مقالة خاصة: زيارة شي لأوساكا تعزز التعددية وتعاون مجموعة العشرين والاقتصاد العالمي
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي حضر قمة مجموعة العشرين وعقد اجتماعات مع نظرائه، زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى أوساكا باليابان، حيث أثبتت نجاحها بتوسيع التوافقات بشأن تعزيز التعددية وتقديم التوجيهات لكل من تعاون مجموعة العشرين والنمو العالمي.
صرح بذلك عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في الوقت الذي أشار فيه إلى أن القمة الـ14 حدثت في لحظة تاريخية عندما وصلت الفوضى والشكوك بالعالم إلى مفترق طرق حرج، وأن الأجندة الدبلوماسية المحكمة لشي تمثل جهود الصين المستمرة باعتبارها دولة كبيرة تحظى بالثقة والمسؤولية للمساعدة في تقديم رؤى واسعة وحلول قابلة للتطبيق.
في إطار تصور نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية، ركزت جهود شي على تعزيز التعددية والشراكات والتعاون متبادل المنفعة والتنمية المشتركة، ما ساعد في توسيع التوافق والمضي قدما بالتعاون وزيادة الثقة في السلام والتنمية على الصعيد العالمي.
ووفقا لما ذكره وانغ، فإن خطاب شي الذي ألقاه خلال قمة مجموعة العشرين حقق تناغما واسع النطاق، وحظيت أفكار الصين بتأييد واسع النطاق. بالإضافة إلى ذلك، يسعد العالم برؤية اجتماعات شي مع القادة الآخرين وهي تساعد في تشكيل علاقات أكثر قوة بين الدول الكبرى، وأن الفرص الجديدة ستأتي مع الإجراءات الجديدة التي أعلنها شي من أجل مزيد من الانفتاح الصيني، وأن شي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافقا على استئناف البلدين للمحادثات التجارية بينهما.
توافقات واسعة النطاق
خلال الزيارة، ومن خلال دعم التعددية، وجّه الرئيس الصيني الحوار والمناقشات نحو اتجاه التعاون والشمول من أجل تحقيق نتائج مربحة للجميع.
وقال وانغ إن شي أجرى أربع جولات خارجية منذ بداية يونيو، مسجلا رقما قياسيا في تاريخ دبلوماسية جمهورية الصين الشعبية.
وطرح شي اقتراحا من أربع نقاط في خطابه أمام القمة، بما في ذلك استكشاف القوة الدافعة للنمو، وتحسين الحوكمة العالمية، وإزالة اختناقات التنمية ومعالجة الخلافات بشكل صحيح.
ولفت وانغ إلى أن هذه المقترحات حددت الاتجاه لمعالجة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، ما يوفر مساحة أكبر للتنمية العالمية وبيئة أفضل للتعاون الدولي.
ومن خلال الجهود المشتركة، أعربت قمة مجموعة العشرين في أوساكا عن دعمها التعددية. وقال وانغ إنه قد ثبت أن دعم التعددية وممارستها ليس خيار الصين فحسب، بل توافقات ورغبات غالبية دول العالم.
وإلى جانب ذلك، وعلى هامش قمة مجموعة العشرين، حضر شي أيضا اجتماعا لدول بريكس، واجتماع قادة الصين-أفريقيا، واجتماع قادة الصين وروسيا والهند، وعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية.
وخلال الاجتماعات، حث شي على بذل المزيد من الجهود لتعزيز الحوكمة العالمية القائمة على مبدأ التشاور الشامل والإسهام المشترك والمنافع المشتركة وحماية النظام الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة والقانون الدولي، والحفاظ على نظام تجاري متعدد الأطراف، ومنظمة التجارة العالمية في القلب منه والقواعد كأساس له، وتعزيز التعددية والتجارة الحرة، والمضي قدما بالديمقراطية في العلاقات الدولية، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، حسبما ذكر وانغ.
ومن ناحية أخرى، التقى شي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حيث توصل الجانبان إلى توافق من 10 نقاط لتعزيز تنمية العلاقات الثنائية.
ولدى الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال شي إنه كلما كان الوضع أكثر تعقيدا وشدة، كان إبراز سلطة الأمم المتحدة ودورها أكثر ضرورة.
ولفت وانغ أن شي تبادل الآراء وتوصل إلى توافق جديد مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن إزاء العلاقات الثنائية والوضع في شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن اجتماعي شي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سيعززان التنمية المتعمقة للعلاقات الصينية-الأوروبية.
كما التقى شي خلال الزيارة ترامب ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.
التعاون وليس المواجهة
وقال وانغ إنه في الوقت التي تواجه فيه الحقوق الصينية المشروعة والقانونية تقويضا عبر سلسلة من الإجراءات الأحادية والحمائية التي اتخذتها الولايات المتحدة، يتعين على الصين أن تتخذ التدابير المضادة اللازمة.
وأضاف أن الرئيس شي التقى خلال القمة الرئيس ترامب تلبية لدعوة من الأخير، حيث أوضح موقف الصين من القضايا الأساسية المتعلقة بتنمية العلاقات الثنائية، وأجرى تواصلا صريحا بشأن التحديات الرئيسية التي تواجه الجانبين.
وفي معرض تلخيصه تجربة العقود الأربعة الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، قال شي إن الجانبين يستفيدان من التعاون ويخسران في المواجهة، وإن التعاون والحوار أفضل من الاحتكاك والمواجهة.
وأوضح شي أن لدى الصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة كبيرة ومجالات تعاون كثيفة، يتعين على البلدين عدم الوقوع فيما يسمى بفخ الصراع والمواجهة.
وأكد شي أنه فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بسيادة الصين وكرامتها، يجب على الصين حماية مصالحها الأساسية.
ومن جانبه، قال ترامب إنه يقدر العلاقة الجيدة مع شي وإنه من الأهمية بمكان أن يحافظ رئيسا الدولتين على اتصالات وثيقة.
وأوضح ترامب أن الجانب الأمريكي يولي أهمية لعلاقاته مع الصين، ولا يحمل أي عداء تجاهها، معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع الصين، قائلا إنه يأمل في تحسين العلاقات بين البلدين.
وخلال الاجتماع، أكد شي مجددا موقف الحكومة الصينية من قضية تايوان، حاثا الولايات المتحدة على التمسك بمبدأ صين واحدة والبيانات الصينية-الأمريكية الثلاثة المشتركة.
وقال ترامب إن موقف الولايات المتحدة لم يتغير ولا يزال يتبع سياسة صين واحدة.
وعندما تحدث عن الاحتكاكات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أكد شي أن جوهر التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما يكمن في المنفعة المتبادلة والربح للجميع، وأنه يتعين على الجانبين في نهاية المطاف إيجاد حل مقبول للطرفين لخلافاتهما من خلال الحوار والتشاور على قدم المساواة. واتفق ترامب مع شي إزاء هذا الصدد.
وقال ترامب إن الخلافات بين الجانبين في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة ينبغي تسويتها بشكل صحيح، وإن الولايات المتحدة لن تضيف تعريفات جديدة على الواردات الصينية.
وأشار وانغ إلى أن التوافق الأكثر أهمية الذي توصل إليه رئيسا الدولتين يكمن في توصل الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق على مواصلة تعزيز علاقات تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار بين البلدين.
ونوّه وانغ إلى إعلان الجانبين عن استئناف المشاورات الاقتصادية والتجارية بين بلديهما على أساس المساواة والاحترام المتبادل، لافتا إلى أن هذه التوافقات المهمة تبعث بإشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي والأسواق العالمية.
وأشار وانغ إلى أنه طالما اتبع الجانبان المبادئ والتوافقات التي حددها رئيسا الدولتين، سينجحان في التمسك الصارم بالاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية وتوسيع التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، والتعامل مع الخلافات على أساس الاحترام المتبادل، والتسوية المناسبة لجميع المشكلات الموجودة بالفعل أو التي من المرجح أن تحدث في العلاقات الثنائية.
وأوضح وانغ أن هناك أملا في نمو طويل الأجل ومطرد للعلاقات الصينية-الأمريكية، بما يعود بنفع أكبر على الشعبين والشعوب في أنحاء أخرى من العالم.
مستقبل مشرق للصين
خلال قمة مجموعة العشرين والاجتماعات مع قادة العالم الآخرين على هامش القمة، شرح شي فلسفة التنمية الصينية ومقترحات التعاون.
ووفقا لوانغ، أكد شي على ثقة الصين في متابعة طريقها والتعامل مع شؤونها الخاصة بشكل جيد وتحقيق التعايش السلمي والتعاون المربح للجميع مع جميع الدول الأخرى، ما عزز فهم هذه الدول ودعمها للصين.
وفي معرض تشديده على أن الاقتصاد الصيني يسجل أداء مستقرا مع قوة دفع جيدة للنمو، قدم شي موقفا واضحا وأحدث التدابير بشأن فتح السوق الصينية وتوسيع الواردات وتحسين بيئة الأعمال التجارية وكذلك تعزيز ترتيبات التجارة الحرة والتكامل الاقتصادي الإقليمي، حسبما ذكر وانغ.
وقال الرئيس الصيني إن الصين تفتح آفاقا جديدة للانفتاح والمضي قدما في التنمية فائقة الجودة.
وفي الوقت نفسه، دعا شي خلال القمة جميع الأطراف المهتمة للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، ما زاد من الآثار الإيجابية لمنتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي.
كما دعا شي إلى التعاون الدولي في مجال الابتكار من أجل عودة النفع على المزيد من الدول والشعوب.
وبحسب وانغ، فإن جميع الأطراف متفائلة بشأن آفاق التنمية في الصين، وتعتقد أن الجولة الجديدة من إجراءات الإصلاح والانفتاح التي أعلنها شي صادقة وجوهرية، وأن التعاون عالي الجودة في بناء الحزام والطريق يتوافق مع اتجاه العصر وتطلعات شعوب العالم.
وقال وانغ إنه قد ثبت مرة أخرى أن الصين قوة دافعة للنمو الاقتصادي العالمي، وتشجع الانفتاح في العالم وتوفر سوقا كبيرة للدول الأخرى لاستكشاف فرص الأعمال.