك؟

الجواب: السودان من موقعه المتميز في القارة الإفريقية خاصة في إقليم شرق إفريقيا يمكن أن يلعب دورا محوريا في تمتين علاقات الدول الإفريقية مع الصين ودعم مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ والتي ستسهم في تنشيط حركة التجارة بين البلدان الإفريقية والصين وزيادة حجم التبادل التجاري المشترك. فالسودان لما له من تجربة ثرة في التعاون مع الصين يمكن أن ينقلها لجيرانه من الدول الصديقة، وهذا من شأنه أن يسهم في توسعة نطاق التعاون مع هذه الدول. لذلك أعتقد أن السودان بإمكانه المساهمة الفاعلة في بناء مجتمع صيني-إفريقي ذي مستقبل مشترك قائم على تبادل المصالح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

السؤال: كان السودان من أوائل البلدان الإفريقية التي أقامت علاقات مع الصين الجديدة، ويصادف هذا العام الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسودان، كيف تُقيِّمون العلاقات الصينية-السودانية؟ وما هي مقترحاتكم لمواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل شامل وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات؟

الجواب: هذا العام يصادف الذكرى الخامسة والستين للعلاقات السودانية-الصينية. وهذا يدل على رسوخ هذه العلاقات والتي أضحت نموذجا يحتذى في علاقات التعاون الثنائي بين الدول. لذلك نحن في السودان نرى الصين شريكا إستراتيجيا هاما لا يمكن تجاوزه، ونعمل على تطوير شراكتنا معها في مختلف المجالات، وذلك بعد النجاحات التي حققتها المشروعات المشتركة بين البلدين. السودان يرغب في زيادة حجم الاستثمارات الصينية في السودان في مختلف المجالات وذلك تأسيسا على النجاحات السابقة. ولعل هذا المنتدى يشكل فرصة مواتية لتكثيف العمل المشترك بين الصين ودول القارة الإفريقية وذلك بغرض تعميق فرص التعاون بين الجانبين.

السؤال: نعلم أنكم شغلتم من قبل منصب الملحق العسكري في السفارة السودانية بالصين وعشتم في هذا البلد لسنوات عديدة. خلال زيارتكم الحالية إلى الصين، ماذا كان شعوركم؟ هل هناك أي شيء ترك لديكم انطباعا عميقا بشكل خاص؟ كيف تُقيِّمون التزام الصين بالتنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى لتحقيق التحديث صيني النمط؟

الجواب: لقد عملت ملحقا عسكريا في السفارة السودانية في بكين وقد كانت بحق فترة ثرة مليئة بالمعرفة والعلاقات الإيجابية، لقد كانت من أخصب فترات حياتي، حيث اكتسبت خلالها العديد من التجارب والخبرات. لقد شعرت وأنا أزور هذا البلد بمدى توفر الإرادة والعزيمة لدى الشعب الصيني من أجل بلوغ آفاق التنمية المستدامة والثورة الصناعية والتكنولوجية، والتي تظهر لكل عين زائرة للصين. فالتجربة الصينية أبهرت العالم بما حققته من إنجازات ضخمة في مسيرة التنمية والبنى التحتية والصناعات الثقيلة. إن انفتاح الصين نحو العالم هو المفتاح السحري لما حققته من نهضة في مختلف المجالات. لذلك أرى أن القيادة الصينية تخطو بخطى حثيثة نحو مستقبل واعد لشعبها، آخذين في الاعتبار ما حققته الصين من معدلات نمو اقتصادي فاق كل التصورات والتوقعات. والسودان كدولة من دول القارة الإفريقية تربطه علاقات وثيقة مع الصين، يرغب في الاستفادة من التجربة الصينية الواسعة في مختلف المجالات ويريد تقوية الشراكة معها حتى تعود بالنفع للشعبين السوداني والصيني.