تقرير اخباري: "صنع في السودان" ..معرض للتعريف بالصناعة المحلية في البلاد

الوقت:2016-06-13 08:00:11المصدر: شبكة شينخوا

تسعى وزارة الصناعة السودانية من خلال معرض "صنع في السودان" المنعقد منذ أسبوع بأرض المعارض بضاحية بري شرقي العاصمة الخرطوم الى التعريف بالصناعة المحلية في البلاد في ظل جملة تحديات تحول دون انتشار منتجاتها بالداخل وتحد من قدرتها على منافسة ما يستورد من الخارج.
ويشارك في المعرض الممتد خلال الفترة من 7 الى 17 يونيو الجاري نحو 450 مصنعا وشركة صناعية سودانية يمثلون نماذج لصناعات مختلفة.
ويهدف المعرض فى دورته الخامسة الى تشجيع الصناعة المحلية وجذب المستثمرين من داخل وخارج السودان للاستثمار في القطاع الصناعي.
ويقام المعرض سنويا بصورة راتبة وينظم بواسطة وزارة الصناعة السودانية بالشراكة مع الشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة ومجموعة (جياد) الصناعية، حسب مدير المعارض بمجمع جياد الصناعي يحيى محمد ادريس.
وقال ادريس في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المعرض يمثل سانحة مناسبة للتعريف بالصناعة المحلية، ويتيح عملية ترويجية منظمة للمجموعات الصناعية" في ظل تأثر الصناعة المحلية بالأوضاع الاقتصادية في البلاد والحصار الاقتصادي المفروض على السودان.
واقر ادريس بذلك، قائلا "تأثر القطاع الصناعي بصورة رئيسية من الحظر المفروض على السودان نسبة لعدم توفر قطع الغيار وصعوبة مواكبة التطور التكنولوجي".
وتابع انه "رغم ذلك تتلمس الصناعة الوطنية الخطى من اجل ترسيخ اقدامها وتقديم منتجات ذات جودة عالية وقادرة على منافسة المستورد والعبور الى اسواق خارجية في محيطنا العربي والاقليمي".
وبرغم ظروفه الراهنة، يأتي السودان في المرتبة الرابعة في تعداد الدول الصناعية في افريقيا، حسب ادريس.
واشاد ادريس بالشراكات القائمة بين القطاع الصناعي السوداني وبعض الدول الخارجية ولاسيما الصين من اجل توطين الصناعة في السودان، قائلا إن "دول مثل الصين تقدم لنا الدعم فى مجال توفير المواد الخام في سبيل ان تستمر هذه الصناعة".
ويسعى منظمو المعرض الى التعريف بالمنتجات الوطنية وتعزيز ثقة المواطن في المنتجات والصناعات الوطنية وتشجيع الاكتفاء الذاتي.
وقال عثمان محمود محمد عمر مدير جناح مجمع (ساريا) الصناعي، وهو احد اكبر المجمعات الصناعية في السودان ل(شينخوا) "نحتاج لمثل هذه المعارض للتعريف بالمنتجات المحلية، هناك تطور كبير جدا للصناعة السودانية".
لكن في مقابل هذا التطور مازال هناك تردد من قبل السودانيين تجاه المنتجات المحلية مقارنة بالمستوردة، حسب عمر.
وتابع انه "بمزيد من التعريف وتقديم الضمانات الكافية يمكن ان تتغير النظرة تجاه ما ينتج محليا".
ويتركز النشاط الصناعي في السودان في مجالات محدودة كالصناعات التحويلية والتي تعتمد على المنتجات الزراعية، حيث تزدهر صناعات النسيج والسكر والزيوت.
وتبلغ كمية انتاج الزيوت في السودان حوالي ثلاثة ملايين طن، والتي تتعامل مع زيوت بذرة القطن وعباد الشمس والفول السوداني والسمسم.
وقالت المواطنة سعدية عبد السلام ل(شينخوا) "تفاجأت بما تنتجه المصانع السودانية، وارى انها منتجات ذات جودة عالية، ولكن تحتاج هذه المجمعات الصناعية الى بذل جهد مضاعف للتعريف بصناعتها".
وتابعت انه "في ظل الظروف الحالية والوضع الاقتصادي وارتفاع الاسعار يمكن ان يتجه الناس الى شراء منتجات محلية اذا كانت باسعار معقولة وبجودة عالية، نحتاج الى تغيير ثقافتنا الاستهلاكية وتشجيع الصناعة الوطنية".
ورفعت الحكومة السودانية في وقت سابق عدة شعارات لتوطين الصناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي محليا، ولكن ذلك المسعى لم يصادف النجاح بعد بسبب معوقات، ابرزها تدهور البنى التحتية من الطرق والكهرباء والصرف الصحي والمياه، اضافة الى تعدد الرسوم والجبايات، مما اخرج العديد من الصناعات من دائرة الانتاج فضلا عن مشكلات قطع الغيار.
ويعتبر السودان أول دولة عربية منتجة للإيثانول، وثاني أكبر منتج للإيثانول في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، ويبلغ إنتاجه من الايثانول حوالي 50 مليون لتر.
وتنتعش في السودان ايضا عدة صناعات خفيفة وثقيلة، منها صناعة تجميع السيارات بمصنع (جياد) بولاية الجزيرة، وصناعة الطائرات في مصنع (صافات) بمنطقة كرري العسكرية، وصناعة الحديد الصلب وكثير من الصناعات الخفيفة الأخرى.

تحرير: تشي هونغ