شركات وخبراء من الصين وإيطاليا يستكشفون فرص التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق

الوقت:2019-07-08 11:44:46المصدر: شبكة شينخوا

بعد أشهر قليلة من توقيع إيطاليا لمذكرة تفاهم مع الصين حول مبادرة الحزام والطريق، اجتمع خبراء من البلدين هنا يوم الجمعة لمعالجة التحديات المستقبلية المشتركة في ظل تنامي فرص التعاون.

واجتمع رواد أعمال ومسؤولون وخبراء في بورصة ميلانو لحضور النسخة الثانية من مؤتمر "إيطاليا وطرق الحرير الجديدة"، وتبادلوا وجهات النظر والتوقعات.

-- قطاعات مختلفة

امتد نقاشهم إلى مجموعة واسعة من القطاعات بما فيها البنية التحتية، والاقتصاد الرقمي، والثقافة والسياحة، والاستثمار، والبنوك، وإسداء المشورات القانونية للشركات الراغبة في التوسع في بلدان ثالثة مشاركة في مبادرة الحزام والطريق.

ومن جانبه، قال ميشيل جيراسي نائب وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "من وجهة نظر الحكومة، نعتقد أن هذا هو الشئ الصحيح الذي يجب عمله من أجل شراكاتنا وصادراتنا".

وذكر المسؤول "على الرغم من أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن آثار (المذكرة)، إلا أننا نشهد بعض النتائج الأولية...اهتمام متزايد من جانب الشركات الصينية بالتعاون مع نظيراتها الإيطالية للقيام بأعمال تجارية".

وبشكل عام، كانت القطاعات التي بدت فيها السلطات الإيطالية مستعدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين متنوعة بشكل كبير.

وشرح جيراسي قائلا "نحن مهتمون بقطاع الطاقة، والأغذية والمشروبات، والتكنولوجيا، والسياحة، وشركات الطيران - مع فتح مسارات جديدة - والتأمين والتمويل...وبالطبع قطاع التصنيع الذي يمكن فيه لإيطاليا والصين إما التنافس أو التعاون".

فقد وقعت الصين وإيطاليا مذكرة تفاهم لدفع بناء الحزام والطريق في أواخر مارس في روما. وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكة من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا.

وفي كلمته أمام المؤتمر، لفت باولو بانيراي المؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس تحرير دار "كلاس إيديتوري" للنشر إلى أن الصين وإيطاليا لديهما نظم صناعية تركز بقوة على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وقال بانيراي للحاضرين إن "هذا يعد أحد المحركات الحاسمة المحتملة في التطوير المستقبلي للعلاقات الصينية الإيطالية (في إطار مبادرة الحزام والطريق)".

وشارك كل من سفير الصين لدى إيطاليا لي جون هوا ونظيره الإيطالي إيتوري سيكوي من بكين في النقاش بكلمة مصورة بالفيديو، حيث أكدا على الحجم الكلي لمشروع مبادرة الحزام والطريق، واسترجعا العلاقات الثقافية والتجارية القديمة التي تربط بين الصين وإيطاليا عبر التاريخ.

-- فرص جديدة

من جانبهم، تناول رجال الأعمال والخبراء جوانب محددة من الشراكة التي يمكن أن تنشأ بشكل أكبر نتيجة لتعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وأكد باولو روميتي المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في مجموعة (ساليني إمبريجيلو) للبنى التحتية أنه "من خلال مسارات طريق الحرير الجديد، سيتم إعطاء دفعة كبيرة للبنى التحتية اللوجيستية التي لا وجود لها اليوم".

ولم تأت ملاحظته عن طريق الصدفة، إذ ترجع إلى أن نقص البنى التحتية يعد أحد مواطن الضعف الرئيسية التي تعرقل تطوير إيطاليا بشكل خاص، ولاسيما في بعض المناطق الوسطى والجنوبية.

ومن جانبهم، بدا رواد الأعمال الصينيين متحمسين لايجاد فرص جديدة في إيطاليا، معولين على التغيرات التي يمكن أن يوفرها التعاون في ظل مبادرة الحزام والطريق.

وقال فان إرينينج نائب رئيس شركة "إيسترن إير لوجيستيكس" ومقرها شانغهاي لـ((شينخوا)) "الآن، من وجهة النظر اللوجستية، فإن مطاراتنا الرئيسية لشحن البضائع (في أوروبا) مازالت أمستردام وفرانكفورت".

وأضاف "ومع ذلك، فإننا نبحث عن فرص للتوسع في إيطاليا مستقبلا؛ ويمكن أن تكون ميلانو على سبيل المثال بوابة جديدة لشحن البضائع...فنحن نتطلع إلى ذلك".

ومن بين مختلف أصحاب المصالح المشاركين في الحدث، بدا أن شركات التجارة الإلكترونية والبيع بالتجزئة الرقمية الإيطالية تنظر إلى مشروع شامل مثل مبادرة الحزام والطريق باعتباره فرصة لتحسين أدائها.

فقد ذكر روبرتو ليسيا رئيس اتحاد التجارة الإلكترونية (نيتكوم) لـ((شينخوا)) أن "أحد القضايا ذات الصلة (بالنسبة لإيطاليا) تكمن في التأكد من أن تطوير اللوجستيات والبنى التحتية المرتبط بمبادرة الحزام والطريق سيؤدي إلى إتاحة الفرصة لنا لإعادة التوازن للتبادل التجاري عبر الإنترنت مع الصين".

ويضم الكونسورتيوم الذي يمثله ليسيا حوالي 400 شركة إيطالية تعمل في مجال التجارة الإلكترونية، ويعد من الكيانات المؤسسة لـ(إيكوميرس يوروب)، وهي جمعية التجارة الإلكترونية الأوروبية التي تضم أكثر من 70 ألف شركة من حوالي 20 دولة.

وشدد رائد الأعمال الإيطالي على أن الصين ستقدم اليوم مثالا يحتذى به فيما يتعلق بالابتكار الرقمي.

وأوضح قائلا "لقد طورت الصين نماذج من حيث سلوك المستهلك والشراء والتطور التكنولوجي، ينبغي على إيطاليا محاولة أن تحذو حذوها، باعتبارها مثالا للعمليات الابتكارية التي يمكن أن تحقق للشركات الإيطالية الصغيرة قفزة نوعية".

تحرير: تشي هونغ