رغم الظروف الصعبة في السودان.. أعضاء الفريق الطبي الصيني يشعرون بالفخر لتقديم المساعدة للشعب السوداني
بكين 2 ديسمبر 2021 (شينخوا) في يناير 2021، انطلق 42 عضوا ضمن تعداد الدفعة الـ36 للبعثة الطبية الصينية إلى السودان في رحلتهم في إطار المساعدات الطبية الخارجية.
ومع عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتخلف الظروف الطبية والصحية، إضافة إلى وضع حرج متفاقم فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد-19، واجه جميع أعضاء الفريق الطبي مخاطر وتحديات كبيرة. وبرغم ذلك، ومع وصولهم إلى السودان، قام أعضاء الفريق بتكييف أنفسهم مع الوضع السائد، وسرعان ما بدأوا العمل. وأخذوا زمام المبادرة لتحويل الأزمات إلى فرص وعملوا مع أفراد الشعب السوداني لمساعدتهم والتغلب على الصعوبات معا.
قد تصل درجة الحرارة في أكثر المواسم حرا في السودان إلى قرابة 50 درجة مئوية. وخلال عملية التشخيص والعلاج، يتوجب على الأطباء الصينيين ارتداء ملابس واقية وأقنعة وجه وقفازات وأغطية أحذية. وبالإضافة إلى الوقاية من كوفيد-19، ينبغي عليهم أيضا الحذر من الإصابة بضربة شمس أو الملاريا. في بعض الأحيان يضطر الأطباء إلى العمل بشكل مستمر لأكثر من 6 ساعات تحت درجة حرارة عالية، وغالبا ما يتدفق العرق إلى أعينهم أثناء العمل ولا يمكن مسحه بأيديهم.
ويتميز الطب الصيني التقليدي بخصائص "بساطة التشخيص، ووصف العلاج والأدوية المناسبة، وفعالية العلاج، ورخص تكلفة العلاج". وهذا ما يجعله يحظى بشعبية كبيرة بين المحليين. ويستقبل كل طبيب وخز بالإبر حوالي 30 إلى 50 مريضا كل صباح. على مدار الـ50 عاما الماضية، تركت أجيال من الأطباء الصينيين الذين جاءوا للسودان لتقديم المساعدة سمعة طيبة جدا للوخز بالإبر الصينية.
أم عبد رحمن، مريضة كانت تعاني من آلام في الظهر منذ فترة طويلة، وبعد علاج دقيق بواسطة الطب الصيني، سرعان ما اختفت الآلام. رفعت رحمة إبهامها في إشارة إلى الثناء على الأطباء الصينيين وقالت إن "الصين، صديقة! جيدة جدا!" ورددت هذه العبارات مرارا وتكرارا لشفاء من مرضها.
ويتمتع مستشفى أبو عشر للصداقة، الذي يقع على بعد حوالي 150 كيلومترا من العاصمة الخرطوم، وهو أحد مستشفيات الصداقة الثلاثة التي بنتها الصين، وهو أيضا المركز الطبي الذي لديه أطول تاريخ للبعثة الطبية، بتأثير اجتماعي وسمعة واسعة في السودان. ونظرا لأن جميع الأطباء في المستشفى من الأطباء الصينيين، درج بين السكان المحليين تسمية هذا المستشفى بـ"المستشفى الصيني".
وتستذكر قاو هونغ مين، وهي طبيبة من المركز السريري لأمراض النساء في مستشفى شيآن الشعبي، وهي رئيسة الأطباء في مستشفى أبو عشر للصداقة، بأنها في 20 أغسطس الماضي استقبلت سيدة حامل كانت في حالة حرجة للغاية. وإذا لم يتم إجراء العملية على الفور، فستكون حياتها مهددة. وتسابقت قاو هونغ مين وزملاؤها مع الزمن وقامت بإجراء العملية التي استمرت حتى الساعة 0:30 من اليوم التالي وتم إنقاذ حياة المرأة الحامل.
أشادت عائلة السيدة والطاقم الطبي السوداني بالمهارات الطبية الرائعة للأطباء الصينيين. وكتبت قاو هونغ مين في "يوميات المساعدة لأفريقيا" موجهة كلامها لها، "حب بلا حدود، إذا عهدت بحياتك إلي، سأبذل قصارى جهدي!"
قبل سفره إلى السودان، كان وانغ قوه جون طبيبا معالجا في قسم إعادة التأهيل في المستشفى التابع لجامعة يانآن. وشارك في بعثة المساعدة الطبية إلى السودان لمدة عامين متتاليين. ويبين وانغ قوه جون إنه "بعد مضي سنتين من العمل الجاد، كل شيء له تضحيات ومكاسب. أشعر بالخجل الشديد من عائلتي. لقد غادرت منذ عامين وتركت زوجتي وطفلي في المنزل، والطفلان ما زالا بالمرحلة الابتدائية، وهما بحاجة إلى رفقة والديهما".
وأضاف وانغ قوه جون "بصفتي عضوا في الفريق الطبي الصيني، أشعر بالفخر الشديد لكسب احترام الشعب السوداني مع استخدام معارفي في الطب الصيني التقليدي لتخفيف آلام الشعب السوداني".
وذكر داي ون شيويه، رئيس الدفعة الـ36 من فريق المساعدة الطبية الصينية إلى السودان أنه على الرغم من الظروف الصعبة في السودان، فإن أعضاء الفريق الطبي يحافظون على التقاليد الجميلة ويؤدون واجبهم بجدية في مساعدة الناس، وبالرغم من العمل الشاق للغاية، إلا أنهم يشعرون بالفخر.
وأكد داي ون شيويه قائلا "يجب أن نستخدم المهارات الرائعة والأخلاق الطبية النبيلة لإفادة الشعب السوداني وتعميق الصداقة بين الشعبين الصيني والسوداني".