ميناء جوادر في باكستان

الوقت:2022-06-15 16:04:43المصدر: بوابة الحزام والطريق

ميناء جوادر - اللؤلؤة المشرقة للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان

يقع ميناء جوادر على الساحل الجنوبي الغربي من بلوشستان في باكستان، على بعد حوالي 460 كيلومترًا من كراتشي في الشرق، وعلى بعد 120 كيلومترًا من الحدود الباكستانية الإيرانية في الغرب، ويطل على بحر العرب في المحيط الهندي في الجنوب، ويقع بالقرب من مخرج الخليج الذي يتميز بأهمية استراتيجية، ويعد نقطة التقاء للعديد من الخطوط البحرية المهمة من إفريقيا وأوروبا إلى شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ عبر البحر الأحمر ومضيق هرمز والخليج.

كانت الحكومة الباكستانية والشعب الباكستاني تخططان لتطوير ميناء جوادر منذ فترة طويلة. في عام 1964، كانت لدي الحكومة الباكستانية هذه الفكرة ووقعت اتفاقية استثمار في هذا الشأن مع الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي، ومع ذلك، أدت عوامل مختلفة إلى فشل خطة الولايات المتحدة في تطوير ميناء جوادر في النهاية. وكانت سنغافورة قد حصلت على حق تشغيل الميناء، لكنها لم تبدأ البناء لعشر سنوات. وبحلول عام 2001، قررت الصين بدعوة من الحكومة الباكستانية، المساعدة في بناء ميناء جوادر، لذلك، بدأ تطوير ميناء جوادر بالفعل اعتبارا من هذا الوقت. اكتملت المرحلة الأولى من المشروع في عام 2005، حيث تم بناء محطة متعددة الأغراض بثلاثة أرصفة بسعة 20 ألف طن. في عام 2015، عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ باكستان، اتفقت الصين وباكستان على وضع مخطط تعاون اقتصادي "1 + 4" قائم على اتخاذ الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان كإرشاد واعتبار ميناء جوادر والطاقة والبنية التحتية للنقل والتعاون الصناعي كنقاط رئيسية. في نوفمبر 2016، افتتح ميناء جوادر للتشغيل رسميًا، وشهدت الصين وباكستان معًا أول دفعة من السفن التجارية الصينية التي تبحر من ميناء جوادر. اليوم، ولد ميناء جوادر من جديد وأصبح أحد أهم المكونات في بناء الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وسيصبح محورًا إقليميًا لإعادة الشحن ومركزًا اقتصاديًا إقليميًا.

قالت ليزوان، الأستاذة في الجامعة الوطنية الباكستانية للغات الحديثة: "إن حكومة باكستان وشعبها على استعداد لمواصلة التعاون مع الصين لتعزيز التنمية المستقبلية لميناء جوادر بشكل مشترك. ويعتبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني مشروعا اقتصاديا ثنائيا سيعود بالفائدة على الأجيال القادمة ".


ميناء جوادر قيد الإنشاء

سفينة الشحن الصينية تبحر من ميناء جوادر

كان استيراد الأسمدة الكيماوية هو المصدر الوحيد للبضائع في ميناء جوادر، وكانت عملية تشغيل الميناء بسيطة نسبيًا. اتخذ الإداريون من الصين عددًا من الإجراءات التفضيلية مثل إعفاء رسوم غرامات التأخير في الميناء، وإعفاء رسوم تخزين البضائع لمدة 3 أشهر، وخفض رسوم الميناء المتنوعة، وتوفير خدمات النقل البري، لجذب المزيد من سفن الشحن للرسو في ميناء جوادر وتنمية سوق شحن بحري للميناء.

في نوفمبر 2016، تم افتتاح ميناء جوادر للتشغيل رسميًا. وسيبدأ شريان الطاقة الرئيسي انطلاقا من ميناء جوادر. عندما يتم فتح الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني بالكامل في المستقبل، سيتم اختصار وقت وصول النفط والطاقة الأخرى إلى شانغهاي في الصين من المملكة العربية السعودية من 25--30 يومًا إلى 12 يومًا، واختصار وقت الوصول إلى كاشغر في شينجيانغ، إلى 5 أيام. في 7 مارس 2018، فتحت شركة كوسكو الصينية لشحن الحاويات خطا بحريا سريعا بين جوادر في باكستان والشرق الأوسط بشكل رسمي، حيث ترسو سفن الحاويات في ميناء جوادر كل يوم أربعاء. وساهم خط الحاويات الثابت هذا بشكل أساسي في حل المشكلة المتمثلة في "وجود سفن بدون بضائع أو وجود بضائع بدون سفن". فان المواد الصينية التي تنقلها سفن الشحن الصينية مثل آلات البناء ومواد البناء الجاهزة والشاحنات الثقيلة ومواد البناء، لا تؤدي الى ضمان الاحتياجات العاجلة لبناء ميناء جوادر فحسب، بل تلبي أيضًا احتياجات المشاريع الأخرى في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

بعد سنوات من العمل الشاق، حقق ميناء جوادر أخيرًا هدف الاتصال بالموانئ الرئيسية في العالم، وسترتفع مكانة الشحن لميناء جوادر في منطقة جنوب آسيا بأكملها، مما حل بشكل أساسي مشكلة عدم تشكيل العمليات التجارية لأكثر من عشر سنوات بعد الانتهاء من بنائه. بالإضافة إلى ذلك، يعد ميناء جوادر أيضًا منفذًا مثاليًا للبلدان والمناطق غير الساحلية مثل أفغانستان وآسيا الوسطى. ويمكن لكمية كبيرة من البضائع المعاد شحنها إلى أفغانستان وآسيا الوسطى الدخول والخروج من خلال ميناء جوادر، وهو أمر مفيد لباكستان وحتى جنوب آسيا وآسيا الوسطى بأسرهما في تحقيق الازدهار الاقتصادي. لذلك فان إنشاء ميناء جوادر لا يوفر الوقت لاستيراد وتصدير البضائع الصينية فحسب، بل يمكن باكستان والدول المجاورة أيضًا من الاستفادة من الازدهار التجاري.

تحسين معيشة الشعب وتحقيق التفاهم بين الشعوب

"العلاقة بين الدول تكمن في التقارب بين الشعوب، والتقارب بين الشعوب يكمن في التفاهم بين الشعوب." إن مكاسب البناء والتنمية لميناء جوادر لا تساهم فقط في التقدم الاقتصادي المحلي، ولكن أيضًا تفيد الناس العاديين في باكستان.

في بلدة الصيد هذه التي يقل عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، والتي عانت من نقص في المياه العذبة والكهرباء، وتخلف في البنية التحتية، كانت الحياة اليومية للسكان غير مريحة، وكانت ظروف التعليم والنظافة بحاجة إلى تحسين عاجل. بعد إنشاء ميناء جوادر، قامت الشركة الصينية بتركيب مرافق لتحلية مياه البحر بطاقة معالجة يومية قدرها 5.5 مليون جالون يمكن أن تلبي احتياجات الإنتاج والحياة في الميناء، مما حل مشكلة شح المياه العذبة للسكان المحليين في جوادر.

بالإضافة إلى بناء البنية التحتية، التزمت الشركة الصينية بفعالية بمسؤوليتها الاجتماعية في المنطقة المحلية، حيث تبرعت بالمال للمدارس، وقامت بمساعدة الفقراء والمحتاجين، وتحسين الظروف الطبية، وما إلى ذلك، الأمر الذي حظي بالتقدير والثناء من السكان المحليين.

يعتبر التعليم في جوادر متخلفًا نسبيًا، وتنقصها البنية التحتية التعليمية والمدرسون بشكل خطير. تبلغ نسبة التعليم هنا أقل من 25٪ وبعض الناس يقدرون فقط على كتابة أسمائهم. في 1 سبتمبر عام 2016، تم الانتهاء من بناء مدرسة "فقير" الابتدائية الصينية الباكستانية التي تم التبرع بها وبناؤها من قبل صندوق الصين للسلام والتنمية في جوادر، واستقبلت الدفعة الأولى من الطلاب. كان الحرم المدرسي نظيفا ومرتبا ومجهزا بمعدات لعب الأطفال ومولدات جديدة. وتتبرع السفارة الصينية في باكستان والشركات الصينية والصينيون المقيمون في باكستان بالزي المدرسي والكتب والقرطاسية والمستلزمات الرياضية بشكل منتظم. في الوقت الحاضر، أصبحت مدرسة "فقير" الابتدائية مدرسة نموذجية محلية.

إن إنشاء مدرسة "فقير" الابتدائية الصينية الباكستانية في جوادر لا يمكن تحقيقه بدون الجهود المشتركة للحكومتين الصينية والباكستانية، ولا ينفصل عن التفاني والدعم الخالص من السكان المحليين. تبرع رجل عجوز محلي يدعى محمد بأرض مساحتها 752.44 متر مربع للحكومة لبناء مدرسة "فقير" الابتدائية مجانًا، والأمر الذي أصبح قصة صداقة بين الصين وباكستان في العصر الجديد. وفقا لتقارير وسائل الإعلام ذات الصلة، قال الرجل العجوز بحماس بعد التبرع بالأرض: "عندما سمعت أن الصين ستساعد في بناء مدرسة، كنت سعيدًا للغاية. هذه فرصة، أريد أن أترك هذه الأرض للأطفال. أنا أعرف ماذا يعني التعليم للسكان المحليين، سأمنح أرضي لمستقبل بلوشستان ولن أندم عليها أبدًا. إذا كان لدي أي أرض أخرى، فسوف أتبرع بها. نشكر الصين على جعل منطقتنا مهمة للغاية." اليوم، يجلس أكثر من 400 طالب في حجرات الدرس المشرقة والمرتبة، وتمتلئ عيون كل طفل بالرغبة في المعرفة والتطلع للمستقبل والشوق الشديد لتغيير مصيرهم.

تحرير: تشن لو يي
مقالات ذات صلة