مقالة خاصة: التأثير العالمي لمبادرة "الحزام والطريق" يتجاوز نطاق المشاريع المعلمية

الوقت:2023-10-17 10:40:14المصدر: شينخوا

بكين 16 أكتوبر 2023 (شينخوا) تُعرف مشاريع جسر بيلجيساك الذي يربط البر الرئيسي الكرواتي وشبه جزيرة بيلجيساك، وسكة حديد جاكرتا-باندونغ فائقة السرعة، ومحطة بوابة فادو الطرفية الإيطالية الرائدة نصف الأوتوماتيكية، تُعرف جميعها بكونها مشاريع رئيسية عالمية مشهورة ضمن مبادرة "الحزام والطريق".

لم تحظَ هذه المشاريع المثيرة للإعجاب بسمعتها الكبيرة لمجرد روعة هياكلها فقط، بل ولدورها الفعّال في إحياء وإنهاض النمو الاقتصادي المحلي والإقليمي في المناطق التي توجد فيها.

فيما يلي؛ نورد بعض الحقائق والأرقام وقصص بروز بعض المشاريع المعلمية الهامة التي تُسلط الضوء وتوضح التأثير الواسع لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تتجاوز حدود النفع العام.

الترابط والازدهار

يقول المثل الصيني الشهير :"إن بناء الطريق هو الخطوة الأولى نحو الازدهار. وعلى ضوء ذلك؛ توفر البنية التحتية دعماً قوياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة، وقد أثبتت مشاريع مبادرة "الحزام والطريق" أنها تستوعب بدقة الطلب على التنمية التي تحتاجها الدول المشاركة فيها.

لاوس؛ الدولة الحبيسة في جنوب شرقي آسيا، أحد الأمثلة حول دور البنية التحتية الحديثة في دفع وتعزيز الترابط فيها.

لطالما كانت التنمية الاقتصادية في لاوس مقيدة بطريق سكة حديد يبلغ طوله 3.5 كيلومتر يربطها مع تايلاند. لكن ذلك تغير في ديسمبر من العام 2021 مع إطلاق سكة حديد الصين-لاوس بطول 1035 كيلومتراً، أول خط سكة حديد عابرة للحدود يتم بناؤها ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، والتي تربط مدينة فينتيان عاصمة لاوس، مع مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين.

ومنذ إطلاقه؛ أصبح خط السكة الحديد المذكور نقطة تحول بالنسبة إلى لاوس، وجزءاً متكاملاً من المشهد الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، حيث ارتفع حجم الشحن بشكل ملحوظ، بينما يعتبر السياح المحليون والدوليون حالياً ركوب قطارات لان شانغ الكهربائية متعددة الوحدات على خط سكة حديد الصين-لاوس ضرورة لا بد من تجربتها ومعايشتها.

واليوم؛ أصبحت لاوس مركز ربط بري في شبه الجزيرة الهندية-الصينية، حيث تُظهر نتائج بيانات معنية تسجيل خط السكة الحديد المذكور إجمالي 20.79 مليون رحلة ركاب، ونقل 25.22 مليون طن من البضائع حتى 31 أغسطس من العام الجاري.

ولا يقتصر التحسن المطرد فقط على الترابط البري، حيث يواصل التعاون في مبادرة "الحزام والطريق" أيضاً التوسع في القطاعين البحري والجوي مع الدول المشاركة، ما يساهم بالتالي بشكل ملحوظ في الازدهار المحلي.

وبالانتقال إلى القارة الأوروبية، كان ميناء بيرايوس، أكبر موانئ اليونان على حافة الإفلاس، إلا أنه انتعش بفضل ما قدمته الصين من الأموال والتكنولوجيات والمعدات المتقدمة ضمن مبادرة "الحزام والطريق" حيث شهد زيادة في حجم مناولة البضائع السنوي بأكثر من 5 ملايين حاوية معيارية مكافئة لعشرين قدماً، ما جعله في المركز الرابع كأكبر ميناء حاويات في أوروبا.

وفي مجال الترابط الجوي، وقّعت الصين اتفاقيات تعاون جوي ثنائية مع 104 دول مشاركة في بناء "الحزام والطريق" وفتحت خطوطاً جوية مباشرة مع 57 دولة معنية لتسهيل النقل الجوي العابر للحدود، وذلك وفقاً لنتائج بيانات إحصائية رسمية.

الاستثمار والتوظيف

وبالإضافة إلى البنية التحتية لقطاع النقل، والمجمعات الصناعية مشتركة الاستثمار ومناطق التعاون الاقتصادي التي تنتصب كشواهد راسخة على مشاريع مبادرة "الحزام والطريق"، فإنها تلعب في ذات الوقت دوراً هاماً وواضحاً في تعزيز الاستثمار والتجارة وخلق فرص التوظيف بالنسبة للشعوب المحلية في الدول المشاركة في المبادرة.

وفي هذا السياق؛ تبرز منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-المصري (تيدا)، التي تعتبر حالياً واحدة من المشاريع الرائدة التي تواكب مبادرة "الحزام والطريق" مع التنمية في ممر قناة السويس.

ودعمت منطقة التعاون المذكورة التي تأسست في العام 2008 شركة جيويشي الصينية لتأسيس شركة فرعية لها في مصر، ما ساعد كثيراً على نمو صناعة الألياف الزجاجية المصرية من البداية، وجعلت مصر منتجاً رئيساً للألياف الزجاجية في العالم.

وعلى مدار السنوات الـ15 الماضية، جذبت منطقة التعاون المذكورة 145 شركة للاستقرار والعمل فيها، ما استقطب استثمارات تخطت الـ1.7 مليار دولار أمريكي.

وبدورها؛ تروي منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة في كمبوديا، وهي مشروع مشترك يجمع مستثمرين صينيين وكمبوديين ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، تروي قصة مشابهة.

فباعتبارها ضمن الدفعة الأولى لمناطق التعاون الاقتصادي والتجاري الخارجية، استقطبت منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة في كمبوديا التي تمتد على مساحة تبلغ 11 كيلومتراً مربعاً، استقطبت حتى الآن 175 شركة من الصين والولايات المتحدة وأوروبا وجنوب شرقي آسيا وغيرها من المناطق، ما ولّد نحو 300 ألف فرصة عمل، وفقاً لمشغلي المنطقة المذكورة.

وفي هذا السياق؛ قدّر البنك الدولي أن الاستثمارات المتعلقة بمبادرة "الحزام والطريق" ستنتشل 7.6 مليون شخص من براثن الفقر المدقع، و32 مليون شخص من الفقر المعتدل بحلول العام 2030.

الطاقة والاستدامة

تتبوأ الطاقة مكانة أولوية على الأجندة بين أكثر من 20 آلية للحوار والتعاون متعددة الأطراف التي أطلقتها الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، كما تعتبر التنمية الخضراء في مكانة القلب من تعاون الطاقة ضمن المبادرة.

ومنذ أن أعلنت الصين أنها ستبلغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل حلول العام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني قبل العام 2060، دأبت الصين على بذل جهود جبارة ومستدامة في السعي نحو تحقيق تنمية أكثر اخضراراً وصداقة للبيئة، حيث شملت الجهود عهوداً بوقف بناء محطات طاقة تعمل بحرق الفحم في الخارج.

وفي سياق متصل؛ استثمرت الصين وبنت عدداً من مشاريع الطاقة النظيفة، بهدف المساهمة بشكل أكبر في التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون في العالم. وكانت محطة كاروت للطاقة الكهرومائية، أول مشروع للطاقة الكهرومائية ضمن الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني التي بدأت أعمالها التشغيلية في شهر يونيو من العام 2022، كانت مثالاً على ذلك وأحد المشاريع المعنية.

وفي غضون سنة واحدة فقط، ولّدت المحطة المذكورة 3.64 مليار كيلوواط/سا من الطاقة الكهربائية مُلبّية احتياجات أكثر من 5 ملايين مقيم من الطاقة الكهربائية.

وتُشير نتائج إحصاءات معنية إلى أن الصين نفّذت مشاريع تعاون في مجال الطاقة الخضراء مع أكثر من مئة دولة ومنطقة، كما تخطّت استثماراتها في مجال الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون في الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" نظيرتها في مشاريع الطاقة التقليدية.

وبحسب أعلى هيئة صينية لتنظيم الطاقة، ستواصل الصين ترقية وتعزيز تعاون الطاقة عالي الجودة ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، وبناء شراكات طاقة أكثر ترابطاً واخضراراً وشمولية في المستقبل.

تحرير: تشن لو يي
مقالات ذات صلة