مقالة خاصة: أمريكا اللاتينية والكاريبي تتطلع لفوائد هائلة من مبادرة الحزام والطريق الصينية

الوقت:2018-01-24 15:27:32المصدر: شبكة شينخوا

في وقت تستحوذ فيه مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين، على اهتمام وسائل الإعلام حول العالم خلال السنوات المنصرمة، تولي منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي اهتماما خاصا على كيفية توسيع نطاق المبادرة لتلقي بثمارها على عموم المنطقة.

ويوم الإثنين ، التقى وزراء الخارجية من الصين والدول الأعضاء بتجمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك)، بالعاصمة التشيلية سانتياغو، لعقد الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى الصين- سيلاك .

وبوجود فرصة للحوار المباشر مع الصين، باعتبارها الشريك التجاري والمستثمر الهام والحيوي بالمنطقة، والداعم القوي للتنمية بالعالم، بدا وزراء (سيلاك) موحدين في دعمهم لتعددية الأقطاب بالعالم ولمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

سيلاك ترحب بمبادرة الحزام والطريق

وفي كلمة افتتاحية، قال وزير الخارجية التشيلي هيرالدو ميونوز، إن أبرز الأشياء التي تجمع أمريكا اللاتينية والكاريبي معا، هو الإيمان بتعددية الأقطاب.

وأوضح "في وقت تبدو فيه تعددية الأقطاب ضعيفة، وتنسحب بعض الدول من اتفاقيات هامة، مثل اتفاق باريس(للمناخ)، يجب علينا أن نفتح الأبواب للتجارة الحرة والتعاون."

وأضاف أن "مبادرة الحزام والطريق برنامج رائع للرئيس الصيني شي جين بينغ، ونأمل بأن هذه المبادرة، وكما كان الحال مع طريق الحرير العريق، لا تتوجه إلى أوروبا فحسب، بل تمتد أيضا لأمريكا اللاتينية والكاريبي."

يذكر أن المبادرة التي طرحها الرئيس شي عام 2013، تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنى التحتية، تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا على طول دروب التجارة العريقة لطريق الحرير.

وأكد ميونوز أن مبادرة الحزام والطريق قد قوبلت بترحيب جماعي في المنطقة، حيث يسود اعتقاد بأن طريق الحرير البحري للقرن الـ21 يتضمن 4 مكونات هي: البر والبحر والجو والنطاق الرقمي.

وأوضح الوزير أن "الرقمية قد تكون أهم هذه المكونات، فهناك الكثير من الزبائن التشيليين يشترون منتجات من الصين، عبر الطرق الإلكترونية (أونلاين). ويجب علينا زيادة تواصلاتنا هذه عبر الباسيفيك من أجل تقريب مصالحنا أكثر وأوثق."

وأعرب هوغو مارتينيز، وزير خارجية السلفادور السابق، والرئيس المشارك لسيلاك ، عن تأييده لهذه الآراء ، قائلا "إن الصين تتخذ موقفا فعالا قاد إلى طرح مبادرة الحزام والطريق التي تحظى بالترحيب هنا في أمريكا اللاتينية ، والصين تتبنى أيضا موقفا فعالا مبادرا في هذا المنتدى، ليس في نطاق مبادرة الحزام والطريق فحسب، بل بالرسالة التي تلقيناها من الرئيس شي جين بينغ."

وقد بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الإثنين رسالة تهنئة للاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى الصين- سيلاك ، مع انعقاد الاجتماع في العاصمة التشيلية سانتياغو يوم الإثنين .

ودعا الرئيس شي في رسالته، دول أمريكا اللاتينية إلى المشاركة الفعالة في مبادرة الحزام والطريق وتمهيد طريق تعاون عبر الباسيفيك يربط الصين وأمريكا اللاتينية بشكل أوثق.

وأشاد شي أيضا بالنجاح المتحقق في خطة التعاون التى تم تبناها في المنتدى الأول للصين-سيلاك، في بكين عام 2015، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الصين مستعدة للمضي قدما يدا بيد مع أمريكا اللاتينية والكاريبي، وتقريب الجانبين لبعضهما أكثر فأكثر.

سيلاك تتوقع ازدهارا في تطوير البنى التحتية ومجالات أخرى

قال إدواردو فراي ريوز-تاغلي، رئيس تشيلي الأسبق (1994-2000) والمبعوث الخاص لبلاده إلى آسيا-الباسفيك، إن هذا الاجتماع يساعد في توضيح مبادرة الحزام والطريق لدول المنطقة.

وأوضح أن "طريق الحرير البحري للقرن الـ21 من الصين إلى أمريكا اللاتينية يعني تطوير البنى التحتية والترابط، وهو ما يدعونا للحديث عن كيبل ألياف بصرية تحت البحر، واستثمار في أعمال بنى تحتية رئيسية، في الموانئ والممرات المحيطية بين الأطلنطي والباسفيك، لتقليل وقت السفر إلى الصين."

وأضاف الرئيس الأسبق الذي لعب دورا كبيرا في تطوير علاقات بلاده التجارية مع الصين، أن منتدى الصين-سيلاك سيساعد في دفع مبادرة الحزام والطريق.

وقد ظهر إعجاب وترحيب واضحان بين دول الكاريبي، إزاء مبادرة الحزام والطريق ورسالة الرئيس شي.

وقال كامينا جونسون-سميث، وزير الشئون الخارجية والتجارة الخارجية الجامايكية السابق، إن جامايكا "ترحب كثيرا بمبادرة الحزام والطريق، ونراها خطة عظيمة الرؤية يمكنها التكامل مع أهداف التنمية الطبيعية لدول المنطقة. ونرى أن الوقت قد حان لدولنا للتركيز على خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ."

يذكر أن جامايكا تستفيد مباشرة من الاستثمارات الصينية، وخاصة في مجالات الطرق السريعة عبر هذا البلد الجزيرة، والتي ساهمت بتقليل وقت السفر من شمال البلاد إلى جنوبها، بمعدل النصف.

ومن أبرز المواضيع التي تناقش خلال الاجتماع الوزراي بين الصين-سيلاك ، في سانتياغو، سبل مدّ مبادرة الحزام والطريق لتشمل الدول الأصغر بالكاريبي، التي تخشى من فقدان هذه الفرصة الاستثمارية الهائلة.

وجاء إعلان سنتياغو، بعد اختتام هذا الاجتماع ، ليؤكد أهمية مبادرة الحزام والطريق، حيث اتفقت كافة الأطراف على أن "مبادرة الحكومة الصينية للحزام والطريق تمثل فرصة هامة لتعزيز التعاون نحو التنمية بين الدول المعنية."

تحرير: تشي هونغ