لتصبح التبادلات الانسانية والثقافية جسرا روحيا للتشارك الصينى المصري في بناء "الحزام والطريق"

الوقت:2016-04-13 09:13:34المصدر: منتدى التعاون الصيني العربي

يصادف عام 2016 الذكرى السنوية ال60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر . وفي يناير الماضي، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة تاريخية لمصر، وتوصل مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الى عدد من التوافق حول كيفية تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية المصرية وتعميق التعاون العملى فى مختلف المجالات مما أرشد اتجاها للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية . ان مهمتي الرئيسية لزيارة القاهرة تستهدف الى تفعيل ما تم التوصل اليه من التوافق بين رئيسي الدولتين ودعم التبادلات الانسانية والثقافية بين البلدين مع الاصدقاء المصريين بما يضخ قوة دافعة جديدة للصداقة الصينية المصرية .

ان الصين ومصر كلاهما دولة ذات حضارة عريقة ويشهد سور الصين العظيم والاهرام معجزات الحضارة الإنسانية . واصبح طريق الحرير القديم صلة هامة تربط ما بين الصين ومصر وكتب صفحات للتبادلات الاقتصادية والتجارية و الثقافية والتي حفرت باظافيرها في سجل التاريخ . وفي العصر الحديث ظل شعبا البلدين يتصافران ويتضمنان في النضال من أجل صون سيادة الدولة ووحدة الاراضى ونيل وحماية الحقوق الوطنية ومعارضة التدخل والعدوان من الخارج . وفي عام 1956 اتخذ الرئيس ماو تسي تونغ والرئيس جمال عبد الناصر قرارا سياسيا لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ببعد النظروالرؤية الثاقبة حيث بادرت مصر كاول دولة عربية وافريقية لاقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة . ان التاريخ لن ينسى ان الاف الآلاف من أبناء الشعب الصيني كانوا يتضامنون مع جهود مصر لتأميم قناة السويس . ولن ننسى ان السيد بطرس بطرس غالي قد اعلن بصوت ثابت اثناء فترة توليه منصب الامين العام للامم المتحدة : " ان تايوان جزء من الصين وقد نص علي ذلك "بيان القاهرة" بصورة واضحة ، وأنني كأمين عام الأمم المتحدة أؤيد بثبات قضية الصين العظيمة في توحيد الصين السلمى " .

ان كلا من الصين ومصر تواجه مهمة تاريخية عظيمة لتحقيق النهضة الوطنية واعادة العظمة والمجد . ان الجانب الصينى يدعم بشكل ثابت حقوق الشعب المصري في اختيار النظام السياسي ومسار التنمية بارادته المستقلة ويدعم جهود مصر في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب في وقت مبكر ويدعم مصر للقيام بدور اكبر في الشوؤن الدولية والاقليمية . ان مبادرة " الحزام والطريق " التي طرحها الرئيس شي جينبينغ تتفق مع خطة الرئيس السيسي لتطوير ممر قناة السويس دون تشاور مسبق ان الصين ومصر يجمعهما مزيد من نقاط الالتقاء والارتباط في الاستراتيجية التنموية الوطنية . واعلن الرئيس السيسي قبل فترة وجيزة استراتيجية التنمية المستدامة تحت عنوان " آفاق مصر عام 2030 " . اما الشعب الصينى فهو يخوض النضال من اجل تحقيق اهداف المئويتين ولتحقيق النهضة العظيمة للامة الصينية . انه يجب علينا بما يدور حول المثل العليا المشتركة لتحقيق النهضة الوطنية لكلا البلدين وباتخاذ التبادلات الانسانية والثقافية كحلقة وصل ان نتقاسم خبرات حكم البلد وادارة الشؤون السياسية وندفع تبادلات السياسات وتواصل الطرق وسهولة التجارة وتداول العملة وترابط قلوب الشعبين بما يضفي حيوية علي التشارك في بناء " الحزام والطريق " .

ان اساس بناء " الحزام والطريق " هو ترابط قلوب الشعوب . فقد اقيم معرض الكنوزالوطنية الثمنية لمصر القديمة تحت عنوان " دخول الاهرامات " في شانغهاي وبكين عام 2003 وعام 2004 مما فتح الحجاب الغامض للمملكة الفرعونية المصرية القديمة امام الجماهير الصينية وكان له صدي بعيد في انحاء الصين .وفي يناير هذا العام رفع المعرض الصيني للتكنولوجيا العالية ستارته في القاهرة وجددت المنتجات الصينية المعروضة في قطاعات السكك الحديدة عالية السرعة و نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية والطاقة النووية والطاقة الجديدة والفضاء واطلاق الاقمار الصناعية معرفة الجماهير المصرية ل " ما صنع في الصين " .

الآن بلغ عدد المرشدين للسياحة الناطقين باللغة الصينية في مصر اكثر من الف مرشد , انهم يقومون بتعريف التاريخ المصري والملامح الانسانية والثقافية المصرية للسياح الصينيين وفي نفس الوقت اصبحوا سفراء للصداقة الصينية المصرية علي المستوي الشعبي . وبلغ عدد رحلات الطيران المباشرة بين الصين ومصر سنويا حوالي الف رحلة حيث سهل التبادلات بين شعبي البلدين مما جعل المزيد من السياح الصينيين يدرجون مصر في قائمة خطتهم السياحية . وتلقت المسلسلات التلفزيونية الصينية اقبالا شديدا في مصر مثل (الحياة السعيدة لجين تاى لأنغ ) و (العصر الجميل لزوجتى )و (وانغ تشاوجيون ) . وخلال زيارتى هذه سيتم توقيع عدد من وثائق التعاون بين الجانبين الصينى المصري بشأن التعليم العالي وصندوق تنمية التكنولوجيا . علينا مواكبة وتيرة التنمية العصرية لاثراء اشكال التبادلات الانسانية والثقافية ووسائلها باستمراروتوسيع تأثيرها ومجال تغطيتها .

يجب اطلاق العنان لدور قيادى وريادي للشباب في بناء " الحزام والطريق " . ان الشباب امل للصداقة الصينية المصرية و مستقبل لها . وفي الوقت الراهن لقد فتحت 15 جامعات في مصر تخصصا لتعليم اللغة الصينية وتم انشاء معهدين لكونفوشيوس و3 مدارس لكونفوشيوس بالجهود الصينية المصرية المشتركة ووصل عدد الطلاب المسجلين الي حوالي 2000 طالب ويتعاظم "الحب لللغة الصينية" تدريجيا.وفي الوقت نفسه فقد تمت ترجمة أكثر من عشرين مؤلفا للاديب الكبير نجيب محفوظ اول حائز على جائزة نوبل للآداب في آسيا الي اللغة الصينية مثل (بين القصرين )و (قصر الشوق )و (السكرية ) حيث وجدت اقبالا كبيرا من القراء الصينيين الشباب .كما توسع حجم الطلاب الوافدين من البلدين باستمرار حيث تجاوز عدد الطلاب المصريين في الصين اكثر من الف طالب بينما ان عدد الطلاب الصينيين في مصرقد تجاوز 2300 طالب. انهم في طريقهم ليصبحوا قوة الجيل الجديد للصداقة الصينية المصرية . وخلال زيارتى هذه سيتم توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون في برنامج المنحة الدراسية الخاصة في التبادلات الصينية المصرية . سيواصل الجانب الصينى دعمه النشط لتبادلات بين العلماء الشباب الصينيين والمصريين . علينا ان نبذل قصارى جهودنا بمنظور طويل الأجل في تعزيز التبادل الشبابي وذلك من اجل ارساء اساس متين للصداقة الثنائية للأجيال المسبقبلية .

لنتقدم يدا بيد من نقطة انطلاق تاريخية جديدة بمناسبة احياء الذكرى ال60 لاقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية ونبذل جهودا منسقة بقلب واحد لنخلق وضعا جديدا من التبادلات الانسانية والثقافية بين البلدين ونبنى جسرا روحيا للتشارك الصينى المصري في بناء " الحزام والطريق " !

 نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني ليو يان دونغ

تحرير: تشي هونغ