تعليق: مشروعات البنية التحتية الصينية تسهل تحقيق التكامل في أمريكا اللاتينية
بدأ أول قطار مؤلف بالكامل من عربات صينية الصنع العمل في الأسبوع الماضي بين هافانا وسانتياغو دي كوبا، ثاني أكبر مدن الدولة الجزيرة.
"شكرا لك يا صين"، هكذا قال الركاب، الذين كانوا يستقلون الرحلة الأولى لعربات السكك الحديدية الجديدة التي حصلت عليها كوبا لأول مرة منذ 44 عاما، في حديثهم لوكالة أنباء ((شينخوا)).
تحل هذا العام الذكرى الخامسة لطرح فكرة إقامة مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين وأمريكا اللاتينية. وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، تسعى الصين إلى تحسين الظروف المعيشية في كوبا والبلدان الأخرى بأمريكا اللاتينية.
فقد أصبحت البنية التحتية القديمة والبالية أحد العوامل المقيدة التي تعرقل تنمية العديد من بلدان أمريكا اللاتينية.
وبمساعدة الصين، قامت جامايكا ببناء أول طريق سريع حديث، ما قلل مدة السفر من الساحل الشمالي إلى الجنوب من ساعتين إلى 45 دقيقة.
كما قدمت الصين مجموعة من المعدات والخبرات لمساعدة الأرجنتين على تجديد خطوطها للسكك الحديدية، وهو أمر ضروري لخفض التكاليف اللوجستية لنقل السلع في 18 من مقاطعاتها.
ومع تحقيق علاقات أوثق بين الصين وأمريكا اللاتينية، ليس هناك داعى لأن يقلق السكان هناك على حصولهم على الكهرباء أو مياه الشرب.
فبمساعدة الشركات الصينية، عالج برنامج إمدادات المياه المعروف باسم "سيستيما برودوتور ساو لورينكو" النقص الحاد في المياه الذي يواجه أكثر من 20 مليون شخص في البرازيل. وفي منطقة باتاغونيا بمقاطعة تشوبت جنوب شرق الأرجنتين، تستفيد الشركات الصينية من طاقة الرياح الشديدة لتوليد الطاقة في مزارع الرياح بمشروع لوما بلانكا الأول والثاني والثالث والرابع.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من ألفي شركة صينية تستثمر أو تقوم بأنشطة أعمال في أمريكا اللاتينية، ما يخلق 1.8 مليون فرصة عمل للمجتمع المحلي. ومنذ عام 2000، شهد حجم التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية زيادة تقارب 20 ضعفا.
إن أمريكا اللاتينية هي امتداد طبيعي لطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وقد أكدت الصين مجددا رغبتها في تعزيز التعاون مع أمريكا اللاتينية، وتضافر الاستراتيجيات التنموية للبلدان منفردة تحت إطار مبادرة الحزام والطريق، والعمل معا لإقامة مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين وأمريكا اللاتينية.