كابلات فولاذية مسبقة الإجهاد مصنوعة في الصين تشكل حلقة مهمة في تشييد سقف استاد لوسيل المونديالي

التاريخ: 2022-12-14 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

تيانجين 13 ديسمبر 2022 (شينخوا) يتطلع الصيني تشانغ فنغ هوا، بحماس إلى مباراة نهائي كأس العالم قطر 2022 المرتقبة، قائلا "أنا سعيد للغاية، ليس فقط لكونها حدثا ضخما لعشاق كرة القدم، ولكن أيضًا لأن منتجات شركتنا موجودة في الملعب المستضيف لكأس العالم".

يشغل تشانغ منصب مدير الإنتاج في شركة تيانجين تنغهاي المحدودة لتطوير التكنولوجيا في بلدية تيانجين بشمالي الصين، والواقعة على بعد أكثر من ستة آلاف كيلومتر من الدوحة، ويولي تشانغ اهتماما كبيرا لمونديال قطر، فهو دائما ينهمك في التقاط الصور لاستاد لوسيل، كلما ظهر على شاشة التلفزيون.

وحسب بيان رسمي، استوحي تصميم هذا الاستاد الاستثنائي من تداخل الضوء والظل الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام وغيرها من الأواني التي ميزت العصر الذهبي للفنون والحرف اليدوية في أرجاء العالم العربي والإسلامي. وإن اللون الذهبي على الواجهة الخارجية يجعله مثل "وعاء ذهبي" متألق في الصحراء.

ويعتبر استاد لوسيل، الذي يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج، تجسيدا حيا للتعاون الصيني والعربي في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، حيث شهد المرة الأولى التي تشارك فيها شركات صينية في بناء ملعب كرة قدم احترافي بأعلى معايير الفيفا، كمقاول عام للتصميم والبناء، ويعد أيضًا أكبر ملعب احترافي أنشأته الشركات الصينية في الخارج.

"إن استاد لوسيل يجمع بين الحكمة الصينية والتصنيع الصيني"، حسب تعبير تشانغ، الذي شهد عملية الإنتاج الكاملة للمواد الرئيسية التي "تدعم" سقف الاستاد -- كابلات فولاذية مسبقة الإجهاد.

ويتميز الاستاد بسقف على شكل شبكة من الكابلات، يبلغ امتدادها 278 مترا باستخدام أكثر من 33 ألف طن من الفولاذ، وتعتبر الكابلات الفولاذية مسبقة الإجهاد التي أنتجتها الشركة الصينية حلقة مهمة في "تعليق" سقف الاستاد.

قال تشانغ:"إن عملية الإنتاج الكاملة تخضع لفحص دقيق وصارم من أجل ضمان بقاء المؤشرات الفنية للمنتجات أعلى من المطلوب، بحيث يمكن لجميع المنتجات اجتياز الاختبارات".

قال دونغ كه هاي، المدير العام للشركة، "هذه هي الطريقة التي نمارس بها ’روح الحرفيين‘، الأمر الذي يجعل المنتجات الصينية تبهر العالم مرارا وتكرارا".

وتابع "إن بناء مثل هذا الهيكل الفولاذي الشبكي فائق الامتداد يحتاج إلى تقنيات تصميم معقدة ومتطلبات عالية للغاية لمواد الكابلات"، مضيفا أن التكنولوجيا الصينية تتمتع بحصة على الصعيد العالمي في مجال بناء أسقف ملاعب ذات هيكل شبكي فائق الامتداد، وحظيت جودة المنتجات الصينية على اعتراف دولي.

واستطرد دونغ قائلا: "من ناحية أخرى، تسعى شركتنا جاهدة لتصبح أكثر حفاظا على البيئة، الأمر الذي يتوافق مع مفهوم تصميم استاد لوسيل المتمثل في الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة"، موضحا أن مصنع الشركة يستخدم معدات صديقة للبيئة منذ إنشائه، وأصر على طريقة إنتاج دون استخدام الحمض خلال عملية التنظيف بغية الحد من التلوث البيئي قدر الإمكان".

وقال يوي يانغ، نائب مدير مكتب البيئة الإيكولوجية في حي جينغهاي حيث تقع الشركة المذكورة، "إن مفهوم حماية البيئة محفور في جينات العديد من الشركات المحلية."

وأضاف يوي، أن حي جينغهاي كان واحدا من قواعد تطوير صناعة الحديد والصلب الشهيرة في شمالي الصين، وتعرض لأضرار بيئية.

منذ عام 2017، تم إغلاق أو حظر إنتاج أكثر من 2100 شركة "عشوائية وملوثة للبيئة" بشكل تدريجي في الحي، بينما خصصت الحكومة المحلية استثمارات مالية بشكل متزايد في مجال حماية البيئة، حيث بلغ الاستثمار التراكمي أكثر من 3.5 مليار يوان، واستكملت عملية إعادة الهيكلة والترقية لأكثر من 800 شركة وتم إصلاح ومعالجة أكثر من 3000 شركة "عشوائية وملوثة للبيئة" حسب فئات مختلفة.

وأكد يوي "إن التنمية المستدامة تجدي فعليا هنا".

ويتطلع دونغ، متمسكا بمفهوم التنمية المتمثل في التكنولوجيا المستدامة والبيئة المستدامة، إلى العمل مع المزيد من الشركات الصينية للمضي قدمًا على طول "الحزام والطريق".

تحرير: تشن لو يي