مقابلة: باحث أمريكي يحث الغرب على فهم مبادرة الحزام والطريق بصورة أفضل

الوقت:2019-10-08 10:20:20المصدر: شبكة شينخوا

ذكر باحث أمريكي أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين تعد "واحدة من الأحداث الجوهرية في التاريخ الحديث" والغرب بحاجة إلى أن يكون لديه فهم جيد لها.

وقال ساروار كشميري الأستاذ المساعد في مجال العلوم السياسية بجامعة نورويتش خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إنها "مشروع رائع لجميع الدول".

وبعدما أمضى سنوات في البحث والكتابة عن مبادرة الحزام والطريق، وجد أن "ما كُتب عن مبادرة الحزام والطريق (في الغرب)، أولا ليس دقيقا للغاية".

"ثانيا، عادة ما (يكون) بلغة مخصصة للخبراء لا يفهمها صانعو السياسة والمواطنون العاديون بقدر ما ينبغي"، هكذا أشار كشميري.

وأضاف كشميري، وهو أيضا زميل جمعية السياسة الخارجية التي تعد منظمة غير ربحية، قائلا "وأخيرا، فإن الإعلام، إذا جاز لي القول، لم يقم بعمل مناسب لشرح هذا المشروع الهائل والأول من نوعه في التاريخ كما هو في الواقع".

وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق ينظر لها منذ فترة طويلة "بشكل خاطئ" في الولايات المتحدة "ويصورونها على أنها مظهر من مظاهر الاستعمار الصيني الجديد".

وقال "لا أرى أي دليل على ذلك"، مضيفا أن "الاستعمار كلمة مشحونة للغاية. ولا أرى أن الصين تقول إننا سنبني مبادرة الحزام والطريق لأنه ستكون هناك إمبراطورية صينية بها 100 دولة".

وأضاف "لا أعتقد أن هذا أمر ممكن في القرن الـ21. فالعالم مختلف للغاية". وقال "لذا، أنا ببساطة لا أصدق ذلك".

وحث كشميري الناس على التفكير في مبادرة الحزام والطريق "من تلقاء أنفسهم"، قائلا إنه يعتبرها "رؤية مستبصرة" وإن "ما تحاول الصين فعله لم يتحقق في التاريخ من قبل قط".

وذكر كشميري أن مبادرة الحزام والطريق تعكس أيضا ثقة الصين المتزايدة في مستقبلها، مضيفا "إنها، في رأيي، تطور طبيعي، لما ستكون عليه الصين في القرن الـ21".

من وجهة نظره، تعني مبادرة الحزام والطريق "عندما تصبح غنيا، نصبح نحن أغنياء"، مشيرا إلى أنه "عندما تصبح الدول غنية، فإنها تحب أن تربط أنفسها ببعضها البعض، وتشكل تحالفات. ولكني أعتقد أن التحالفات التي ستخرج من مبادرة الحزام والطريق ستكون تحالفات أكثر توجها للقرن الـ21، وليست قائمة على أساس فكر عسكري".

ومنذ طرحها في عام 2013، وقعت أكثر من 160 دولة ومنظمة دولية اتفاقات تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق مع الصين.

وقال الأستاذ إن السبب وراء نجاح مبادرة الحزام والطريق في اجتذاب معظم المجتمع الدولي في غضون أقل من ست سنوات يكمن في "المعجزة الاقتصادية الصينية".

وذكر "أعتقد أن الدول تنجذب إليها لأنها تؤمن حقا بأنها ستصبح غنية مع ثراء الصين، وأن صداقتها مع الصين ستتطور ومستوياتها المعيشية ستتطور".

وأضاف "وكثيرا ما أحب الإشارة إلى أنه لا ينبغي لنا أن ننسى أنه في العقدين أو الثلاثة عقود الماضية، نجحت الصين في انتشال 700 مليون شخص من مواطنيها من براثن الفقر إلى الطبقة المتوسطة الدنيا".

وقال إنه بالنسبة للبلدان المتخلفة، فإن هذا هو الخيار الصحيح للبدء في بناء اقتصاداتها انطلاقا من تشييد البنى التحتية، مضيفا أن "البنية التحتية تقود إلى التنمية، التي تقود بدورها إلى ارتفاع المستويات المعيشية".

وذكر كشميري أنه على الرغم من أن مبادرة الحزام والطريق "في مراحلها الأولى"، إلا أنها صارت بالفعل "حقيقة"، لافتا إلى أن العديد من الدول الغربية والمستثمرين من القطاع الخاص شاركوا في تمويل مشاريع مبادرة الحزام والطريق، وخاصة من خلال البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وعن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، قال "أعتقد أنه سيكون أكثر التغييرات التبعية المدخلة التي سنشهدها في غضون عقدين أو نحو ذلك، في مجال الحوكمة الاقتصادية العالمية".

ولدى إشارته إلى أن الصين تواجه تحديات في إدارة مشاريع مبادرة الحزام والطريق المعقدة ومتعددة الأطراف التي تشمل بلدانا مختلفة ذات نظم ثقافية واقتصادية وسياسية مختلفة، أكد كشميري أن مبادرة الحزام والطريق، شأنها شأن أي رؤية، تعد "هدفا يجب تحقيقه" والدرب المؤدي إلى تحقيقه يمكن أن "يتطور عبر الزمن".

وأضاف أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة إيجاد سبل لتحقيق تعاون أوثق داخل إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرا بقوله "أعتقد أنه من المهم أن تفكر الصين في الكيفية التي تعمل بها مع أمريكا. وعلى أمريكا أيضا أن تفهم كيفية العمل مع الصين".

تحرير: تشي هونغ
مقالات ذات صلة