السكة الحديدية بين تنزانيا وزامبيا

الوقت:2022-08-31 17:10:14المصدر: بوابة الحزام والطريق

بدأ خط سكة حديد تنزانيا - زامبيا (تازارا) الذي شيدته الصين، تشغيله في عام 1976 وأصبح حافزا اقتصاديا لدول شرق وجنوب إفريقيا، كما تحول أيضا إلى رمز للصداقة بين الشعب الصيني والشعوب الإفريقية.

وبعد نحو 40 عاما، يعمل خط سكة حديد مومباسا - نيروبي القياسي بمثابة محرك جديد للنمو الاقتصادي الكيني ويجعل منطقة شرق إفريقيا بأكملها أكثر دينامية.

ولم يحدث هذان الخطان للسكك الحديدية فقط تغييرا في حياة الشعوب، وإنما كانا أيضا شاهدين على تطوير التعاون الصيني الإفريقي.

-- الصداقة والتنمية

لقد شاهد التنزاني بنديكت هنري مكانياجو (69 عاما)، الذي تقاعد من العمل في خط تازارا عام 2002، التغيرات التي جلبها خط السكة الحديدية هذا، للبلاد وله هو أيضا.

ولد مكانياجو في بلدة مبيا بجنوب غرب تنزانيا. وقبل أن يمر بها خط تازارا، كانت هذه البلدة الحبيسة فقيرة ويصعب الوصول إليها.

غير أنه، عند إنجاز خط تازارا، بدأت البلدة الصغيرة في جذب المهاجرين المزارعين ورواد الأعمال وأصبحت محورا تجاريا إقليميا في غضون سنوات قليلة. وصارت مدينة مبيا الآن حاضرة ومركزا تجاريا متناميين للمناطق الجنوبية من تنزانيا ولدولتي مالاوي وزامبيا المجاورتين.

"لقد غيرت السكة الحديدية أيضا حياتي"، هكذا قال مكانياجو، الذي انضم إلى فريق بناء تازارا في عام 1970 عندما كان في أوائل العشرينات من العمر، حيث أقام صداقات مع زملائه الصينيين وتلقى تدريبا على أداء وظائف مختلفة. ونظرا لخبرته العملية الثرية، حصل مكانياجو فيما بعد على ترقية ليصبح رئيس محطة مبيا.

ووفقا للإحصاءات الرسمية، نقل خط تازارا أكثر من 30 مليون طن من البضائع وأكثر من 40 مليون مسافر منذ بدء تشغيله.

وقال مارك مواندوسيا وزير المواصلات والنقل التنزاني السابق إن "أولئك المحظوظين منا الذين شهدوا بناء خط تازارا سيظلون ممتنين للصين إلى الأبد".

في شهر إبريل من العام الماضي، قال وزير الخارجية التنزاني أوغسطين ماهجيا إن بناء خط تازارا شكل أساسا صلبا للصداقة والتعاون بين تنزانيا والصين.

صرح بذلك ماهجيا في مناسبة تذكارية أقيمت لتكريم أكثر من 60 عاملا وفنيا صينيا توفوا أثناء بناء خط تازارا.

تم بناء خط تازارا كمشروع "تسليم مفتاح" خلال الفترة من 1970 إلى 1975 من خلال الاستعانة بقرض صيني بدون فوائد، وبدأ تشغيله التجاري في يوليو 1976 ويبلغ طوله 1860 كلم من دار السلام في تنزانيا إلى نيو كابيري مبوشي في زامبيا.

-- تعميق التكامل الإقليمي

بدأ تشغيل خط سكة حديد مومباسا - نيروبي القياسي في مايو 2017، ليصبح أحدث إضافة إلى قائمة السكك الحديدية التي شيدتها الصين في إفريقيا.

وساهم خط سكة الحديد هذا البالغ طوله 480 كلم في اختصار مدة الرحلة من العاصمة الكينية إلى ميناء مومباسا، أكبر ميناء في شرق إفريقيا، من 12 ساعة إلى أكثر من أربع ساعات بقليل.

وفي الوقت الذي تجلب فيه السكة الحديدية راحة وكفاءة طال انتظارهما، فإنها تنجح أيضا في تلبية احتياجات الحركة في الحياة البرية، ما يصل بالتأثير على الحيوانات إلى الحد الأدنى.

وتشير التقديرات إلى أن السكة الحديدية الحديثة بتمويل الصين عززت الناتج المحلي الإجمالي لهذا البلد الإفريقي بواقع ٪1.5، وساهمت في توفير 46 ألف فرصة عمل للسكان المحليين. وتم التعاقد من الباطن مع حوالي 300 شركة محلية خلال إنشائه، وفقا للأرقام الرسمية.

وقال رافائيل توجو الأمين العام لحزب اليوبيل الحاكم في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن كينيا ودولا إفريقية أخرى تعتبر الصين شريكا إستراتيجيا في سعيها إلى تعزيز التجارة وتطوير البنية التحتية.

وذكر توجو "إذا سألت أي كيني عن الصين، فإن أول ما سيخطر بباله هو خط السكة الحديدية القياسي الذي يربط بين مومباسا ونيروبي، وكذا قوانغتشو التي يزورها الكينيون لشراء الملابس وغيرها من المنتجات".

واتفق رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة في كينيا على أن خط سكة حديد مومباسا - نيروبي القياسي لا يفضي فقط الى تعزيز صورة الصين في هذا البلد، بل يلعب أيضا دورا أساسيا في تحويل التجارة الإقليمية.

وأكد شادراك كيمو (30 عاما)، وهو صاحب متجر للأجهزة، أن مصادر إيراداته توسعت بفضل وجود وسيلة نقل أسرع وأرخص وأكثر كفاءة لمواد البناء وفرها خط سكة حديد مومباسا - نيروبي القياسي.

وقالت ليليان أوينجا المديرة التنفيذية لمجلس الأعمال لشرق إفريقيا إن التجار القادمين من كينيا وأوغندا وجنوب السودان وشمال تنزانيا أصبح في مقدورهم الآن استيراد وتصدير السلع دون أي عائق بفضل خط سكة حديد مومباسا - نيروبي القياسي.

وذكرت أوينجا في اجتماع مائدة مستديرة للأعمال عقد مؤخرا في نيروبي أن "هذا الخط خفض مدة نقل الواردات والصادرات من وإلى منطقة شرق إفريقيا".

وأضافت أن الخط ساهم في تحسين الخدمات اللوجستية مع خفض تكلفة نقل البضائع السائبة في المنطقة.

كما يعتبر مشروع البنية التحتية الضخم هذا، الذي نفذته شركة الصين لبناء الطرق والجسور التابعة لشركة الصين للمواصلات والإعمار، إحدى النتائج المبكرة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبني التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على طول مسارات طريق الحرير القديم.

وقال جيريشون إيكارا أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة نيروبي إن قطارات الركاب والبضائع الحديثة ستعزز النمو والرخاء والتلاحم في منطقة شرق إفريقيا الأكبر.

تحرير: تشن لو يي
مقالات ذات صلة