تحقيق إخباري: تقنية زراعية صينية تساعد في دفع صادرات باكستان من الأرز
التمتع بمحصول أكبر كثيرا من المتوقع من حقل الأرز، ليس هو السبب الوحيد لسعادة الشاب الباكستاني وسيم وحيد، فهناك أيضا ما يجعله أكثر سعادة وفخرا ألا وهو التميز المثالي في البحوث والتطوير من خلال استخدام تقنية حديثة.
هذا الشاب العامل كمدير بحوث في حقل للأرز بمدينة لاهور في مقاطعة البنجاب شرقي باكستان، يتعلم كيف يضاعف كمية المحصول عبر استخدام تقنية الأرز الهجين الصيني.
قال وسيم، وهو خريج كلية الزراعة في فيصل آباد، وهي جامعة بارزة في هذا المجال بالبلاد، إنه "بالمعدل، نحن نزرع أكثر من 4 أطنان من الأرز في الأكرا الواحدة، من خلال استخدام تقنية الأرز الهجين، بينما الأنواع التقليدية تنتج محصول 2 طن في الأكرا".
وأضاف أنهم قاموا بتربية 15 ألف صنف من الأرز لغرض البحوث، وتستخدم معطياتها البحثية لاختيار أفضل خمسة أنواع للتجربة على المستوى الوطني، بإشراف الهيئة الفيدرالية للمصادقة على البذور وتسجيلها.
ويشعر وسيم بثقة كبيرة بأن ثلاثة أصناف ستتم المصادقة عليها هذا العام، ويضيف "أن أحد الأصناف قد تمت المصادقة عليه فعلا للتسويق في مطلع هذا العام".
لقد بدأ مشروع التعاون الصيني الباكستاني لدفع بحوث وزراعة الأرز في باكستان وزيادة صادراته، في عام 2014، ويتم تنفيذه من قبل معهد (الحارس) للبحوث والخدمات الزراعية في باكستان، وشركة يوان لونغ بينغ الصينية للتقنيات الزراعية العالية. وهذه الشركة الصينية قد أخذت اسمها من اسم العالم الصيني يوان لونغ بينغ، المعروف عالميا بـ(أبو الأرز الهجين) والذي اكتشف أصناف الأرز الهجين قبل نحو 50 سنة.
والأرز الهجين هو أرز تتم زراعته وتنميته عبر استخدام نوعين مختلفين تماما في الأصل، ويمكن أن ينتج عنهما أنواع أخرى، بمساعدة قوة هجينة.
وللأرز الهجين فوائد متنوعة. فبإمكانه النمو في أماكن صعبة مثل التربة الملحية والجفاف وقلة المياه، مقارنة بالأصناف العادية.
وفي حديث مع ((شينخوا))، قال عبد الرشيد، كبير الباحثين الزراعيين في معهد (الحارس) للبحوث والخدمات الزراعية في باكستان، إن الأرز ينمو عموما بين 30 - 40 درجة حرارة مئوية، ولكن مع تقنية الأرز الهجين فيمكن أن يتحمل درجة حرارة بين 40-50، ويستهلك مياها أقل وهذا يقلل الكلفة الكلية، بما يجعله مفيدا في هذه الناحية أيضا.
بالإضافة لهذه المزايا، يسهم هذا النوع من الأرز في زيادة المحصول ومضاعفته، وبالتالي يزيد عوائد المزارعين ويمنحهم مزيدا من القناعة والارتياح.
ويسهم هذا المشروع التعاوني بين الصينيين والباكستانيين في مساعدة باكستان على تطوير بذور الأرز الهجين، وهي جزء أساسي في الإنتاج وزيادته. وخلال شهر مايو من العام الماضي، وبمساعدة من العاملين الصينيين بالمشروع، صدرت باكستان نحو 100 طن من بذور الأرز الهجين إلى الفلبين.
لقد أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عزمه على تعزيز صادرات البلاد، وخاصة الزراعية منها. ووفقا لوزارة التجارة الباكستانية، يعتبر الأرز السلعة الزراعية التصديرية الأكبر في سلة صادرات البلاد، حيث يبلغ إجمالي قيمة الصادرات أكثر من ملياري دولار أمريكي سنويا.
والدخول لسوق الصين يعتبر أحد العوامل الأساسية التي ساعدت حكومة باكستان على تحقيق 2.1 مليار دولار في العام المالي 2018-2019.