تقرير إخباري: مسؤولون وخبراء صينيون وكويتيون يبحثون البناء المشترك للحزام والطريق بجودة عالية بين البلدين

الوقت:2023-10-17 16:03:08المصدر: شينخوا

الكويت 16 أكتوبر 2023 (شينخوا) نظمت سفارة الصين بالكويت ليل الأحد/الإثنين ندوة بعنوان "الابتكار، التعاون، الكسب المشترك... البناء المشترك للحزام والطريق بجودة عالية بين الكويت والصين"، بمشاركة مسؤولين وخبراء من الصين والكويت وأوروبا.

وجاء تنظيم الندوة بالكويت قبيل انطلاق الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين خلال يومي 17 و18 أكتوبر، تحت عنوان "التعاون العالي الجودة للحزام والطريق: معا من أجل التنمية والازدهار المشتركين".

وقال القائم بأعمال سفارة الصين بدولة الكويت المستشار ليو شيانغ، إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يعد ركيزة رئيسة لمجتمع المستقبل المشترك للبشرية، مشيرا إلى أنه على مدى العقد الماضي، تجاوزت الاستثمارات بين الصين ودول الحزام والطريق 270 مليار دولار أمريكي، مما أسهم في تحفيز الاستثمار بقيمة تقرب من تريليون دولار، وإنشاء أكثر من 3000 مشروع تعاون، وتوفير 420 ألف فرصة عمل، وتخليص نحو 40 مليون نسمة من براثن الفقر.

وأضاف ليو، في الكلمة التي ألقاها بالجلسة الافتتاحية للندوة، أنه حتى نهاية يونيو 2023، تعهد صندوق طريق الحرير باستثمارات تبلغ قيمتها حوالي 22.04 مليار دولار، ويضم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية 109 أعضاء، بإجمالي استثمارات تبلغ 43.6 مليار دولار.

وأوضح أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يعزز الارتقاء بالعلاقات الصينية -العربية والصينية-الكويتية إلى آفاقٍ أرحب، منوها إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" لاقت ترحيبا حارا وتجاوبا إيجابيا من قبل الدول العربية فور طرحها، إذ كانت الكويت أول بلد عربي وقع مع الصين على وثيقة التعاون بشأن "الحزام والطريق"، وكانت جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية وقعت مع الصين على وثيقة التعاون لـ "الحزام والطريق".

ونوه ليو إلى أنه على مدى العقد الماضي، حققت الصين والدول العربية نتائج مثمرة، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 430 مليار دولار في عام 2022، ما يعادل ضعفين مما كان عليه قبل 10 سنوات، كما تجاوز رصيد الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين الصين والدول العربية 30 مليار دولار، بزيادة نحو 3 أضعاف مما كان عليه قبل 10 سنوات، كما نفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع كبير في إطار بناء "الحزام والطريق".

وأشار في هذا الصدد إلى أنه تم تشكيل شبكة التعاون لنقل التكنولوجيا التي تربط آلاف المؤسسات البحثية والشركات الابتكارية في الصين والدول العربية بعد إنشاء المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والمركز الصيني العربي للطاقة النظيفة ومركز التميز الصيني العربي لبيدو والمركز الصيني العربي للأبحاث الدولية للحد من الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي على التوالي.

ولفت إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للكويت لمدة سبع سنوات متتالية، حيث وصل حجم التجارة الثنائية إلى مستوى قياسي بلغ 31.48 مليار دولار في عام 2022، كما أصبحت الكويت سابع أكبر مصدر لواردات النفط الخام للصين، فيما أصبحت الصين ثاني أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في الكويت.

وقال ليو إن الصين استمرت في تنميتها الاقتصادية من خلال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وفتح باب الانفتاح الصيني على نطاق أوسع، وقدمت مساهمات مهمة في تنمية الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن الصين تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة الأولى من حيث إجمالي تجارتها الخارجية، كما تعد الصين رائدة عالميا في استخدام الاستثمار الأجنبي، وترتقي قدراتها الابتكارية والتنافسية الدولية باستمرار، وقد تجاوز متوسط مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي 30 بالمائة خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2019، وبلغ هذا الرقم حوالي 40% من 2020 إلى 2022. وفي وقتنا الراهن تلتزم الصين بالتنمية عالية الجودة، ومواصلة رفع مستوى الانفتاح على الخارج.

وأعرب عن تطلع الصين إلى العمل مع كافة الأطراف لرسم مخطط جديد للبناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" في العصر الجديد، ما يضح قوة جديدة لتحقيق رؤية تنموية مشتركة لجميع البلدان، ويقدم مساهمات جديدة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

يذكر أن الرئيس شي جين بينغ أطلق مبادرة "الحزام والطريق لأول مرة في عام 2013، خلال كلمة له بجامعة نزار باييف بقازاقستان، وحتى شهر يونيو عام 2023، وقّعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون في إطار المبادرة مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية على امتداد القارات الخمس.

من جانبه، أكد خالد مهدي الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بدولة الكويت، أن الكويت كانت أول دولة بمنطقة الشرق الأوسط استجابة لمبادرة الرئيس شي جين بينغ للحزام والطريق في عام 2014، والتي أعقبها الكثير من الاتفاقيات والمشروعات.

وقال مهدي، في كلمة له ألقاها بالجلسة الافتتاحية للندوة، إن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح للصين الشهر الماضي، جعلت الكويت أكثر جدية للتنفيذ والتفاعل مع المبادرة بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية، خاصة وأن هذه الاتفاقيات جاءت محددة وفي موضوعات بعينها وليست اتفاقيات اطارية شاملة.

وأضاف أن الاتفاقيات جاءت في مجالات ومشروعات تتعلق بقطاعات الطاقة والنقل والإسكان وهي قطاعات حيوية ومهمة من ضمن الرؤية الوطنية لدولة الكويت كويت جديدة 2035، مشيرا إلى أن هذه الرؤية تم بلورتها مع الجانب الصيني لوضع خطة خمسية مشتركة (2024 - 2028) للتعاون بين الجانبين ولتنفيذ هذه المشاريع.

وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد تركيز الجانبين على تنفيذ هذه المشاريع والبرامج التي تم الاتفاق عليها ووضعها موضع التنفيذ.

وتطرق الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بدولة الكويت إلى موضوع الدبلوماسية الثقافية التي توليها الصين والكويت اهتماما كبيرا تبلور بتأسيس المركز الثقافي الصيني بالكويت، موضحا أن التبادل الثقافي هو جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق لتعزيز التواصل الإنساني والترابط بين دول المبادرة.

ونوه إلى أن مبادرة الحزام والطريق تقوم على الفوز المشترك للجميع، وهذا ما مكن المبادرة خلال 10 سنوات فقط من تحقيق الكثير من النجاحات المتتالية وهو ما انعكس بانضمام نحو 150 دولة إلى المبادرة.

بدورها، قالت ماريا فيليبوفا المديرة الإقليمية لمجموعة أكسفورد للأعمال في الكويت، "نريد حقا التركيز على المزيد من الشركات الصينية وإجراء بعض المقابلات وبحث فرص التعاون"، معربة عن اعتقادها بأنه حان الوقت للتواجد في الكويت الآن مع طرح رؤية الكويت 2035، والتي تتضمن الكثير من المشاريع، وزيادة انتاج الطاقة مع خطط مضاعفة إنتاج النفط يوميا.

وأضافت فيليبوفا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الكويت تبحث حقا عن المزيد من التعاون، مؤكدة أن هناك الكثير من الإمكانات للتعاون بين الصين والكويت، والقيام بتنفيذ المشاريع جنبا إلى جنب، خاصة مع توافر الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة والموجودة في الصين بالفعل.

وأعربت عن اعتقادها بأن هناك مستقبلا قويا للغاية في العلاقة بين الصين والكويت، خاصة مع الأخذ في الاعتبار خطط الكويت للرقمنة في جميع قطاعات الاقتصاد، سواء كان ذلك قطاع الطاقة، والخدمات المصرفية، وأسواق رأس المال، والتأمين وهي فرص للتعاون بين الجانبين.

وأوضحت أنه على الرغم من أن الوقود الأحفوري لا يزال الصناعة المهيمنة من حيث الطاقة، إلا أنه لا يزال من المهم جدا البدء في النظر في مبادرات الاستدامة والعمل عليها، وتابعت قائلة، "لذلك هناك الكثير من التقنيات الجديدة المثيرة التي تستخدمها الصين يمكن أن يتم الاستعانة بها في الكويت.

يذكر أن الندوة تضمنت ثلاث جلسات عمل ناقشت التعاون في مجالات الإسكان والتنمية الحضرية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والموانئ الذكية.

تحرير: تشن لو يي