مقالة خاصة: رجل أعمال إسرائيلي يغتنم الفرصة في الصين لإنشاء مشروع ابتكاري ناجح

نانجينغ أول يوليو 2023 (شينخوا) عندما جاء رجل الأعمال الإسرائيلي إيلان ميمون مع زوجته إلى الصين رغم بعد المسافة في عام 2002، لاحظ أن البلاد كانت مختلفة تماماً عما كانت تنقلته وسائل الإعلام الغربية وقتها، ولمس الزخم المتنامي الذي يشهده اقتصاد السوق في البلاد، ما وفّر فرصاً ضخمة لإنشاء مشروع تجاري.

وبعد عشرين عاماً، أصبح إيلان يعتبر الصين بالفعل مسقط رأسه، حيث اغتنم فرصة فتح البلاد لأبوابها ليشق طريقه في مجال صنع مطحنة القهوة.

وقال إيلان، الذي كان يعمل مهندساً، ويتمتع بالخبرة في إقامة المشاريع سابقاً، إن سوق القهوة في الصين كانت تزخر بإمكانات هائلة، إذ أن أغلبية الصينيين كانوا يميلون إلى شرب الشاي ويعرفون القليل عن القهوة.

وفي هذا السياق، قام إيلان، وباعتباره عاشقاً للقهوة، بتصميم المعدات وأبحاثها وتطويرها، ودعا فريقاً متخصصاً من إسرائيل للعمل في الصين. وفي عام 2005، أنشأ شركته الخاصة HeyCafé في شانغهاي، وهي شركة تركز على صنع مطاحن القهوة.

وفي عام 2011، قرر إيلان نقل شركته وأسرته إلى المنطقة الابتكارية الصينية-الإسرائيلية في مدينة تشانغتشو بمقاطعة جيانغسو في شرقي الصين، لتنفيذ التوافق الذي توصّل إليه مع مدينة تشانغتشو، التي كانت تبحث عن شركات إسرائيلية مميزة لإقامة المشروعات فيها.

وبالنسبة لإيلان، فإن لدى تشانغتشو حكومة عالية الفعالية وبيئة جيدة للأعمال التجارية، كما أنها شهدت تطوراً سريعاً في مجال التصنيع الذكي، مع سلاسل إمداد وبنية تحتية كاملة، ما يوفر ظروفاً ملائمة لتنمية الشركات الناشئة.

وتسعى المنطقة المذكورة، التي تعد أول منطقة ابتكارية نموذجية تم إنشاؤها بشكل مشترك من قبل الحكومتين الصينية والإسرائيلية، إلى أن تصبح "رأس جسر" لإسرائيل في مجالات مثل توسيع التعاون ونقل التكنولوجيا في الصين.

وقال إيلان: "بالرغم من صغر حجم شركتنا مقارنة مع الشركات الأخرى بالمنطقة، إلا أن تشانغتشو أظهرت لنا احتراماً وصبراً كافيين، إذ لم تهتم بالعائدات قصيرة المدى، بل شجعت شركتنا على التركيز على الأبحاث والتطوير."

وعلى مدى سنوات، كثّف إيلان جهوده لتحقيق اختراقات مستمرة لابتكار منتجاته. فعلى سبيل المثال، ومن خلال استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء، يمكن للمستخدمين جمع المعلومات عن كمية حبوب القهوة والحليب، ورصد جودة القهوة ومبيعاتها وحالة صيانتها، ليحصلوا على حلول معنية.

واليوم، تحظى مطحنة القهوة التي تنتجها شركة إيلان بحصة سوقية تبلغ 40 في المائة من السوق الصينية. وبعد تحقيق الإنجاز التجاري، بدأ إيلان تقديم مدينة تشانغتشو إلى رواد الأعمال الإسرائيليين، بينما يطبق النمط الإسرائيلي الناجح في تشانغتشو.

وتقديراً لمساهمات إيلان البارزة في تعزيز التعاون الصيني-الإسرائيلي، منحته مدينة تشانغتشو لقب "مواطن شرفي".

وأضاف إيلان: "أتشرف بأن أكون جسراً في عملية خروج تشانغتشو إلى العالم الخارجي. إن هذه المدينة ليست فقط أرضاً خصبة لإنشاء المشاريع، لكنها أيضاً موطن سعادة لنا."