هذا المشروع الذي بنته الشركة الصينية وفر مياه الصنبور النظيفة لنحو 600 ألف أنغولي

في الساعة الرابعة فجرا، ولم تشرق الشمس بعد في مقاطعة كابيندا في أنغولا، كان الساكن المحلي فريدريكو تاتي إيبيندا قد خرج بالفعل مع سكان آخرين يحملون دلاء.

سار في هذا الطريق مرات لا تحصى. لطالما كان الاستيقاظ مبكرًا، والخروج، وجلب الماء أمرا عاديا.

في بعض المناطق في مقاطعة كابيندا، ظل نقص إمدادات المياه معضلة للسكان المحليين بسبب شح المياه.

سكان كابيندا يصطفون لشراء مياه الشرب بالقرب من شاحنات المياه. (الصورة: المجموعة الدولية لشركة الصين المحدودة لإنشاءات السكك الحديدية)

على الرغم من وجود مياه آبار في المنطقة المحلية، إلا أنه لا يمكن شربها مباشرة. نظرًا لأن معظم المناطق غير مجهزة بالحنفيات، يمكن للناس الاعتماد فقط على شاحنات المياه لجلب المياه في غضون فترة زمنية محدودة، ويتعين على السكان الأبعد الخروج لجلب المياه قبل الفجر كل يوم.

لكن ليس كل ساكن يمكن أن يحصل على المياه. وإذا فاتك وقت الإمداد بالمياه، فلا يمكنك العودة إلى المنزل إلا خالي الوفاض..

ومع ذلك، بفضل جهود الحكومة المحلية والشركة الصينية، فإن التغييرات على وشك الحدوث هنا ...

يعمل مشروع نظام إمدادات المياه في كابيندا الذي أنشأته المجموعة الدولية لشركة الصين المحدودة لإنشاءات السكك الحديدية على تحسين وضع شح المياه. يعتبر هذا المشروع أكبر مشروع لإمداد المياه قيد الإنشاء في أنغولا وأول نظام سريع وفعال لإمداد مياه الشرب.

عمال يسكبون الخرسانة على الجدار الخارجي لبركة المياه لمشروع نظام إمدادات المياه في كابيندا (الصورة: المجموعة الدولية لشركة الصين المحدودة لإنشاءات السكك الحديدية)

تبلغ قدرة إمداد المياه اليومية للمشروع 50 ألف متر مكعب، ويغطي 92 بالمائة من سكان مقاطعة كابيندا. وبعد إنجازه، سيفيد 600 ألف شخص بشكل مباشر. وسيحسن بشكل كبير الجودة الصحية لمياه الشرب العامة في المنطقة كما سيحسن البيئة المعيشية للسكان المحليين.

قال بينتو ميغيل جيليت، الموظف المحلي في المشروع: "بعد إنجاز المشروع، سيغطي هذه المنطقة السكنية بأكملها، وسنكون قادرين على شرب مياه نظيفة دون الحاجة إلى مغادرة المنزل".

في عملية البناء التي دامت 4 سنوات، خضع المشروع لتغييرات في التصميم وتحسينات على المخطط لأكثر من 10 مرات. بسبب نقص المواد المحلية، يجب شراء ما يقرب من 200 نوع من مواد ومعدات البناء من الصين والبرتغال والدول المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، أدى موسم الأمطار الطويل وخطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الملاريا الى تحديات كبيرة لعمال البناء.

عمال يقومون بتركيب صناديق توزيع الكهرباء في موقع مشروع كابيندا لإمداد المياه. (الصورة: المجموعة الدولية لشركة الصين المحدودة لإنشاءات السكك الحديدية)

في مارس من هذا العام، بدأت جائحة فيروس كورونا الانتشار في القارة الأفريقية، وضغطت جميع المشاريع تقريبًا في أنغولا على "زر الإيقاف المؤقت". في ظل صعوبات البناء الناجمة عن الوباء، قام قسم المشروع بشكل عاجل بتنسيق الفنيين للبناء والمواد والمعدات، والتزم بالوقاية من الوباء والسيطرة عليه، ودفع عملية البناء في آن واحد. حتى الآن، لم يصب أحد في موقع البناء بالفيروس.

قال مسؤول المشروع، إنه في 30 سبتمبر، تم الانتهاء من تركيب خط أنابيب إمدادات المياه وشبكة الأنابيب المنزلية لمشروع كابيندا لإمداد المياه، وتم الانتهاء من الغسل الأولي. بحلول نهاية ديسمبر، سيتمكن 600 ألف أنجولي من الحصول على مياه الصنبور النظيفة.

صرخ فريدريكو تاتي إيبيندا، بصوت عال، وهو يخطر بباله أن مياه الصنبور النظيفة على وشك "الوصول إلى المنزل": "لا داعي للخروج في الساعة الرابعة فجرًا لجلب الماء بعد الان!"