مقالة خاصة: إطلالة على أبرز مواضيع الدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي
بعد شهر واحد، ستعقد الدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي في مدينة يينتشوان بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، حيث تم تنظيم مؤتمرات صحفية خاصة للترويج لفعاليات المعرض واستعراض الأعمال التحضيرية، فما هي أبرز المواضيع التي ستركز عليها الدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي؟
- منصة هامة للبناء المشترك للحزام والطريق
أصبح المعرض الصيني- العربي منذ إطلاق دورته الأولى في عام 2013 منصة هامة لتعزيز البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين والدول الواقعة بمحاذاة مسارات تلك المبادرة ولا سيما الدول العربية، كما يلعب دورا إيجابيا في دفع التنمية الاقتصادية ورفع مستوى الانفتاح لمنطقة نينغشيا.
وتهدف الدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي التي تحمل عنوان "فرص جديدة ومستقبل جديد"، إلى ترسيخ جذور الصداقة وتعميق التعاون والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية، حيث تنظمه بشكل مشترك كل من وزارة التجارة الصينية ومجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغشيا.
وأوضح ليو كه وي نائب رئيس منطقة نينغشيا أن 37 دولة من كل أنحاء العالم، بينها معظم الدول العربية، قد أكدت إرسال وفد للمشاركة في فعاليات المعرض، إضافة إلى عدد كبير من المؤسسات والشركات والمنظمات من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق وكذلك من المقاطعات والمناطق والمدن الأخرى في الصين، ما يخلق فرصا للتعاون بين كل المشاركين.
- التركيز على التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري
يعد التعاون الاقتصادي والتجاري هو الأولوية القصوى للدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي. وسوف تعقد خلال المعرض 8 معارض فرعية وفعاليات متنوعة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري في إطار المعرض.
كما من المقرر أن تنطلق الدورة الثالثة لقمة التجارة بين الصين والدول العربية في يومي 5 و6 سبتمبر من العام الجاري في إطار المعرض وبرعاية مشتركة من جانب المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغشيا وأمانة جامعة الدول العربية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة العربية.
وسيشارك في هذه الدورة حوالي 500 مندوب من الصين والدول العربية، حيث أكدت هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في دولة الكويت ومجلس الغـرف التجارية والصناعية السعودية حضور القمة.
وقال تشانغ شن فنغ، نائب رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية مؤخرا إنه ستعقد العديد من الفعاليات في إطار القمة، بما فيها حفل الافتتاح ومراسم توقيع المشروعات وملتقى ترويج الفرص الاستثمارية وغيرها.
ومن جهة أخرى، سيصدُر ((التقرير السنوي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية لعام 2018)) و((تقرير فرص التعاون بين الصين والدول العربية وأطراف ثالثة في إطار الحزام والطريق)) وغيرهما من التقارير على هامش القمة.
وتعد قمة التجارة بين الصين والدول العربية أهم منصة للحوار والتبادل بين الأوساط الاقتصادية والتجارية في الصين والدول العربية وذلك في إطار المعرض الصيني- العربي.
- تعميق التعاون بشأن أحدث التكنولوجيا
كشف تشن فانغ، نائب رئيس مديرية العلوم والتكنولوجيا في منطقة نينغشيا مؤخرا في مؤتمر صحفي أنه سوف يتم توقيع عدد من مشاريع التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا بين الجانبين على هامش المعرض، بالإضافة إلى تدشين لجنة خبراء لنقل التكنولوجيا بين الصين والدول العربية خلال المعرض القادم.
وأضاف أن هناك ما إجماليه 563 ضيفا بينهم 74 ضيفا أجنبيا قد سجلوا حتى الآن للمشاركة في مؤتمر نقل التكنولوجيا والتعاون في الإبداع بين الصين والدول العربية في إطار المعرض، كما تم تسجيل ما يزيد عن 80 شركة ومؤسسة بحثية للمشاركة في فعاليات ترويج التكنولوجيا الفائقة والمعدات الحديثة بين الصين والدول العربية
وستعرض خلال فعاليات الترويج إنجازات صينية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الأحيائية والزراعة الذكية. وإلى جانب ذلك، ستقام عشر فعاليات ترويجية لتكنولوجيات الفضاء والطيران والاستكشاف والمسح عن البعد وإنجازات التصنيع الذكي والروبوتات الزراعية.
وقد أكدت شركة هواوي مشاركتها لعرض أحدث تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس والمنتجات ذات الصلة خلال المعرض.
- منصة هامة لتعزيز التعاون الزراعي بين الجانبين
تعد الزراعة من أهم الموضوعات في الدورات السابقة للمعرض الصيني- العربي، حيث تم تحقيق نتائج مثمرة في التعاون الزراعي بين منطقة نينغشيا والدول العربية وغيرها من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.
وستضم الدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي عرضا خاصا للزراعة الحديثة وندوة بشأن التعاون الزراعي من أجل دفع تعاون القطاع الزراعي بين الجانبين.
وقال يانغ مينغ هونغ، نائب رئيس إدارة الشؤون الزراعية والريفية في منطقة نينغشيا خلال مؤتمر صحفي مؤخرا، إن معرض الزراعة الحديثة سوف يبرز أحدث النتائج بشأن تنشيط المناطق الريفية وترويج المنتجات الزراعية المميزة من الصين وخارجها خاصة الدول الواقعة على طول الحزام والطريق وكذلك أحدث التكنولوجيات الجديدة للصناعة الزراعية ومكافحة التصحر وغيرها.
كما ستشكل الندوة بشأن التعاون الزراعي منصة لتعزيز التعاون بالقطاع الزراعي وتوقيع اتفاقيات تعاون بين الصين والدول العربية بحضور مسؤولين وخبراء ورجال أعمال من الجزائر ومصر وموريتانيا وغيرها من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.
وأضاف يانغ أنه تم تأسيس مركز نقل التكنولوجيا الزراعية بين الصين والدول العربية في نينغشيا، والذي يعد أحد نتائج المعرض الصيني- العربي، حيث تم تحقيق التعاون المثمر بين الجانبين في زراعة الخضروات وبناء الدفيئة الشمسية وتربية شتلات الخضروات وغيرها.
وأوضح يانغ أن نينغشيا تأمل أيضا توقيع اتفاقيات مع مزيد من الدول من أجل الترويج لمنتجاتها الزراعية وتوسيع نطاق سوق تلك المنتجات.
وبالإضافة إلى النقاط البارزة المذكورة أعلاه، ستركز الدورة الرابعة للمعرض الصيني- العربي أيضا على موضوعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية والسياحة وغيرها، وفقا للبيانات الصادرة عن منظم المعرض.
جدير بالذكر أن المعرض الصيني-العربي يعد معرضا دوليا متكاملا على المستوى الوطني يعقد كل سنتين برعاية مشتركة من وزارة التجارة الصينية ومجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية والحكومة المحلية لمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي.
وكانت منطقة نينغشيا حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتميز بكونها المنطقة ذاتية الحكم الوحيدة لقومية هوي ذات الأغلبية المسلمة على مستوى المقاطعات، ما يؤهلها ميزات فريدة لإجراء التبادلات والتعاون مع الدول العربية.