مقالة خاصة: التكاتف بين الصين وإسرائيل في تعزيز التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون

الوقت:2022-11-30 10:36:24المصدر: شينخوا

تاييوان 29 نوفمبر 2022 (شينخوا) انخفضت درجة الحرارة الصغرى على هضبة اللوس في شمالي الصين لتصل إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر. وفي نفس الوقت، تنمو شتلات من طماطم الكرز بازدهار في دفيئات زجاجية حديثة، اعتمادا على أساليب الزراعة الذكية والمكثفة.

وتقع هذه الدفيئات الزجاجية التي تسمى "بلدة دوشي للطماطم" في حي تايقو بمدينة جينتشونغ في مقاطعة شانشي بشمالي الصين. منذ إنشائها في عام 2017، اعتمدت على تكنولوجيا زراعة طماطم الكرز الرائدة وحققت نتائج جيدة في الزراعة.

وقال سون شنغ، المدير الفني لبلدة دوشي للطماطم، وهو أيضا أستاذ في كلية البستنة بجامعة شانشي الزراعية إنه تم إدخال نظام الري بالتنقيط المتكامل بالمياه والأسمدة من إسرائيل من أجل تعزيز الري والتسميد بدقة، ما يساهم في تحسين جودة الطماطم وتحقيق تنمية منخفضة الكربون وموفرة للطاقة على حد سواء.

في منطقة زراعة الطماطم، يتم إدخال أنابيب سوداء بشكل موحد في ركائز نمو الطماطم، ثم حقن الماء ومحلول المغذيات فيها. ويمكن تعديل نظام الري عن طريق الكمبيوتر، للتحكم بدقة في توزيع كل قطرة من الماء.

وأوضح سون أنه من خلال تطبيق التكنولوجيا الزراعية المتقدمة، يمكن أن يصل إنتاج الطماطم لكل متر مربع في البلدة إلى 15 كيلوغراما، ثم دخلت الطماطم الكرزية الطازجة وعصيرها إلى محلات السوبر ماركت في المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي.

واخترعت إسرائيل تقنية الري الزراعي بالتنقيط في الستينيات من القرن الماضي. وقال الخبراء إذا اتخذنا زراعة الأرز التي تتطلب الكثير من الماء كمثال، فإن الري بالتنقيط لا ينتج محصولا أكثر مقارنة مع الطرق التقليدية فقط، ولكنه يقلل أيضا من استهلاك المياه بنسبة 70 بالمائة.

وأدخلت الصين هذه التكنولوجيا للإنتاج الزراعي إلى العديد من المناطق بالبلاد، بإيحاء من تقنية الزراعة الموفرة للمياه في إسرائيل.

وقال إيف تسور، مستشار شركة موتك لحلول المياه المحدودة، إن الشركة تمتلك مزارع لثمار توت غوجي والتمر الأحمر والتفاح في مناطق بشمالي الصين، إضافة إلى مزارع بمساحة 200 هكتار لزراعة فاكهة التنين في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين، و66 هكتارا لزراعة الأفوكادو في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، وكلها تستخدم نظام الري الموفر للمياه.

ومن جهة أخرى، قد دخل مفهوم الصين بشأن تنمية الطاقة الخضراء إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة.

في نوفمبر2021، بعد إطلاق بيع السيارات الكهربائية من طراز "جيومتري سي" التي أنتجتها شركة "جيلي" لصناعة السيارات الصينية في إسرائيل، سرعان ما حظيت بإقبال المستهلكين المحليين. في النصف الأول من عام 2022، حصل هذا الطراز على حصة سوقية تبلغ 22 بالمائة من سوق السيارات الكهربائية الخالصة في إسرائيل، وحصل على لقب "أفضل سيارة يمكنك شراؤها هذا العام" من قبل مجلة "أوتو" المحلية للسيارات.

وقالت شركة جيلي إن هذه السيارة الكهربائية تتميز باستهلاك منخفض للطاقة وتحكم دقيق فيها واستعادتها الفعالة، ويمكنها تلبية احتياجات المستخدمين في إسرائيل التي توجد فيها العديد من الصحاري والتضاريس المعقدة.

وقالت مور ريكلين ثين، مستشارة سفارة إسرائيل لدى الصين، إن "التنمية منخفضة الكربون أصبحت إجماعا لشعوب جميع البلدان، مضيفة أنه في السنوات الأخيرة، شجعت الحكومة الإسرائيلية تطوير مركبات للطاقة الجديدة وطرحت سياسات تفضيلية للسيارات الكهربائية المستوردة، وإنها تعتقد أن المزيد من الإسرائيليين سيشترون السيارات من العلامات التجارية الصينية.

في منتدى تاييوان للطاقة منخفضة الكربون الذي عقد في سبتمبر من هذا العام، قالت إيريت بن آبا سفيرة إسرائيل لدى الصين، إن الأزمة الناجمة عن تغير المناخ تمثل تحديا كبيرا يواجه العالم، وتحتاج جميع دول العالم إلى العمل معا لإيجاد حل معقول.

وقد حددت إسرائيل أهدافا لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتقليل استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات الاقتصادية خلال الفترة بين عامي 2030 و2050، وفرضت "ضريبة الكربون" على الشركات المسببة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقالت إيريت بن آبا إن إسرائيل ملتزمة أيضا بالبحث والتطوير في مجال تكنولوجيا تخزين الطاقة الشمسية، مشيرة إلى أن قاعدة توليد الطاقة الكهروضوئية في شانشي مشهورة بتقنياتها المتطورة، الأمر الذي تهتم به إسرائيل كثيرا، آملة في تعزيز التعاون بين إسرائيل ومقاطعة شانشي في تطوير التقنيات ذات الصلة.

وخلال النصف الأول من عام 2022، حققت صناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين نموا سريعا بشكل عام. وفي الوقت نفسه، تزدهر وتتطور صناعة الطاقة النظيفة في البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" بفضل تقنياتها التي تم إدخالها من الصين، حيث تعد إسرائيل واحدة من الأسواق الناشئة للطاقة الكهروضوئية.

تحرير: تشن لو يي