مقالة خاصة: شي يتوقع مستقبلا أكثر إشراقا لعلاقات الصداقة بين الصين وطاجيكستان
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن الصين وطاجيكستان بصفتهما جارتين مقربتين تربطهما جبال وأنهار وصلة صداقة دائمة بين شعبيهما، "ضربتا مثلا رائعا للصداقة والتعاون بين بلدين مختلفين من ناحية النظام والثقافة والحجم".
أدلى شي بهذه التصريحات في مقال يحمل توقيعه بعنوان "العمل معا من أجل مستقبل أكثر إشراقا لعلاقات الصداقة بين الصين وطاجيكستان،" والذي نشر يوم الأربعاء في وسائل إعلام طاجيكية عشية زيارة الدولة التي يقوم بها شي إلى البلد الواقع وسط آسيا.
واستدعى شي ذكرى المبعوثين الصينيين القدامى الذين زاروا آسيا الوسطى قبل آلاف الأعوام، قائلا إن بعض الرموز التاريخية والأدبية المشهورة في طاجيكستان معروفة جيدا أيضا في الصين، مضيفا أن "علاقات الصداقة بين الشعبين اجتازت اختبار الزمن والتقلبات الخارجية. وكانت قوية كما جبال بامير المهيبة".
كما قال شي إنه منذ إقامة الصين للعلاقات الدبلوماسية مع طاجيكستان قبل 27 عاما، وثق البلدان في بعضهما بعضا، واحترما بعضهما بعضا، وانخرطا في تعاون من أجل المنفعة المتبادلة، موضحا أن الثقة المتبادلة في قلب علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وطاجيكستان.
وكما جلب التعاون في إطار الحزام والطريق عددا من المشروعات البارزة إلى طاجيكستان، أصبحت الصين الآن أكبر مصدر للاستثمار وشريكا تجاريا مهما بالنسبة للدولة الواقعة وسط آسيا، بحسب شي الذي تابع قائلا: "كل هذه نماذج أساسية لسعي بلدينا إلى الرخاء المشترك على أساس التكامل المتبادل".
وفي معرض إشارته إلى التبادلات الشعبية والثقافية بين البلدين، قال شي إن "علاقات الصداقة بين الصين وطاجيكستان سوف تستمر بالتأكيد من جيل إلى آخر".
وأضاف شي أنه فيما يتعلق "بالحمائية والأحادية المنتشرتين وحالة عدم اليقين المتزايدة في مناطق مختلفة. يمثل هذا بالنسبة لعلاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وطاجيكستان فرصا قيمة للتنمية وكذا تحديات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى".
وفي محاولة للاستفادة التامة من هذه الفرص وتخطي التحديات معا، قدم الرئيس الصيني عدد من الاقتراحات، إذ اقترح على البلدين "تعميق التواصل على الصعيد السياسي، ووضع خطط رئيسية لتطوير العلاقات بين الصين وطاجيكستان من منظور إستراتيجي طويل الأمد، وتحسين خطتنا لتعاون الحزام والطريق، وإقامة رابط أقوى بين الشعبين".
كما تابع شي قائلا: "إننا نحتاج إلى فعل كل ما نستطيعه لتعميق التعاون في مكافحة قوى الشر الثلاث، الإرهاب والانفصالية والتطرف، وكذا الجريمة المنظمة العابرة للحدود والسيطرة على تهريب المخدرات والأمن السيبراني"، داعيا الجانبين إلى "تعميق التنسيق الإستراتيجي في الشؤون الدولية والتعاون " وفقا للأطر الدولية، من بينها الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.
وأشار شي أيضا إلى الرؤية الجديدة للأمن المشترك والشامل والمستدام والتعاوني التي قدمها في قمة شانغهاي لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا عام 2014، قائلا إن "قمة دوشنبه تعطي لنا جميعا، الصين وطاجيكستان ودول أخرى أعضاء، فرصة ممتازة لتحديث التعاون في إطار المؤتمر والإسهام بشكل أكبر في أمن وتنمية آسيا وما وراءها".