مبادرة "الحزام والطريق" تساعد الشركات الصينية على دخول الأسواق الخارجية

الوقت:2017-05-12 16:43:46المصدر: شبكة شينخوا

مشروع توسيع طريق كاراكوروم في باكستان (Xinhua)

بدأت الصين تحتل مكانة متقدمة عالميا في مجال البناء والتشييد مع استمرار تقدم تقنياتها الصناعية والابتكارات في مفاهيمها حول البناء والتشييد، وفي ظل استراتيجية "الحزام والطريق" تسرع الشركات الصينية وتيرتها للتوجه نحو الأسواق الخارجية والمشاركة في إنشاء البنية التحتية بمختلف الدول.
إنجازات مثمرة في بناء البنية التحتية داخل الصين وخارجها
أشار وزير النقل والمواصلات الصيني لي شياو بنغ خلال اجتماع وطني بشأن أعمال النقل والمواصلات عقد في 26 ديسمبر عام 2016 أشار إلى أن قطاع السكك الحديدية في الصين شهد تطورا سريعا خلال عام 2016 حيث يبلغ إجمالي مسافة السكك الحديدية 20 ألف كيلومتر ليمثل نسبة 60 % من إجمالي مسافة السكك الحديدية في العالم، وحققت استراتيجيات خدمات النقل والمواصلات نتائج ملموسة في عام 2016 كما حققت أعمال ربط البنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق تقدما إيجابيا حيث بدأ تنفيذ مشروعات الطرق السريعة للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وتم إنشاء 9 ممرات رئيسية في منطقة نهر ميكونغ بصورة مبدئية كما تم التشغيل التجريبي للشحن البري الدولي بين الصين ومنغوليا وروسيا.
إلى جانب ذلك، تم إنجاز الجسم الرئيسي للجسر الرابط بين منطقة هونغ كونغ وماكاو وتشوهاي وتم تحقيق اختراقات مهمة في التقنيات المتعلقة ببناء الطرق في المناطق المرتفعة الباردة والوقاية من الكوارث للجسور الضخمة وبناء الطرق في المناطق الساحلية. وشهدت قدرة الصين الابتكارية في مجال تكنولوجيا النقل والمواصلات ارتقاء ملحوظا كما تحسن مستوى تقنيات بناء الطرق بشكل كبير.
التعاون الصيني الأجنبي لبناء البنية التحتية يتطور على قدم وساق
تعاني بعض الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" من نقص البنية التحتية ما يشكل عواقب تحول دون التنمية الاقتصادية المحلية، ونظرا للتقنيات والتجارب المتقدمة للصين في مجال بناء البنية التحتية، واحتياجات هذه الدول في المجال نفسه، شهد التعاون بين الصين والدول على طول الحزام والطريق تطورا كبيرا في مجال بناء المواني والطرق والسكك الحديدية وغيرها من منشآت البنية التحتية.
مشروع توسيع طريق كاراكوروم في باكستان
يعتبر طريق كاراكوروم شريان المواصلات في شمالي باكستان وهو الطريق البري الوحيد الرابط بين الصين وباكستان، ويطلق عليه أيضا اسم "طريق الصداقة الصينية الباكستانية. وفي 4 يناير عام 2010، وقعانهيار أرضي كبير في شمالي باكستان حيث أدى حطام الانهيار إلى انسداد الأنهار مما يشكل بحيرة يبلغ طولها أكثر من 20 كيلومترا لتغرق جزءا من طريق كاراكوروم.
في 26 يوليو عام 2012 بدأ تنفيذ مشروع تغيير مسار طريق كاراكوروم من قبل الشركة الصينية لهندسة الطرق والجسور ونفذ العاملون من الصين 5 أنفاق يبلغ طولها الإجمالي 7 كيلومترات داخل الجبال خلال 3 سنوات، لحل مشكلة البحيرة بعد التغلب على ارتفاع موقع الإنشاء وكثرة الكوارث الجيولوجية والنزاعات الطائفية وصعوبات النقل وغيرها من التحديات، مما يعيدون فتح طريق الصداقة الصينية الباكستانية بعد أكثر من 5 سنوات من انقطاعه وتم تسمية الأنفاق الخمسة بأنفاق الصداقة الصينية الباكستانية.
وشهدت حركات المرور في هذه المنطقة تحسنا ملحوظا بعد إنجاز المشروع الذي يعزز الترابط والتواصل بين الصين وباكستان بشكل كبير ويدفع التعاون والتبادلات بينهما، الأمر الذي يتحلى بأهمية كبيرة في دفع مبادرة الحزام والطريق.
مشروع نفق قامشيق لسكة حديد آنغرين-باب، في أوزبكستان
يبلغ طول خط سكة حديد آنغرين- باب في أوزبكستان 129 كيلومترا وهو يربط منطقة وادي فرغانة بسائر المناطق الأوزبكية وتعاقدت المجموعة الصينية للسكك الحديدية والأنفاق على تنفيذ نفق قامشيق الذي يبلغ طوله 19.3 كيلومترا والذي يُعد
أهم جزء لسكة حديد آنغرين- باب.
يقع نفق قامشيق في ولاية نامانجان وهو يمر على التضاريس المعقدة في الجبال والأنهار، ما يشكل صعوبات كبيرة أمام أعمال تنفيذ النفق، وبدأ تنفيذ المشروع رسميا في 29 يوليو عام 2013 واستغرقت عملية التنفيذ 3 سنوات، وبفضل الجهود المشتركة من الجانبين الصيني والأوزبكي تم إنجاز المشروع بنجاح ليصبح أطول نفق في آسيا الوسطى.
تتحلى سكة حديد آنغرين-باب التي تسمى بالمشروع الرئاسي رقم 1، بأهمية كبيرة بالنسبة لأوزبكستان إذ أنها ستحل مشكلة النقل الداخلي في البلاد كما يعتبر هذا الخط الحديدي جزءا مهما من خط السكة الحديدية الرابط بين الصين وقرغيزستان وأوزبكستان في المستقبل، ولذا فإنه مشروع مهم لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
مشروع السكة الحديدية الخفيفة في تل أبيب
مع النمو الاقتصادي في تل أبيب أصبحت ازدحام المرور مشكلة بارزة بسبب الضغط السكاني الضخم، ومن أجل تخفيف حدة الازدحام، طرحت الحكومة الإسرائيلية خطة بناء 7 خطوط للسكك الحديدية الخفيفة في تل أبيب.
في عام 2015 تم ترسية مشروع الجزء الغربي للخط الأحمر للسكك الحديدية الخفيفة في تل أبيب على المجموعة الصينية للسكك الحديدية والأنفاق كما تعاقدت الشركة على تنفيذ 6 محطات ونفقين و16 عبّارة، ويعتبر هذا العقد أول عقد لإنشاء السكك الحديدية الخفيفة حصلت عليه الصين في الأسواق الخارجية، الأمر الذي يكسب دعما أوسع لبناء "الحزام والطريق".
وحاليا قد دخل المشروع مرحلة التنفيذ ومن المتوقع أن يتم إنجازه في عام 2021.
يسهم ترابط البنية التحية في تعزيز الربط بين الاستراتيجيات التنموية للدول الواقعة على امتداد "الحزام والطريق" ويدفع التنمية الاقتصادية في الدول كما يبني جسرا للتعاون الاقتصادي بينها مما يدفع بناء "الحزام والطريق" على نحو أفضل.
وخلال السنوات الأخيرة تسعى الشركات الصينية للتوجه نحو الأسواق الخارجية، وأسهمت في بناء البنية التحتية في الكثير من الدول إضافة إلى تعزيز تحقيق الترابط بين الدول مما يوفر الظروف الملائمة للتعاون بين الدول على نطاق واسع.

تحرير: تشي هونغ