مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق": التقدم والمساهمة والتطلع
أصدرت الصين 22 أبريل عام 2019 تقريرا تحت عنوان «مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق": التقدم والمساهمة والتطلع»، وأعد التقرير مكتب الفرقة القيادية لعمل دفع بناء "الحزام والطريق".
وفيما يلي النص الكامل:
مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق"
التقدم والمساهمة والتطلع
2019.4.22
مكتب الفرقة القيادية لعمل دفع بناء "الحزام والطريق"
فهرس
مقدمة
أولا، التقدم
(1) تناسق السياسات
(2) ترابط المنشآت
(3) سلاسة القنوات التجارية
(4) تداول الأموال
(5) تفاهم الشعوب
(6) التعاون الصناعي
ثانيا، المساهمة
(1) التشاور: من المبادرة الصينية إلى التوافق العالمي
(2) التشارك: بناء ديار متناغمة بشكل مشترك
(3) التنافع: إفادة جميع الأطراف المشاركة بمنافع حقيقية
(4) الرؤية: بناء رابطة المصير المشترك للبشرية
ثالثا، التطلع
(1) طريق سلمي
(2) طريق مزدهر
(3) طريق منفتح
(4) طريق أخضر
(5) طريق مبتكر
(6) طريق متحضر
(7) طريق نزيه
مقدمة
طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة مهمة للتشارك في بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" على التوالي أثناء زيارته إلى كازاخستان وإندونيسيا في سبتمبر وأكتوبر 2013. وأنشأت الحكومة الصينية الفرقة القيادية لعمل دفع بناء "الحزام والطريق"، ومكتب الفرقة القيادية في لجنة الدولة الصينية للتنمية والإصلاح. وأصدرت الصين «التطلعات والأعمال حول دفع التشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين» في مارس 2015؛ وانعقدت الدورة الأولى لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي بنجاح في بكين في مايو 2017. كما عقدت الصين الاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي وقمة تشينغداو لمنظمة شانغهاي للتعاون وقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي ومعرض الصين الدولي للواردات وغير ذلك بالتتابع. فتنال مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" استجابةً إيجابية من المزيد من الدول والمنظمات الدولية واهتماما واسعا من المجتمع الدولي منذ أكثر من 5 سنوات، ويتوسع تأثيرها يوما فيوما.
تنجم مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" عن الصين، ولكنها تنتمي إلى العالم؛ وتتأصل في التاريخ، ولكنها تنظر إلى المستقبل؛ وتلتفت إلى قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا بشكل رئيسي، ولكنها تنفتح على جميع الشركاء. يتجاوز التشارك في بناء "الحزام والطريق" الحدود بين مختلف الدول والمناطق والمراحل التنموية والتقاليد التاريخية والثقافات والأديان والأعراف والعادات، فهي مبادرة تدعو إلى التنمية السلمية والتعاون الاقتصادي، لا تسعى وراء تشكيل تحالف جيوسياسي أو تحالف عسكري؛ وهي مسيرة تحقق الانفتاح والشمول والتنمية المشتركة، لا تسعى وراء التكتل أو تشكيل "نادي الصين وأصدقائها"؛ كما أنها لا تمارس التمييز الأيديولوجي أو لعبة المحصلة الصفرية، بل ترحب بجميع الدول الراغبة في المشاركة فيها. تتخذ مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" التشاور والتشارك والتنافع كمبادئ، وتتخذ روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك كمرشد، وتتخذ تناسق السياسات وترابط المنشآت وسلاسة القنوات التجارية وتداول الأموال وتفاهم الشعوب كنقطة جوهرية، وقد تحولت هذه المبادرة من فكرة إلى عمل ومن رؤية إلى حقيقة، ومن مبادرة إلى منتج عام يحصل على شعبية عالمية.
ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ، انعقاد ندوة الذكرى الخامسة لعمل دفع بناء "الحزام والطريق" في بكين في أغسطس 2018، حيث طرح أن بناء "الحزام والطريق" يجب أن يتحول من التخطيط الشامل مثل "الرسم التعبيري" إلى التنفيذ الدقيق مثل "الرسم التفصيلي" باتجاه التطور العالي الجودة، لإفادة شعوب الدول على طول "الحزام والطريق" ودفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.
أولا، التقدم
تم دفع مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" بهمة وجَلد منذ عام 2013، التي تتخذ تناسق السياسات وترابط المنشآت وسلاسة القنوات التجارية وتداول الأموال وتفاهم الشعوب كمواضيع رئيسية، حيث تحققت نتائج ملحوظة، وبدأت دفعة من الإنجازات المبكرة ذات الرمزية بالظهور، وحصلت الدول المشاركة على استفادة حقيقية، فيتعزز اعتراف هذه الدول بالتشارك في بناء "الحزام والطريق" ومشاركتها فيه بشكل مستمر.
(1) تناسق السياسات
يعتبر تناسق السياسات ضمانا هاما للتشارك في بناء "الحزام والطريق"، ورائدا هاما لتشكيل عملية البناء المشترك. منذ أكثر من 5 سنوات، تقوم الصين بالتواصل والتناسق المستفيض مع الدول والمنظمات الدولية المعنية، فتشكلت آراء مشتركة حول التعاون الدولي الواسع النطاق للتشارك في بناء "الحزام والطريق".
1. تسجيل مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" في الوثائق المهمة للمنظمات الدولية. تم تسجيل مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" ومفهومها الجوهري، في الوثائق المعنية للأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والباسفيك وغيرها من المنظمات الإقليمية. في يوليو 2015، أصدرت منظمة شانغهاي للتعاون «إعلان أوفا لرؤساء الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون»، لدعم مبادرة بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير". وفي سبتمبر 2016، أقر «بيان قمة هانغتشو لقادة دول مجموعة العشرين» مبادرة بناء "الاتحاد العالمي للترابط والتواصل للبنية التحتية". وفي نوفمبر 2016، أجمعت الـ193 دولة الأعضاء بالأمم المتحدة على قرار بعد التشاور، ورحبت فيه بالتشارك في بناء "الحزام والطريق" وغيره من مبادرات التعاون الاقتصادي ودعت المجتمع الدولي إلى تهيئة الظروف الآمنة والمضمونة لبناء "الحزام والطريق". وفي مارس 2017، أجاز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع قرار رقم 2344، الذي دعا المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي عبر بناء "الحزام والطريق"، وسجل فيه لأول مرة مفهوم "رابطة المصير المشترك للبشرية". وفي عام 2018، انعقدت الدورة الثانية للاجتماع الوزاري لمنتدى الصين – سيلاك (مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي) والدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، وقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، بالتتابع، حيث تم التوصل إلى «بيان خاص حول مبادرة "الحزام والطريق"» بين الصين ودول سيلاك و«إعلان عمل بشأن التعاون والتشارك في بناء "الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية» و«إعلان بكين بشأن بناء رابطة أوثق للمصير المشترك بين الصين وأفريقيا» وغيرها من النتائج والوثائق المهمة.
2. زيادة عدد الدول والمنظمات الدولية، التي توقع على وثائق التعاون بين الحكومات بشأن التشارك في بناء "الحزام والطريق"، سنة بعد سنة. تتبادل الدول والمنظمات الدولية المشاركة آراءها بشكل مستفيض حول تخطيطات التنمية الاقتصادية وسياساتها للتشاور في وضع تخطيطات التعاون الاقتصادي وإجراءاته وفقا لمبدأ بحث النقاط المشتركة وإرجاء نقاط الخلاف، في إطار التشارك في بناء "الحزام والطريق". بحلول نهاية مارس 2019، وقعت الحكومة الصينية على 173 وثيقة تعاونية مع 125 دولة و29 منظمة دولية. وقد امتدت الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" من آسيا وأوروبا إلى المناطق مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة جنوب المحيط الهادئ.
3. التقدم المنظم للالتقاء والتعاون في المجال التخصصي للتشارك في بناء "الحزام والطريق". لقد أصبح بناء طريق الحرير الرقمي جزءا هاما من التشارك في بناء "الحزام والطريق"، فشاركت الصين مصر ولاوس والسعودية وصربيا وتايلاند وتركيا والإمارات وغيرها في إطلاق «مبادرة التعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي في إطار "الحزام والطريق"»، ووقعت على وثائق تعاونية بشأن تعزيز بناء طريق الحرير الرقمي مع 16 دولة. وأصدرت الصين «برنامج العمل بشأن ترابط المعايير للتشارك في بناء "الحزام والطريق" (2018 - 2020)»، ووقعت على 85 اتفاقية تعاونية بشأن المعايرة مع 49 دولة ومنطقة. وقد أصبحت الآلية الطويلة الأجل للتعاون الضريبي في إطار "الحزام والطريق" ناضجة يوما بعد يوم، حيث نظمت الصين عقد مؤتمر التعاون الضريبي في إطار "الحزام والطريق"، وتم صدور «مبادرة أستانا للتعاون الضريبي في إطار "الحزام والطريق"»، فامتدت شبكة التعاون للاتفاقية الضريبية إلى 111 دولة ومنطقة. وأصدرت الصين «البيان المشترك بشأن دفع التعاون العملي في مجال حقوق الملكية الفكرية في دول "الحزام والطريق" بشكل متزايد» مع 49 دولة على طول "الحزام والطريق". ونظمت الصين عقد المنتدى الدولي للتعاون في حكم القانون في إطار "الحزام والطريق"، حيث تم إصدار «بيان الرؤساء المشاركين في المنتدى الدولي للتعاون في حكم القانون في إطار "الحزام والطريق"». ونظمت الصين عقد مؤتمر وزراء الطاقة في إطار "الحزام والطريق"، حيث أعلنت 18 دولة بشكل مشترك إقامة شراكة التعاون في الطاقة في إطار "الحزام والطريق". وأصدرت الصين «التطلعات والأعمال حول دفع التعاون الزراعي لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك» و«أفكار حول التعاون البحري لبناء "الحزام والطريق"» وغيرهما. ودفعت الصين إنشاء المحكمة التجارية الدولية وآلية التسوية المتعددة الأساليب للنزاعات التجارية الدولية في "محطة واحدة".
(2) ترابط المنشآت
يعتبر ترابط المنشآت اتجاها ذا أسبقية للتشارك في بناء "الحزام والطريق". تعمل مختلف الدول بشكل مشترك على الإسراع بتشكيل شبكة البنية التحتية المركبة والشاملة الاتجاهات والمتعددة المستويات والتي تتخذ السكك الحديدية والطرق العامة والشحن البحري والطيران والأنابيب وشبكة المعلومات المكانية الشاملة وغيرها، محورا، وعلى تخفيض تكاليف الصفقات للسلع والأموال والمعلومات والتقنيات وغير ذلك بين الأقاليم إلى حد كبير، وكل هذا مبني على أساس احترام سيادة الدول المعنية واهتماماتها الأمنية، مما يعزز التداول المنظم والتوزيع المحسن لعناصر الموارد العابرة للأقاليم بشكل فعال، ويحقق التعاون المتبادل المنفعة والتنمية المشتركة الكسب.
1. التقدم الملحوظ لبناء ممرات وقنوات التعاون الاقتصادي الدولي. تربط ممرات التعاون الاقتصادي الدولي الستة الرئيسية، وهي الجسر الجديد للقارة الأوراسيوية، وممر الصين - منغوليا - روسيا وممر الصين - آسيا الوسطى - غرب آسيا وممر الصين - شبه جزيرة الهند الصينية وممر الصين - باكستان وممر بنغلاديش - الصين - الهند - ميانمار، الدائرة الاقتصادية الآسيوية والدائرة الاقتصادية الأوروبية، الأمر الذي يلعب دورا مهما في إقامة وتعزيز شراكة الترابط والتواصل بين مختلف الدول وإنشاء سوق كبيرة عالية الفعالية وسلسة في آسيا وأوروبا.
— الممر الاقتصادي للجسر الجديد للقارة الأوراسيوية. يتعمق التعاون الإقليمي على الممر الاقتصادي للجسر الجديد للقارة الأوراسيوية يوما فيوما منذ أكثر من 5 سنوات، فارتفعت الشراكة المتصفة بالانفتاح والشمول والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك إلى مستوى جديد، الأمر الذي دفع التبادل الاقتصادي والتجاري بين قارتي آسيا وأوروبا بشكل فعال. وتم إصدار «خلاصة بودابست للتعاون بين الصين ودول وسط وشرقي أوروبا» و«خلاصة صوفيا للتعاون بين الصين ودول وسط وشرقي أوروبا»، ويتقدم التعاون العملي في إطار كل من المنصة الصينية والأوروبية للترابط والتواصل والخطة الاستثمارية لأوروبا بشكل منتظم. بدأ بناء جزء بلغراد - ستارا بازوفا من خط المجر - صربيا للسكك الحديدية والذي يقع داخل حدود صربيا. وتم بناء الطرق العامة الدولية بين غرب الصين وغرب أوروبا (غرب الصين - كازاخستان - روسيا - غرب أوروبا).
— الممر الاقتصادي بين الصين ومنغوليا وروسيا. تدفع الصين ومنغوليا وروسيا بنشاط تشكيل شبكة ترابط البنية التحتية العابرة للحدود والتي تتخذ السكك الحديدية والطرق العامة والمعابر الحدودية، كقوام رئيسي. في عام 2018، وقعت الدول الثلاث على «مذكرة التفاهم حول إنشاء آلية الدفع المشترك للممر الاقتصادي بين الصين ومنغوليا وروسيا»، لإكمال وتحسين آلية العمل للتعاون الثلاثي بشكل متزايد. وقد تم بناء جزء الجانب الصيني من مشروع جسر السكك الحديدية العابر للنهر الحدودي بين تونغجيانغ الصينية ونيجنيلينينسكوي الروسية في أكتوبر 2018. وتتقدم عملية بناء جسر الطرق العامة العابر للنهر الحدودي بين هيخه وبلاغوفيشينسك بسلاسة. وأنجزت مجموعة مكونة من المؤسسات الصينية والروسية التصميم الأولي لمشروع الخط الحديدي الفائق السرعة بين موسكو وقازان، من حيث الأساس. وأصبح «الاتفاق بين الحكومات بشأن النقل البري الدولي على طول شبكة الطرق الرئيسية الآسيوية» الذي وقعت عليه الدول الثلاث واعتمدته، أصبح ساري المفعول رسميا. وتم بناء نظام الكابلات البرية العابرة للحدود بين الصين ومنغوليا وروسيا (إيرينهوت).
— الممر الاقتصادي بين الصين وآسيا الوسطى وغرب آسيا. منذ أكثر من 5 سنوات، يتعمق التعاون على هذا الممر في الطاقة وترابط المنشآت وتواصلها والاقتصاد والتجارة وطاقة الإنتاج وغيرها من المجالات بشكل مستمر. وتم توقيع الاتفاق الثنائي بشأن النقل البري الدولي بين الصين وبين كل من كازاخستان وأوزبكستان وتركيا وغيرها من الدول، والاتفاقات أو الاتفاقيات المتعددة الأطراف بشأن النقل البري الدولي بين الصين وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان أو الصين وكازاخستان وروسيا أو الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان بالتتابع، ويتم إكمال وتحسين بناء البنية التحتية في منطقتي آسيا الوسطى وغرب آسيا. في منتدى التعاون الاستثماري الصيني السعودي، تم توقيع اتفاقيات تعاونية تتجاوز قيمتها الإجمالية 28 مليار دولار أمريكي بالتمحور حول الترابط الصناعي بين مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" و"رؤية السعودية 2030". وتوظف الصين وإيران مزاياهما الفريدة في مختلف المجالات، لتعزيز الالتقاء والتعاون في مجالات الطرق والبنية التحتية والطاقة وغير ذلك.
— الممر الاقتصادي بين الصين وشبه جزيرة الهند الصينية. منذ أكثر من 5 سنوات، يتقدم هذا الممر بشكل إيجابي في جوانب الترابط والتواصل للبنية التحتية وبناء مناطق التعاون الاقتصادي العابرة للحدود وغير ذلك. بدأ تشغيل الطريق العام بين كونمينغ وبانكوك بكامله، ويتقدم بناء خط الصين - لاوس وخط الصين - تايلاند للسكك الحديدية وغيرهما من المشاريع بثبات. وانطلق البناء التعاوني للممر الاقتصادي بين الصين ولاوس، وتم الإسراع بالالتقاء بين "الممر الاقتصادي الشرقي" التايلاندي ومبادرة "الحزام والطريق"، ويتقدم التعاون الاقتصادي بين الصين وبين كمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام وتايلاند بثبات. ويكون الدور الإيجابي، الذي تلعبه آلية الصين - الآسيان (1+10) للتعاون وآلية نهر لانتسانغ - الميكونغ للتعاون والتعاون شبه الإقليمي لنهر الميكونغ الكبرى، بارزا أكثر فأكثر.
— الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان. لقد تم تحديد تنفيذ الترتيب التعاوني الذي يتخذ الطاقة والبنية التحتية للمواصلات والتعاون في المجمعات الصناعية وميناء جوادر كنقاط رئيسية. وأنشأت الصين وباكستان لجنة التعاون المشتركة للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وأنشأتا آلية اللقاء الدوري. ويتم دفع دفعة من المشاريع بسلاسة، وقد بدأ بناء مشاريع رئيسية مثل الطريق العام بميناء جوادر والطريق السريع بين بيشاور وكراتشي (جزء سكر - ملتان) والمرحلة الثانية من مشروع إصلاح طريق قراقرم العام (جزء حويليان - تاكوت) والخط البرتقالي للسكك الحديدية في لاهور والمحطة الكهربائية بقدرة 1320 ميغاواط في ميناء قاسم، وقد أظهرت بعض المشاريع كفاءتها. ويفتح الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان أبوابه للتعاون مع الطرف الثالث، وقد شاركت المزيد من الدول فيه أو ترغب في المشاركة فيه.
— الممر الاقتصادي بين بنغلاديش والصين والهند وميانمار. منذ أكثر من 5 سنوات، تدفع بنغلاديش والصين والهند وميانمار بناء الممر، بشكل مشترك، في إطار مجموعة العمل المشتركة، وتبحث وتخطط دفعة من المشاريع الرئيسية في مجالات إنشاء الآلية والنظام وترابط البنية التحتية وتواصلها والتجارة والتعاون في المجمعات الصناعية والتعاون المنفتح المالي الدولي والتبادل الإنساني والثقافي والتعاون في معيشة الشعوب وما إلى ذلك. وأنشأت الصين وميانمار اللجنة المشتركة للممر الاقتصادي بين الصين وميانمار، ووقعتا على مذكرة التفاهم حول التشارك في بناء الممر الاقتصادي بين الصين وميانمار ووثائق الدراسة حول إمكانية مشروع خط موسي - ماندالاي الحديدي واتفاقية الإطار بشأن بناء مشروع ميناء المياه العميقة في منطقة تشاوبيو الاقتصادية الخاصة.
2. تحسين مستوى الترابط والتواصل للبنية التحتية بمقدار كبير. "لا تكون المهن والحرف مزدهرة إلا إذا كانت الطرق سالكة". فعدم كفاية الاستثمار في البنية التحتية هو عنق الزجاجة أمام التنمية الاقتصادية للدول النامية، ويصبح الإسراع ببناء ترابط المنشآت مجالا مفتاحيا وموضوعا جوهريا للتشارك في بناء "الحزام والطريق".
— من ناحية التعاون في السكك الحديدية. أحرز بناء شبكات السكك الحديدية بين الأقاليم وبين القارات تقدما هاما، باتخاذ خطوط السكك الحديدية الصين – لاوس، والصين – تايلاند، والمجر – صربيا، وجاكرتا – باندونغ، كنقاط رئيسية. ويتم دفع الدراسة الأولية للمشاريع مثل الخط الشرقي للسكك الحديدية العابرة لآسيا وإصلاح خط 1 الرئيسي للسكك الحديدية في باكستان وخط الصين - قيرغيزستان - أوزبكستان الحديدي بنشاط، وقد تم إنجاز الدراسة المسبقة لإمكانية خط الصين - نيبال الحديدي العابر للحدود. وتشكلت آلية تشغيل القطارات الدولية، والتي تتعاون فيها العديد من الدول، بصورة أولية، من خلال استكشاف قطار الصين - أوروبا. ووقعت شركات السكك الحديدية من سبع دول، بما فيها الصين وبيلاروس وألمانيا وكازاخستان ومنغوليا وبولندا وروسيا، على «اتفاقية حول تعميق التعاون لقطار الصين - أوروبا». وبحلول نهاية عام 2018، ربط قطار الصين - أوروبا 108 مدن من 16 دولة في أوراسيا، وتم تشغيل 13 ألف رحلة له، وتجاوز حجم السلع التي نقلها 1.1 مليون حاوية قياسية، وبلغت نسبة الحاويات المحمّلة على القطارات المنطلقة من الصين 94%، وبلغت نسبة الحاويات المحملة على القطارات الواصلة إلى الصين 71%. وتم إجراء التناسق والتعاون للتخليص الجمركي في المعابر الحدودية مع الدول على طول "الحزام والطريق" لتحسين سهولة التخليص الجمركي، فانخفض متوسط نسبة الفحص ووقت التخليص الجمركي بـ50%.
— من ناحية التعاون في الطرق العامة. تم إجراء التشغيل التجريبي للنقل المباشر على طريق الصين - منغوليا - روسيا الدولي، وطريق الصين - قيرغيزستان - أوزبكستان الدولي، وطريق الصين - روسيا (داليان - نوفوسيبيرسك) الدولي، وطريق الصين - فيتنام الدولي، على التوالي بنجاح. وبدأ التشغيل النظامي للنقل على طريق الصين - قيرغيزستان - أوزبكستان الدولي في فبراير 2018. وتم تشييد، وبدأ تشغيل جسر الطريق العام الثاني على نهر بيلون بين الصين وفيتنام. وانضمت الصين رسميا إلى «اتفاقية النقل بالطرق العامة الدولية». ووقعت الصين مع 15 دولة على طول "الحزام والطريق" على 18 اتفاقا ثنائيا ومتعدد الأطراف بشأن تسهيل النقل الدولي، بما فيها «الاتفاق بين حكومات الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون بشأن تيسير النقل الدولي بالطرق البرية». وأحرز تنفيذ «اتفاق تسهيل نقل البضائع والأفراد العابر للحدود في منطقة الميكونغ الكبرى شبه الإقليمية» تقدما إيجابيا.
— من ناحية التعاون في الموانئ. بدأ تشغيل الخط الدوري للبواخر الخطية بالحاويات في ميناء جوادر الباكستاني، وتم بناء المنشآت الملحقة في المنطقة التحضيرية، والتي جذبت أكثر من 30 مؤسسة للدخول في المنطقة. وتم تحديد أنواع الصناعات والتخطيط المفاهيمي وغيرهما من الأعمال التحضيرية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بميناء هامبانتونا في سيريلانكا. وتم بناء ميناء بيرايوس في اليونان كمحور عبور مهم، وستنجز المرحلة الثالثة من بناء الميناء. وبدأ رسميا تشغيل رصيف الحاويات من المرحلة الثانية في ميناء خليفة بالإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2018. ووقعت الصين على 38 اتفاقا ثنائيا وإقليميا للشحن البحري مع 47 دولة على طول "الحزام والطريق". كما تكمل بورصة خدمات الشحن البحري في نينغبوه الصينية "مؤشر الشحن البحري لطريق الحرير البحري" باستمرار، وأصدرت مؤشر 1+16 التجاري ومؤشر ميناء نينغبوه.
— من ناحية النقل الجوي. وقعت الصين مع 126 دولة ومنطقة على اتفاقيات النقل الجوي الثنائية بين الحكومات. ووسعت ترتيب حقوق الطيران مع دول مثل لوكسمبورغ وروسيا وأرمينيا وإندونيسيا وكمبوديا وبنغلاديش وإسرائيل ومنغوليا وماليزيا ومصر. وبلغ عدد الخطوط الجوية الدولية بين الصين والدول على طول "الحزام والطريق"، والتي بدأ تشغيلها منذ أكثر من 5 سنوات، 1239 خطا، وهو يمثل 69.1% من مجموع الخطوط الجوية الدولية الجديدة للصين.
— من ناحية بناء منشآت الطاقة. وقعت الصين مع الدول على طول "الحزام والطريق" على سلسلة من اتفاقيات الإطار ومذكرات التفاهم للتعاون، وأجرت تعاونا واسع النطاق في الطاقة الكهربائية والنفط والغاز والطاقة النووية والطاقة الجديدة والفحم وغيرها من المجالات، وحافظت على التشغيل الآمن لشبكات أنابيب النفط والغاز مع الدول المعنية، مما عزز التوزيع المحسن لموارد الطاقة بين الدول والمناطق. وتبقى أنابيب النفط الخام بين الصين وروسيا وأنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وآسيا الوسطى، في تشغيل ثابت، وسيبدأ تشغيل الخط الشرقي لأنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا بشكل جزئي في ديسمبر 2019 وبشكل كامل في عام 2024. وبدأ تشغيل أنابيب النفط والغاز بين الصين وميانمار بكاملها.
— من ناحية بناء منشآت الاتصالات. تقدم بناء القنوات المعلوماتية لكابلات الألياف الضوئية العابرة للحدود بين الصين وبين كل من ميانمار وباكستان وقيرغيزستان وروسيا، تقدما ملحوظا. ووقعت الصين مع الاتحاد الدولي للاتصالات على «خطاب النوايا بشأن تعزيز التعاون في مجال شبكة الاتصالات والمعلومات في إطار "الحزام والطريق"». ووقعت على اتفاقيات التعاون لكابلات الألياف الضوئية على طريق الحرير مع قيرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان، مما أطلق مشروع كابلات الألياف الضوئية على طريق الحرير فعليا.
(3) سلاسة القنوات التجارية
تعتبر سلاسة القنوات التجارية محتوى هاما للتشارك في بناء "الحزام والطريق". إن التشارك في بناء "الحزام والطريق" قد عزز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار في الدول والمناطق على طول "الحزام والطريق"، وخفض تكاليف الصفقات وتكاليف ممارسة التجارة، وأطلق الإمكانية التنموية، ووسع وعمق درجة اشتراك مختلف الدول في العولمة الاقتصادية بشكل متزايد.
1. الارتفاع المستمر لمستوى تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار. أطلقت الصين «مبادرة دفع التعاون من أجل سلاسة القنوات التجارية في إطار "الحزام والطريق"»، واشتركت فيها 83 دولة ومنظمة دولية بنشاط. ويتعمق التعاون للتفتيش والحجر الصحي الجمركي باستمرار، فقد وقعت الصين على أكثر من 100 وثيقة تعاونية مع الدول على طول "الحزام والطريق" منذ انعقاد الدورة الأولى لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في مايو 2017، حيث تم السماح لأكثر من 50 نوعا من المنتجات الزراعية والأغذية، بالنفاذ بعد الحجر الصحي. ويتقدم بإيجابية بناء "الممر الأخضر" للتخليص الجمركي السريع للمنتجات الزراعية بين الصين وبين كل من كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، وقد انخفض وقت التخليص الجمركي للمنتجات الزراعية بـ.90% توسع الصين نطاق السماح بدخول الاستثمار الأجنبي بشكل متزايد، وتخلق بيئة دولية عالية المواصفات لممارسة التجارة، وقد أنشأت 12 منطقة تجريبية للتجارة الحرة مفتوحة أمام العالم أجمع، وتستكشف سبل بناء موانئ التجارة الحرة، لجذب استثمارات الدول على طول "الحزام والطريق" في الصين. وقد انخفض متوسط مستوى التعريفات الجمركية الصينية من 15.3% عند انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية إلى 7.5% حاليا. ووقعت الصين على اتفاقات التجارة الحرة أو ارتقت بمستواها مع العديد من الدول والمناطق مثل الآسيان وسنغافورة وباكستان وجورجيا، ووقعت اتفاق التعاون الاقتصادي والتجاري مع الاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الآسيوية، فتتشكل منظومة شبكة مناطق التجارة الحرة مع الدول على طول "الحزام والطريق"، تدريجيا.
2. التوسيع المستمر لحجم التجارة. تجاوز إجمالي قيمة الواردات والصادرات الصينية لتجارة السلع مع الدول على طول "الحزام والطريق" 6 تريليونات دولار أمريكي بين أعوام 2013 و2018، ونسبة الزيادة السنوية لهذه القيمة أعلى من نسبة نمو التجارة الخارجية الصينية في نفس الفترة، وتمثل القيمة 27.4% من إجمالي قيمة التجارة الصينية للسلع. وفي عام 2018 وحده، بلغ إجمالي قيمة الواردات والصادرات الصينية لتجارة السلع مع الدول على طول "الحزام والطريق" 1.3 تريليون دولار أمريكي، بزيادة 16.4% عن العام السابق. تنمو تجارة الخدمات بين الصين والدول على طول "الحزام والطريق"، من الصغيرة إلى الكبيرة، بشكل ثابت. إذ بلغت قيمة الواردات والصادرات الصينية لتجارة الخدمات مع الدول على طول "الحزام والطريق" 97.76 مليار دولار أمريكي في عام 2017، بزيادة 18.4% عن العام السابق، وتمثل هذه القيمة 14.1% من إجمالي قيمة التجارة الصينية للخدمات، بزيادة 1.6 نقطة مئوية عن عام 2016. وحلل فريق البحث للبنك الدولي تأثير مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" في تجارة 71 دولة مشاركة محتملة، ووجد أن مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" ستزيد حجم التبادل التجاري بين الدول المشاركة بـ4.1%.(1)
3. تسارع مسيرة ابتكار الوسائل التجارية. تصبح الأشكال والأنماط الجديدة مثل التجارة الإلكترونية العابرة للحدود قوة ناشئة مهمة لدفع سلاسة القنوات التجارية. بلغ إجمالي قيمة استيراد وتصدير السلع بالتجزئة عبر منصة إدارة التجارة الإلكترونية العابرة للحدود للجمارك الصينية 20.3 مليار دولار أمريكي في عام 2018، بزيادة 50% عن العام السابق، بما في ذلك 8.48 مليار دولار أمريكي للتصدير، بزيادة 67.0% عن العام السابق، و11.87 مليار دولار أمريكي للاستيراد، بزيادة 39.8% عن العام السابق. ويزدهر التعاون في "التجارة الإلكترونية على طريق الحرير"، حيث أنشأت الصين آلية التعاون الثنائية في التجارة الإلكترونية مع 17 دولة، وتم التوصل إلى وثائق تعاونية للتجارة الإلكترونية في إطار آليات متعددة الأطراف مثل البريكس، مما يسرع بالخطى الفعلية للالتقاء بين الشركات وتنشئة العلامات التجارية.
(4) تداول الأموال
يعتبر تداول الأموال دعما هاما للتشارك في بناء "الحزام والطريق". تستكشف وتبدع المؤسسات المالية الدولية المتعددة الأطراف والبنوك التجارية بمختلف أنواعها، أنماط الاستثمار والتمويل باستمرار، وتوسع القنوات المتنوعة للتمويل بنشاط، لتقديم دعم مالي مستقر وشفاف وعالي الجودة للتشارك في بناء "الحزام والطريق".
1. استكشاف أنماط الاستثمار والتمويل الدولية الجديدة. هناك إمكانية ضخمة لبناء البنية التحتية والتعاون في طاقة الإنتاج على طول "الحزام والطريق"، وتتطلب فجوة التمويل معالجتها بإلحاح. وتلعب الصناديق السيادية وصناديق الاستثمار لمختلف الدول دورا متزايد الأهمية. في السنوات الأخيرة، ازداد حجم استثمار صناديق الثروة السيادية، مثل جهاز أبوظبي الإماراتي للاستثمار والشركة الصينية للاستثمار ذات المسؤولية المحدودة، في الاقتصادات الناشئة الرئيسية على طول "الحزام والطريق"، بشكل ملحوظ. وبدأ التشغيل الفعلي للصندوق الصيني الأوروبي المشترك للاستثمار في يوليو 2018 والذي موّله صندوق طريق الحرير والصندوق الأوروبي للاستثمار بشكل مشترك، ويبلغ حجم استثماره 500 مليون يورو، الأمر الذي عزز الالتقاء بين مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" والخطة الاستثمارية لأوروبا.
2. ظهور دور الدعم للتعاون المالي المتعدد الأطراف. اعتمدت وزارة المالية الصينية «المبدأ التوجيهي للتمويل في إطار "الحزام والطريق"» مع وزارات المالية من 27 دولة مثل الأرجنتين وروسيا وإندونيسيا والمملكة المتحدة وسنغافورة. وحسب هذا المبدأ التوجيهي، تدعم هذه الدول أن الموارد المالية تخدم تنمية الاقتصاد الحقيقي في الدول والمناطق المعنية، وتعزز الدعم التمويلي في مجالات ترابط البنية التحتية وتواصلها والتجارة والاستثمار والتعاون في طاقة الإنتاج وغيرها بشكل رئيسي. قام بنك الشعب الصيني مع مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي وبنك التنمية الأمريكي وبنك التنمية الأفريقي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وغيرها من مؤسسات التنمية المتعددة الأطراف بأعمال التمويل المشتركة، حيث قد تم الاستثمار في أكثر من 100 مشروع منتشرة في أكثر من 70 دولة ومنطقة بنهاية عام .2018 تأسست رابطة الصين – وسط وشرقي أوروبا للبنوك في نوفمبر 2017، وتشمل الرابطة المؤسسات المالية من 14 دولة مثل الصين والمجر والتشيك وسلوفاكيا وكرواتيا. وتأسست الرابطة الصينية العربية للبنوك والرابطة الصينية الأفريقية للبنوك للتعاون المالي، في يوليو وسبتمبر 2018 على التوالي، حيث تم إنشاء أول آلية متعددة الأطراف للتعاون المالي بين الصين وبين كل من الدول العربية والدول الأفريقية.
3. الارتفاع المستمر لمستوى التعاون بين المؤسسات المالية. خلال عملية التشارك في بناء "الحزام والطريق"، يتصف تأمين ائتمان الصادرات السياساتي بالتغطية الواسعة، فيلعب دورا فريدا في دعم بناء البنية التحتية والصناعات الأساسية؛ أما البنوك التجارية فتتفوق في مجالات جذب الودائع بالأساليب المتنوعة وتمويل الشركات والمنتجات المالية والوكالة التجارية والاستئمان... الخ. بحلول نهاية عام 2018، تجاوزت قيمة الصادرات والاستثمارات الصينية في الدول على طول "الحزام والطريق"، والتي قدمت الشركة الصينية لتأمين ائتمان الصادرات دعما لها، 600 مليار دولار أمريكي. وقد أنشأت البنوك الصينية، مثل بنك الصين والبنك الصناعي والتجاري الصيني والبنك الزراعي الصيني وبنك الإنشاء والتعمير الصيني، علاقات البنك المراسل مع الدول على طول "الحزام والطريق"، على نطاق واسع. ووقع البنك التجاري الألماني مذكرة تفاهم بشأن التعاون مع البنك الصناعي والتجاري الصيني، بحيث أصبح أول بنك ألماني يشترك في الآلية النظامية لتعاون "الحزام والطريق" بين البنوك.
4. إكمال وتحسين بناء منظومة الأسواق المالية يوما بعد يوم. تعمق الدول على طول "الحزام والطريق"، بلا توقف، علاقاتها الثابتة والطويلة الأجل للتعاون المالي، والتي تتصف بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وتتدفق المنتجات المالية المبتكرة بمختلف أنواعها باستمرار، الأمر الذي يوسع قنوات التمويل إلى حد كبير للتشارك في بناء "الحزام والطريق". ترفع الصين درجة انفتاح سوق السندات بين البنوك على الخارج بلا انقطاع، وبنهاية عام 2018، قد أصدرت المؤسسات المالية الأجنبية نحو 200 مليار يوان من السندات المقومة بالرنمينبي في داخل الصين. وأصدر بنك الاستيراد والتصدير الصيني السندات المالية الخضراء "تشاي تشيوان تونغ" بقيمة ملياري يوان صيني أمام المستثمرين بأنحاء العالم، وأصدر بنك التنمية الجديد لدول البريكس دفعته الأولى من السندات المالية الخضراء بقيمة 3 مليارات يوان صيني لدعم بناء طريق الحرير الأخضر. ويتقدم التعاون في حقوق المساهمين والأعمال والتقنيات بين بورصات الأوراق المالية والعقود الآجلة بثبات. وساهمت بورصة شانغهاي للأوراق المالية ومجموعة البورصة الألمانية وبورصة الصين للعقود المالية الآجلة، بالأموال بشكل مشترك، في تأسيس البورصة الصينية الأوروبية الدولية في عام 2015. ووقعت بورصة شانغهاي للأوراق المالية مع جهاز مركز أستانا المالي الدولي في كازاخستان على اتفاقية التعاون للاستثمار المشترك في تأسيس بورصة أستانا الدولية.
5. التعميق المستمر للترابط والتواصل المالي. لقد أنشأ 11 بنكا صينيا، 76 جهازا على المستوى الأول في 28 دولة على طول "الحزام والطريق"، وأنشأ 50 بنكا من 22 دولة على طول "الحزام والطريق" 7 بنوك قانونية و19 فرعا و34 مكتبا تمثيليا لها في الصين. وأنشأت شركتان صينيتان للأوراق المالية شركات بالاستثمار الصيني والأجنبي المشترك في سنغافورة ولاوس. وأقامت الصين على التوالي ترتيب تبادل العملات المحلية الثنائي مع أكثر من 20 دولة على طول "الحزام والطريق"، وأقامت ترتيب تصفية الحسابات بالرنمينبي مع 7 دول على طول "الحزام والطريق"، ووقعت على وثائق تعاونية مع هيئات الرقابة المالية في 35 دولة على طول "الحزام والطريق". فتتعزز وظائف الرنمينبي في الدفع والاستثمار والتجارة والاحتياطي الدولي بثبات، وقد غطى نطاق خدمات نظام الدفع العابر للحدود بالرنمينبي قرابة 40 دولة ومنطقة على طول "الحزام والطريق". وتم إنشاء مركز بناء القدرة المشترك للصين وصندوق النقد الدولي ومركز "الحزام والطريق" لبحوث التنمية المالية والاقتصادية.
(5) تفاهم الشعوب
يعتبر تفاهم الشعوب أساسا إنسانيا للتشارك في بناء "الحزام والطريق". إن التمتع بالسلام والاستقرار والرخاء وعيش حياة أجمل، من الأحلام المشتركة لشعوب مختلف الدول. ومنذ أكثر من 5 سنوات، تمارس مختلف الدول تبادلات دبلوماسية عامة وثقافية متعددة الأشكال وواسعة المجالات لتعزيز التفاهم والاعتراف المتبادل، الأمر الذي أرسى أساسا متينا للتشارك في بناء "الحزام والطريق" بين مختلف الشعوب.
1. الأشكال المتعددة للتبادل الثقافي. أقامت الصين مع الدول على طول "الحزام والطريق" مهرجانات للفنون والأفلام والموسيقى ومعارض للآثار التاريخية والكتب وغيرها من الفعاليات بشكل متبادل، وقامت بالإبداع والترجمة المتبادلة والبث المتبادل لنخب الكتب والأعمال الإذاعية والسينمائية والتلفزيونية. وتأسست روابط طريق الحرير الدولية للمسارح والمتاحف والمهرجانات الفنية والمكتبات ومتاحف الفنون الجميلة بالتتابع. وأقامت الصين فعاليات العام الثقافي مع وسط وشرقي أوروبا والآسيان وروسيا ونيبال واليونان ومصر وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول والمناطق، فشكلت أكثر من 10 علامات للتبادل الثقافي مثل "رحلة على طريق الحرير" و"البؤرة الثقافية الصينية والأفريقية"، وخلقت دفعة من المهرجانات الثقافية الكبيرة مثل معرض طريق الحرير (دونهوانغ) الدولي للثقافات ومهرجان طريق الحرير الدولي للفنون ومهرجان طريق الحرير البحري الدولي للفنون، وأنشأت الصين 17 مركزا للثقافة الصينية في الدول على طول "الحزام والطريق". ووقعت الصين على وثائق تعاونية بشأن التراث الثقافي مع إندونيسيا وميانمار وصربيا وسنغافورة والسعودية وغيرها من الدول. وتقدمت الصين وكازاخستان وقيرغيزستان معا بطلب إدراج "طريق الحرير: شبكة الطرق لممر تشانغآن – جبال تيانشان" ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، ونجحت في ذلك. ويتقدم بناء رابطة "الحزام والطريق" للتعاون الإعلامي بنشاط. وقد بلغ عدد الأعضاء لشبكة تعاون المنظمات الشعبية على طول طريق الحرير 310 أعضاء، فأصبحت هذه الشبكة منصة هامة لدفع التعاون الودي بين مختلف الشعوب.
2. النتائج الوافرة للتعليم والتدريب. أنشأت الصين مشروع "طريق الحرير" لمنحة الحكومة الصينية، ووقعت على اتفاقيات الاعتراف المتبادل بالمؤهل الدراسي والدرجة العلمية للتعليم العالي مع 24 دولة على طول "الحزام والطريق". حصل 38.7 ألف شخص من الدول على طول "الحزام والطريق" على منح الحكومة الصينية للدراسة في الصين في عام 2017، وهم يمثلون 66.0% من مجموع الوافدين الحاصلين على هذه المنح. أنشأت منطقتا هونغ كونغ وماكاو الإداريتان الخاصتان منحا دراسية متعلقة بالتشارك في بناء "الحزام والطريق" كل على حدة. وأنشأت الصين 153 من معاهد كونفوشيوس و149 من قاعات كونفوشيوس في 54 دولة على طول "الحزام والطريق". وأنشأت الأكاديمية الصينية للعلوم منحا دراسية لطلاب الماجستير والدكتوراه ودورات تدريبية للعلوم والتكنولوجيا في الدول على طول "الحزام والطريق"، حيث تم تدريب 5000 فرد/ مرة.
3. التوسيع التدريجي للتعاون السياحي. أقامت الصين فعاليات العام السياحي مع العديد من الدول، وأنشأت آليات التعاون السياحي مثل تحالف طريق الحرير للتسويق السياحي وتحالف طريق الحرير البحري للتسويق السياحي وتحالف "ممر الشاي بآلاف الكيلومترات" الدولي للسياحة. وأبرمت الصين مع 57 دولة على طول "الحزام والطريق" اتفاقات بشأن الإعفاء المتبادل من التأشيرة تشمل جوازات السفر بمختلف أنواعها، وتوصلت مع 15 دولة إلى 19 اتفاقا أو تدبيرا بشأن تبسيط إجراءات التأشيرة. في عام 2018، بلغ عدد السياح الصينيين إلى خارج الحدود 150 مليون فرد/ مرة، وبلغ عدد السياح الأجانب إلى الصين 30.54 مليون فرد/ مرة، حيث أصبحت روسيا وميانمار وفيتنام ومنغوليا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وغيرها من الدول، الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح إلى الصين.
4. التعميق المستمر للتعاون الصحي. منذ انعقاد الدورة الأولى لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، وقعت الصين على 56 اتفاقية لدفع التعاون الصحي بالتتابع مع منغوليا وأفغانستان وغيرهما من الدول ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وغيرها من المنظمات غير الحكومية. وانعقدت الحلقة الدراسية الرفيعة المستوى لـ"الحزام والطريق" وطريق الحرير الصحي في بكين في أغسطس 2017، حيث تم إصدار «نشرة بكين». وقامت الصين بالتعاون في الوقاية من أمراض الإيدز والملاريا وحمى الضنك والإنفلونزا والسل ومكافحتها مع دول نهر لانتسانغ - الميكونغ، وقامت بالتعاون في الوقاية من الأمراض الحيوانية المصدر مثل الداء العداري والطاعون ومكافحتها مع دول آسيا الوسطى، وقامت بالتعاون في الوقاية من الأمراض مثل التهاب سنجابية النخاع ومكافحتها مع دول غرب آسيا. وأرسلت الصين بالتتابع فرقا طبية للعيون إلى كمبوديا وميانمار ولاوس وسيريلانكا وغيرها من الدول لإجراء فعالية "رحلة النور"، وأرسلت فرقا طبية قصيرة الأجل إلى فيجي وتونغا وميكرونيزيا وفانواتو وغيرها من الدول الجزرية في المحيط الهادئ لإجراء فعالية "تقديم الرعاية الطبية إلى الجزر". وتم إنشاء مراكز الطب والعقاقير الصينية التقليدية بالخارج في 35 دولة على طول "الحزام والطريق"، و43 قاعدة للتعاون الدولي في الطب والعقاقير الصينية التقليدية.
5. التقدم المستمر للإغاثة من الكوارث والمساعدات وتخفيف الفقر. منذ انعقاد الدورة الأولى لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، قدمت الصين معونة غذائية طارئة بقيمة ملياري يوان صيني للدول النامية على طول "الحزام والطريق"، وزادت استثمارها في صندوق المساعدة لتعاون الجنوب - الجنوب بمليار دولار أمريكي، ونفذت 100 مشروع لـ"البيت السعيد" و100 مشروع لـ"مساعدة الفقراء" و100 مشروع لـ"إعادة التأهيل" وغيرها من المشاريع في الدول على طول "الحزام والطريق". وأجرت الصين فعاليات الحماية التعاونية للآثار التاريخية لمساعدة الدول الأجنبية والدراسة الأثرية المشتركة مع الدول الأجنبية، حيث أجرت 8 مشاريع تعاونية للآثار التاريخية لمساعدة الدول الأجنبية مع 6 دول، وأجرت 15 مشروعا للدراسة الأثرية المشتركة مع 12 دولة. وقدمت الصين أجهزة ومعدات للرصد الزلزالي إلى لاوس وغيرها من الدول لتحسين قدرتها على الحماية من الزلازل ومكافحة الكوارث. وأجرت الصين 24 مشروعا لتعاون المنظمات الاجتماعية في كمبوديا ونيبال للمساعدة على تحسين معيشة الشعوب المحلية.
(6) التعاون الصناعي
يدعم التشارك في بناء "الحزام والطريق" ممارسة الاستثمار المتعدد العناصر، ويشجع على التعاون في أسواق الأطراف الثالثة، ويدفع تشكيل سلاسل الصناعة والتوريد والخدمة والقيمة التي تتحلى بالتنمية ذات المنفعة العامة وتقاسم ثمار التنمية، ويقدم زخما جديدا للإسراع بالتنمية في الدول على طول "الحزام والطريق".
1. الزيادة المستقرة للاستثمار المباشر الصيني في الدول على طول "الحزام والطريق". في الفترة ما بين أعوام 2013 و2018، زادت الاستثمارات المباشرة للشركات الصينية في الدول على طول "الحزام والطريق" على 90 مليار دولار أمريكي، وزادت قيمة الأعمال لمقاولة المشروعات الخارجية، والتي أنجزتها الشركات الصينية في الدول على طول "الحزام والطريق"، على 400 مليار دولار أمريكي. وفي عام 2018، بلغت قيمة الاستثمارات المباشرة غير المالية للشركات الصينية في الدول على طول "الحزام والطريق" 15.6 مليار دولار أمريكي، بزيادة 8.9% عن العام السابق، محتلة 13.0% من إجمالي قيمة الاستثمارات الصينية من هذا النوع بنفس الفترة؛ وبلغت قيمة الأعمال لمقاولة المشروعات الخارجية، والتي أنجزتها الشركات الصينية في الدول على طول "الحزام والطريق"، 89.3 مليار دولار أمريكي، محتلة 53.0% من إجمالي قيمة الأعمال من هذا النوع بنفس الفترة. تفيد دراسة للبنك الدولي أنه من المتوقع أن يزيد إجمالي قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الدول على طول "الحزام والطريق" بـ4.97%، حيث تزيد قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من داخل الدول على طول "الحزام والطريق" بـ4.36% وتزيد قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بـ4.63%، وتزيد قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول غير الواقعة على طول "الحزام والطريق" بـ5.75%.(2)
2. التقدم الثابت للتعاون الدولي في طاقة الإنتاج والتعاون في أسواق الأطراف الثالثة. يسبب إسراع الدول على طول "الحزام والطريق" بالتنمية، طلبا سوقيا ضخما للتعاون الدولي في طاقة الإنتاج، وتستجيب له الصين بنشاط وتدفع التعاون الموجه للسوق والمتعدد الأبعاد في طاقة الإنتاج مع الدول المعنية، للإسهام في تحقيق الارتقاء بالهيكل الصناعي ومستوى التنمية الصناعية في الدول على طول "الحزام والطريق". حتى اليوم، وقعت الصين على وثائق تعاون في طاقة الإنتاج مع كازاخستان ومصر وإثيوبيا والبرازيل وغيرها من أكثر من 40 دولة، وتجري الالتقاء التعاوني مع الآسيان والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وغيرها من المنظمات الإقليمية، لإجراء التعاون المؤسسي في طاقة الإنتاج. ووقعت الصين على وثائق تعاون في أسواق الأطراف الثالثة مع فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليابان والبرتغال وغيرها من الدول.
3. التطور المزدهر للمجمعات التعاونية. تتبع الشركات الصينية بمختلف أنواعها، مبادئ التوجيه بالسوق وحكم القانون، وتتوجه إلى الدول على طول "الحزام والطريق" حسب رغبتها للاشتراك في بناء مجمعات تعاونية، وتدفع هذه الدول للاستفادة من تجارب وطرق الصين لتحقيق النمو الاقتصادي بواسطة المناطق التنموية والمجمعات الصناعية بمختلف أنواعها منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، الأمر الذي يعزز التنمية الاقتصادية المحلية ويخلق مصادر ضريبية وقنوات تشغيل جديدة للدول على طول "الحزام والطريق". وفي الوقت نفسه، أسست الصين مع كازاخستان ولاوس مركز هورجوس الدولي للتعاون الحدودي بين الصين وكازاخستان، ومنطقة موهان - بوتن للتعاون الاقتصادي بين الصين ولاوس وغيرهما من مناطق التعاون الاقتصادي العابرة للحدود، وتدفع أعمال التعاون والبناء المشترك لمناطق التعاون الاقتصادي العابرة للحدود مع الدول الأخرى بشكل ثابت.
ثانيا، المساهمة
تركز مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" على بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وتتمسك بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وتقدم مساهمة صينية لدفع تغيير منظومة الحوكمة العالمية والعولمة الاقتصادية.
(1) التشاور: من المبادرة الصينية إلى التوافق العالمي
يقصد بالتشاور أن "يتشاور الجميع لمعالجة شؤونهم"، ويشدد على الاشتراك المتساوي والتشاور المستفيض، ويبنى على أساس المساواة والإرادة الذاتية، ويعثر على النقطة المشتركة للمعرفة ونقطة التلاقي للاشتراك في التعاون ونقطة التركيز على التنمية المشتركة من خلال الحوار والتواصل المستفيض.
— إنشاء منصة وناقل دوليين للتشاور. انعقدت الدورة الأولى لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي بنجاح في بكين في مايو 2017، حضر المنتدى 29 رئيسا من رؤساء الدول والحكومات، واشترك فيه أكثر من 1600 ممثل من أكثر من 140 دولة وأكثر من 80 منظمة دولية، وتم التوصل في المنتدى إلى 279 نتيجة ملموسة من 76 نوعا من 5 أصناف، وقد تم تطبيق هذه النتائج بكاملها. وستنعقد الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في بكين في أبريل 2019. وقد أصبح هذا المنتدى منصة هامة لتعميق التواصل وتعزيز الثقة المتبادلة وتوثيق التبادل بين مختلف الدول والمنظمات الدولية المشاركة في بناء "الحزام والطريق". وانعقدت الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للواردات في نوفمبر 2018 بنجاح، اشتركت فيها 172 دولة ومنطقة ومنظمة دولية وأكثر من 3600 مؤسسة أجنبية، وأجرى أكثر من 4500 ضيف من الأوساط السياسية والتجارية والأكاديمية حوارات وتبادلات في منتدى هونغتشياو الاقتصادي الدولي، حيث نطقوا "صوت هونغتشياو". كما أقامت الصين معرض طريق الحرير وندوة التعاون بين شرق وغرب الصين والاستثمار والتجارة ومعرض الصين – الآسيان ومعرض الصين – أوراسيا ومعرض الصين والدول العربية ومعرض الصين – جنوب آسيا ومعرض الصين - شمال شرق آسيا ومعرض غرب الصين الدولي وغيرها من المعارض الكبيرة، وكلها قد أصبحت منصات هامة للتشاور والتعاون بين الصين والدول على طول "الحزام والطريق".
— تعزيز دور الآليات المتعددة الأطراف في التشاور. يواكب التشارك في بناء "الحزام والطريق" تيار العصر المتمثل في السلام والتنمية، ويتمسك بالمساواة والتشاور والانفتاح والشمول، ويعزز التعاون المتبادل المنفعة بين الدول على طول "الحزام والطريق" على أساس الآليات الدولية القائمة. تستخدم الصين بشكل مستفيض آليات التعاون القائمة المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والباسفيك ومنظمة شانغهاي للتعاون والاجتماع الآسيوي الأوروبي وحوار التعاون في آسيا والمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا وآلية الصين - الآسيان (1+10) للتعاون وآلية نهر لانتسانغ - الميكونغ للتعاون والتعاون الاقتصادي شبه الإقليمي لنهر الميكونغ الكبرى ومبادرة تومن الكبرى والتعاون الاقتصادي الإقليمي لآسيا الوسطى ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى الصين – سيلاك وآلية الصين – وسط وشرقي أوروبا 1+16 للتعاون ومنتدى التعاون في التنمية الاقتصادية بين الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ والمنتدى الاقتصادي العالمي ومنتدى بوآو الآسيوي، لإجراء الترابط والتعاون الفعلي بنشاط مع مختلف الدول على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة من أجل التشارك في بناء "الحزام والطريق".
— إنشاء آليات الحوار المزدوجة. عبر قنوات التواصل المزدوجة مثل الأحزاب السياسية والبرلمانات ومؤسسات الفكر والحكومات المحلية والشعوب والأوساط الصناعية والتجارية ووسائل الإعلام والجامعات والمعاهد العليا، تجري الصين مع الدول على طول "الحزام والطريق" تواصلات وحوارات وتبادلات وتعاونات بأشكال متنوعة بالتمحور حول التشارك في بناء "الحزام والطريق". إذ نظمت الصين عقد مؤتمر الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العالمية لتبادل الآراء بشكل عميق حول المواضيع المعنية بالتشارك في بناء "الحزام والطريق". وأنشأت الصين مع الدول المعنية، رابطة "الحزام والطريق" للتعاون بين مؤسسات الفكر وشبكة طريق الحرير الدولية لمؤسسات الفكر ورابطة مؤسسات الفكر في الجامعات والمعاهد العليا وغير ذلك على التوالي. وأنشأت المملكة المتحدة واليابان وجمهورية كوريا وسنغافورة وكازاخستان وغيرها من الدول مؤسسات لبحوث "الحزام والطريق"، وأقامت منتديات وندوات بأشكال متنوعة. وتعاونت الجامعات والمعاهد العليا الصينية والأجنبية في إنشاء مراكز البحوث وكليات التعاون والتنمية ومراكز التدريب المشتركة وغير ذلك في إطار "الحزام والطريق" لإعداد كفاءات دولية للتشارك في بناء "الحزام والطريق". وعززت وسائل الإعلام الصينية والأجنبية تبادلات وتعاونات، ورفعت قدرة الإعلام الدولي للتشارك في بناء "الحزام والطريق" من خلال إقامة منتديات وسائل الإعلام والتعاون في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والمقابلات المشتركة وغير ذلك، لتعريف المجتمع الدولي بالمعلومات المعنية بالتشارك في بناء "الحزام والطريق" في حينه.
(2) التشارك: بناء ديار متناغمة بشكل مشترك
يقصد بالتشارك أن جميع الأطراف مشاركون وبناؤون ومساهمون متساوون، ومتحملون مشتركون للمسؤوليات والمخاطر.
— إنشاء منصات التمويل للتشارك والتعاون. منذ بدء تشغيله في عام 2016، يلعب البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي دعت الصين إلى تأسيسه، دورا متزايد الأهمية في منظومة التنمية الدولية المتعددة الأطراف، وقد نال ثقة وإقرارا واسع النطاق من المجتمع الدولي. وبحلول نهاية عام 2018، ازداد عدد أعضاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية من 57 عضوا مؤسسا إلى 93 عضوا ينتشرون في مختلف القارات؛ واعتمد البنك 7.5 مليار دولار أمريكي من القروض، وحث على ما يقرب من 40 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الأخرى، وتغطي الـ35 مشروعا المعتمدة منه 13 دولة بما فيها إندونيسيا وباكستان وطاجيكستان وأذربيجان وعُمان وتركيا ومصر. ومع تأديته لمقاصده ورسالته الذاتية، يسهم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية مع البنوك التنموية الأخرى المتعددة الأطراف في التشارك في بناء "الحزام والطريق"، حتى أصبح إحدى المنصات الهامة المتعددة الأطراف لهذا الغرض. أعلنت الحكومة الصينية المساهمة بأموال قيمتها 40 مليار دولار أمريكي لتأسيس صندوق طريق الحرير في نوفمبر 2014، وأعلنت زيادة مساهمتها في هذا الصندوق بـ100 مليار يوان صيني في مايو 2017. وبحلول نهاية عام 2018، بلغت قيمة الاستثمار حسب الاتفاقيات لصندوق طريق الحرير حوالي 11 مليار دولار أمريكي، وبلغت قيمة الاستثمار الحقيقية حوالي 7.7 مليار دولار أمريكي، كما استثمر الصندوق ملياري دولار أمريكي في إنشاء صندوق التعاون الصيني – الكازاخستاني في طاقة الإنتاج. أنشأت الصين آلية العمل للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار "الحزام والطريق" في عام 2017، ووقعت على مذكرة التفاهم بشأن التعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، لتدفعا معا الاستخدام الأفضل لنمط الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المشاريع التعاونية لبناء "الحزام والطريق".
— إجراء التعاون في أسواق الأطراف الثالثة بنشاط. يعمل التشارك في بناء "الحزام والطريق" على دفع التعاون المنفتح والشامل والعملي والفعال في أسواق الأطراف الثالثة، وتعزيز تكامل المزايا بين الشركات الصينية وشركات مختلف الدول، وتحقيق الكسب المشترك المتمثل في "3<1+1+1". في عام 2018، انعقدت الدورة الأولى للمنتدى الصيني الياباني للتعاون في أسواق الأطراف الثالثة والاجتماع الثاني للجنة التوجيهية الصينية الفرنسية للتعاون في أسواق الأطراف الثالثة بنجاح. وتم تطبيق دفعة من المشاريع التعاونية مثل مشروع هينكلي بوينت للطاقة النووية في المملكة المتحدة بسلاسة، وتوصلت شركة CRRC الصينية وشركة سيمنز الألمانية إلى آراء مشتركة حول التعاون الثلاثي في بعض المشاريع الرئيسية.
(3) التنافع: إفادة جميع الأطراف المشاركة بمنافع حقيقية
يقصد بالتنافع النظر الشامل في مصالح الأطراف المتعاونة واهتماماتها معا، والبحث عن التقاء المصالح والقاسم المشترك الأكبر للتعاون، حتى تفيد نتائج التعاون الطرفين المتعاونين ومختلف الأطراف. لا يعني التشارك في بناء "الحزام والطريق" لعبة محصلة صفرية، بل هو لعبة يكسب فيها الطرفان والأطراف المتعددة وجميع الأطراف.
— إفادة الدول على طول "الحزام والطريق" بنتائج التنمية. حافظ الاقتصاد الصيني على نسبة مساهمته في نمو الاقتصاد العالمي لتكون حوالي 30% لسنوات عديدة. وفي السنوات الأخيرة، توسع الطلب الصيني على الواردات بسرعة، الأمر الذي قدم مساهمة أكبر فأكبر في ازدهار التجارة الدولية، ودفع النمو الاقتصادي في الدول المصدرة إلى الصين والواقعة على طول "الحزام والطريق". تمثل قيمة الواردات الصينية السنوية لكل من تجارة السلع وتجارة الخدمات حوالي 10% من نظيرتها العالمية، وفي عام 2018 بلغت قيمة الواردات الصينية لتجارة السلع 14.1 تريليون يوان صيني، بزيادة 12.9% عن العام السابق. وبلغ الاستثمار المباشر الصيني في الخارج 129.83 مليار دولار أمريكي في عام 2018، بزيادة 4.2% عن العام السابق، وتزداد نسبة الاستثمار المباشر الصيني في الدول على طول "الحزام والطريق" سنة بعد سنة. وفي الإطار التعاوني للتشارك في بناء "الحزام والطريق"، تدعم الصين الدول النامية العديدة في مناطق مثل آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في تعزيز بناء البنية التحتية، حتى تنتقل منافع التنمية الاقتصادية العالمية إلى هذه الدول النامية بلا توقف. وتفيد نتائج النموذج الكمي للتجارة، لفريق البحث للبنك الدولي، أن التشارك في بناء "الحزام والطريق" سيزيد الناتج المحلي الإجمالي في "الدول النامية في شرق آسيا والمحيط الهادئ" بنسبة تتراوح بين 2.6% و3.9% في المتوسط.(3)
— تحسين معيشة شعوب الدول على طول "الحزام والطريق". أدرجت الصين تقديم المساعدات في تخفيف الفقر والقضاء عليه، وفي الزراعة والتعليم والصحة وحماية البيئة وغيرها من المجالات المعنية بمعيشة شعوب الدول على طول "الحزام والطريق"، ضمن نطاق التشارك في بناء "الحزام والطريق". لقد قامت الصين بفعاليات مثل برنامج التعاون الصيني الأفريقي في تخفيف الفقر وإفادة الشعوب والتعاون النموذجي في تخفيف الفقر في شرق آسيا. ونفذت عمل سد النقص في مياه نهر الميكونغ في حالة الطوارئ بنشاط، لمساعدة الدول على طول النهر في مواجهة كوارث الجفاف، وقدمت المساعدات التقنية المعنية بالوقاية من الفيضان إلى تايلاند وميانمار وغيرهما من الدول. ووقعت الصين ومنظمة الصحة العالمية مذكرة التفاهم بشأن التعاون في المجال الصحي في إطار "الحزام والطريق"، ونفذت الصين برنامج التعاون الصيني الأفريقي في الصحة العامة وبرنامج الصين والآسيان لإعداد مائة كفاءة في الصحة العامة وغيرهما من المشاريع. وتعاونت الصين مع الدول على طول "الحزام والطريق" في إعداد آلاف العاملين في إدارة الصحة العامة والوقاية من الأمراض ومكافحتها، وأجرت الصين عمليات جراحية لاستعادة البصر لأكثر من 5200 مصاب بالمياه الزرقاء في الدول المعنية مجانا. وتقدم الصين خدمات طبية عالية الجودة كل سنة لما يقرب من 30 ألف مريض من الدول المجاورة. ونفذت الفرق الصينية للطب والعقاقير الصينية التقليدية خطة الإزالة السريعة للملاريا في دول مثل كمبوديا وجزر القمر وتوغو وسان تومي وبرينسيبي وبابوا غينيا الجديدة على التوالي.
— تشجيع انتقال ثمار الابتكار العلمي والتكنولوجي إلى الدول على طول "الحزام والطريق". وقعت الصين على 46 اتفاقا للتعاون العلمي والتكنولوجي مع الدول على طول "الحزام والطريق"، وأطلقت برنامج الشراكة العلمية والتكنولوجية بين الصين وبين كل من الآسيان وجنوب آسيا وغيرهما على التوالي، وأنشأت 5 منصات إقليمية لنقل التكنولوجيا مع الآسيان وجنوب آسيا والدول العربية وآسيا الوسطى ووسط وشرقي أوروبا، ودعت إلى إنشاء اتحاد "الحزام والطريق" الدولي للمنظمات العلمية. وتشكلت آلية التبادل العلمي والتكنولوجي والإنساني المتعددة المستويات والمتنوعة العناصر، من خلال قيام العلماء الشباب من الدول على طول "الحزام والطريق" بأعمال البحث العلمي القصيرة الأجل في الصين وتدريب العاملين في العلوم والتكنولوجيا والإدارة من تلك الدول. وفي عام 2018، استقبلت الصين 500 عالم شاب من الدول على طول "الحزام والطريق" ليقوموا بالبحث العلمي في الصين، ودربت أكثر من 1200 فرد/ مرة من العاملين في العلوم والتكنولوجيا والإدارة من تلك الدول. كما تمارس الصين بنشاط التعاون الدولي في الطيران الفضائي، وتدفع أن يكون نظام بيدو للملاحة ونظام الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا الاستشعار عن بُعد بواسطة الأقمار الاصطناعية للأرصاد الجوية وغيرها من النظم والتكنولوجيات الصينية، في خدمة أعمال البناء في الدول على طول "الحزام والطريق".
— دفع التنمية الخضراء. تلتزم الصين بـ«اتفاق باريس»، وتدعو وتدفع بنشاط أن يتغلغل المفهوم الإيكولوجي الأخضر في مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق". وقعت الصين على مذكرة التفاهم بشأن بناء "الحزام والطريق" الأخضر مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ووقعت على اتفاقيات تعاونية بشأن حماية البيئة الإيكولوجية مع أكثر من 30 دولة على طول "الحزام والطريق". وقد أصبح بناء طريق الحرير الأخضر طريقا هاما لتطبيق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030، وأنشأ أكثر من 100 شريك تعاوني من الدول والمناطق المعنية رابطة "الحزام والطريق" الدولية للتنمية الخضراء بشكل مشترك. وأثناء توليها دولة رئاسة مجموعة العشرين في عام 2016، أدرجت الصين لأول مرة موضوع المالية الخضراء ضمن جدول أعمال مجموعة العشرين، حيث تم إنشاء فريق بحث المالية الخضراء وإصدار «تقرير مجموعة العشرين الشامل عن المالية الخضراء». نفذت الصين بنشاط "برنامج رُسل طريق الحرير الأخضر"، إذ دربت 2000 فرد/ مرة من الدول على طول "الحزام والطريق". وأصدرت الصين «الآراء الإرشادية بشأن دفع بناء "الحزام والطريق" الأخضر» و«تخطيط "الحزام والطريق" التعاوني بشأن حماية البيئة الإيكولوجية» وغيرهما من الوثائق، لدفع وتطبيق المسؤولية والمعايير الخضراء للتشارك في بناء "الحزام والطريق".
(4) الرؤية: بناء رابطة المصير المشترك للبشرية
يتفق التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع الأمنية المشتركة للبشر والمتمثلة في السعي وراء المستقبل الجميل. ويعترف المجتمع الدولي بشكل متزايد بفكرة بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، والتي تدعو إليها مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق"، ويتفق بناء رابطة المصير المشترك للبشرية مع احتياجات التنمية الاقتصادية في العالم اليوم، والاتجاه العام لتقدم الحضارة البشرية. وتصبح مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" منصة هامة لممارسة بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.
— الانبثاق من الصين، ولكن الانتماء إلى العالم. يتجاوز التشارك في بناء "الحزام والطريق" الحدود بين مختلف المناطق، والمراحل التنموية، والحضارات، فهو منصة منفتحة وشاملة ومنتج عام عالمي تشترك مختلف الأطراف في بنائه. يهدف التشارك في بناء "الحزام والطريق" إلى المستقبل المشترك للبشرية، ويتمسك باللاتنافسية والعمومية إلى أقصى حد، ويواكب سعي المجتمع الدولي وراء العدالة والمساواة والانفتاح والشمول لمنظومة الحوكمة العالمية، وهو منتج عام هام تقدمه الصين إلى العالم اليوم. أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" لها نفس الهدف الكلي للأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة، فكلاهما من المنتجات العامة المقدمة إلى العالم. لا يعزز التشارك في بناء "الحزام والطريق" التبادل التجاري وتبادل الأفراد فحسب، بل يعزز التفاهم ويقلل الحواجز الثقافية بين مختلف الدول، حتى يسهم في تحقيق السلام والتناغم والازدهار في النهاية.
— تقديم الحلول الصينية لتغيير منظومة الحوكمة العالمية. تواجه العالم اليوم تحديات مثل نقص القوة المحركة للنمو وتخلف منظومة الحوكمة والاختلال في التوازن التنموي. ويجسد التشارك في بناء "الحزام والطريق" التوجيه الواضح للانفتاح والشمول والتنمية المشتركة، وهو يتجاوز الفروق في النظم الاجتماعية والثقافات، ويحترم التنوع الحضاري، ويواظب على تعايش الثقافات المتعددة، ويشدد على تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الدول المتباينة في مستوى التنمية الاقتصادية، ويعمل على تحسين ظروف التنمية وخلق فرص التنمية وتعزيز القوة المحركة للتنمية وتقاسم ثمار التنمية، ويدفع تحقيق التفاعل بين الحوكمة العالمية والأمن العالمي والتنمية العالمية، ويسعى لتسوية المشكلة الطويلة الأمد المتمثلة في ضآلة نتائج الحوكمة الأحادية.
— ربط مستقبل ومصير الدول على طول "الحزام والطريق" بشكل وثيق. تمتلك البشرية أرضا واحدة، وتعيش مختلف الدول في عالم واحد. من أجل التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه البشرية جمعاء، والسعي وراء مستقبل جميل يتحلى بالسلام العالمي والتنمية المزدهرة، ينبغي لدول العالم أن تتشارك في السراء والضراء كأنها على مركب واحد وسط العاصفة، وتبني عالما نظيفا وجميلا يتميز بالسلام الدائم والأمن الشامل والازدهار المشترك والانفتاح والشمول. تندمج في مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية مفاهيم أخرى مثل تكافل المصالح والصدى المتبادل في العواطف وتوافق القيمة والتحمل المشترك للمسؤولية والكسب المشترك للتنمية. ويدعو التشارك في بناء "الحزام والطريق" إلى الحراسة والحماية المتبادلة والتأكيد على المساواة والاهتمام بالعواطف، ويتمسك ببحث النقاط المشتركة وإرجاء نقاط الخلاف، وبالشمول والتفاهم والتواصل والحوار والتبادل على قدم المساواة، ويعتبر تنمية الآخرين فرصة له، ويدفع ترابط فرص التنمية بين الصين ومختلف الدول على طول "الحزام والطريق" وحتى العالم، ويفيد الطرفين المتعاونين ومختلف الأطراف بنتائج التنمية. لقد اكتسبت الصين خبرات كثيرة، تصلح أن تكون مرجعا، خلال العقود الأربعة من الإصلاح والانفتاح، ولا ترغب الصين في تصدير أفكارها الأيديولوجية ونمط تنميتها، بل ترغب في تقاسم خبراتها التنموية مع الدول الأخرى من خلال التشارك في بناء "الحزام والطريق"، لتبني مستقبلا جميلا مع الدول على طول "الحزام والطريق".
ثالثا، التطلع
يمر العالم اليوم بمرحلة تشهد تطورات كبيرة وتغييرات عظيمة وتعديلات ضخمة، ومازال السلام والتنمية والتعاون تيار العصر. وتطلعا إلى المستقبل، لا تواجه مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" العديد من المشكلات والتحديات فحسب، بل تتمتع بفرص وآفاق تنموية غير مسبوقة أيضا. إنها مبادرة تتعلق بأطراف عديدة، تحتاج إلى جهود متضافرة؛ وهي مبادرة ذات صلة بالمستقبل، تحتاج إلى جهود دؤوبة؛ وهي مبادرة تنفع البشرية، وتحتاج إلى عناية دقيقة. نحن على يقين بأنه مع مرور الزمن وبفضل الجهود المشتركة لمختلف الأطراف، سيتقدم التشارك في بناء "الحزام والطريق" بشكل معمق وعملي ومستقر ومستدام بكل تأكيد، ليصبح طريقا سلميا وطريقا مزدهرا وطريقا منفتحا وطريقا أخضر وطريقا مبتكرا وطريقا متحضرا وطريقا نزيها، ويدفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا يحقق المزيد من المنفعة العامة والكسب المشترك.
(1) طريق سلمي
كان طريق الحرير القديم مزدهرا في أوقات السلم ومتدهورا في فترات الحرب. فلا ينفصل التشارك في بناء "الحزام والطريق" عن بيئة سلمية ومستقرة. تدعو مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" إلى إنشاء علاقات دولية جديدة الطراز تتحلى بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون والكسب المشترك، وإنشاء الشراكة المتميزة بالحوار بدلا من المجابهة، والترافق بدلا من التحالف. ينبغي لمختلف الدول أن تحترم، بشكل متبادل، السيادة الوطنية والكرامة والسلامة الإقليمية وطرق التنمية والنظم الاجتماعية والمصالح الجوهرية والاهتمامات الرئيسية.
يعد السلام والأمن شرطا أساسيا وضمانا لدفع التشارك في بناء "الحزام والطريق". ينبغي لمختلف الدول تبني المفهوم الأمني المتمثل في التشارك والتكامل والتعاون والاستدامة، وبناء الوضع الأمني المتجسد في التشارك والتنافع. يجب التركيز على تسوية الصراعات، والالتزام بحلها سياسيا؛ والتركيز على الوساطة، والالتزام بالعدالة؛ والتركيز على دفع مكافحة الإرهاب، والتعامل مع الأشكال الظاهرة وجذورها عند حل المشكلات، والقضاء على الفقر والتخلف والظلم الاجتماعي. وينبغي لمختلف الدول أن تنبذ عقلية الحرب الباردة ولعبة المحصلة الصفرية وسياسة القوة، وتعارض بحزم الإرهاب والانفصالية والتطرف. وعليها أن تتبادل الدعم في التعامل مع القضايا الرئيسية المتعلقة بالمصالح الجوهرية، مثل السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والأمن والاستقرار. وعليها الالتزام بحل النزاعات والخلافات عبر الحوار والتشاور، وتعزيز التعاون والثقة المتبادلة، وتقليص الشكوك المتبادلة. كما ينبغي لمختلف الدول تعميق التعاون في مجالات الأمن السيبراني، ومكافحة الجريمة العابرة للأوطان، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، ومكافحة قوى "الإرهاب والانفصالية والتطرف"، والإنفاذ المشترك للقانون، وأعمال الأمن، وغيرها، في سبيل تهيئة بيئة مؤاتية للتنمية الاقتصادية الإقليمية وطمأنينة الشعوب في العيش والعمل.
ظلت الصين وستظل قوة ثابتة تحافظ على السلام الإقليمي والعالمي وتعزز التنمية المشتركة. تتمسك الصين بسلوك طريق التنمية السلمية، وتنتهج سياسة خارجية سلمية مستقلة بحزم، وتحترم الطرق التنموية والسياسات الداخلية والخارجية التي تختارها وتنتهجها شعوب مختلف الدول حسب رغبتها، ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولن تفرض إرادتها على غيرها، ولن تحقق مصالحها على حساب مصالح الدول الأخرى. ومن أجل ضمان التقدم السلس للتشارك في بناء "الحزام والطريق"، ترغب الصين في مشاركة الدول على طول "الحزام والطريق" في إنشاء آلية تسوية النزاعات وآلية الإنذار المبكر للمخاطر الأمنية والوقاية منها والسيطرة عليها، ووضع آلية العمل لمعالجة الطوارئ. إذا حدث نزاع، فيمكن للأطراف المتنازعة إجراء الاتصال والتبادل بشأن اهتمامات المصالح المتبادلة، لتقوم بالحوار بدلا من المجابهة، الأمر الذي لا يهيئ بيئة تنموية جيدة للتشارك في بناء "الحزام والطريق" فحسب، بل يدفع أيضا بناء عالم متناغم تحترم مختلف الدول المصالح الجوهرية بشكل متبادل وتحل النزاعات فيه سلميا.
(2) طريق مزدهر
تعد التنمية المفتاح العام لحل جميع المشاكل، ويركز التشارك في بناء "الحزام والطريق" على التنمية باعتبارها قضية ذات أهمية أساسية، وإطلاق القوة التنموية الكامنة لمختلف الدول، وتحقيق التكامل الاقتصادي والترابط التنموي وتشاطر ثمار التنمية. يتماشى التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع تيار التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية والتنوع الثقافي والمعلوماتية الاجتماعية، ويسعى وراء حماية المنظومة العالمية للتجارة الحرة والاقتصاد العالمي المنفتح.
تتحلى الدول على طول "الحزام والطريق" بالمزايا المتباينة في حجم السوق والموارد، فيتمتع التعاون فيما بينها بإمكانية كبيرة لتكامل المزايا وقوة كامنة جبارة وآفاق رحبة. ينبغي لمختلف الدول أن تتوصل إلى آراء مشتركة على أساس مراعاة مصالح واهتمامات مختلف الأطراف بشكل كاف، وتحول الآراء المشتركة إلى أعمال، وتحرز المزيد من النتائج العينية حسب فكرة العمل المتمثلة في ترابط الإستراتيجيات وترابط التخطيطات وترابط المنصات وترابط المشاريع، في سبيل تحقيق تكامل المزايا وتعزيز الازدهار والتنمية المشتركين.
سيواصل التشارك في بناء "الحزام والطريق" اتخاذ الترابط والتواصل كنقطة رئيسية، ويركز على الممرات والمراكز والمشاريع الحاسمة، ويعمل بقوة على تعزيز التعاون في مجالات الطرق العامة والسكك الحديدية والموانئ والطيران والطيران الفضائي وأنابيب النفط والغاز والطاقة الكهربائية والاتصالات الشبكية وغيرها، لتدفع مختلف الدول معا الترابط والتواصل الرباعي برا وبحرا وجوا وشبكيا. ترغب الصين في مشاركة الدول الأخرى في بناء ممر "الحزام والطريق" للمعلومات الفضائية. وتعمق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية مع الدول على طول "الحزام والطريق"، وتزيد حجم الأعمال الاستثمارية والتجارية الثنائية والمتعددة الأطراف. كما ستقوم الصين بالتعاون الصناعي بشكل معمق، وتتقن مع الدول الأخرى إنشاء وتشغيل حدائق التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي. وتنتهز الفرص التنموية الجديدة الناتجة عن الثورة الصناعية الجديدة، لإعداد قوة محركة جديدة ووضع صناعي جديد والحفاظ على حيوية النمو الاقتصادي. وخلال الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، ستوقع الصين مع الدول المعنية دفعة من قوائم المشاريع الرئيسية للتعاون في قدرة الإنتاج والاستثمار. وستنشئ الصين منظومة مستقرة ومستدامة وقادرة على السيطرة على المخاطر للخدمات المالية، وتبتكر أنماط الاستثمار والتمويل، وتعمم التعاون بين الحكومة والرأسمال الاجتماعي، وتبني منظومة تمويل متعددة العناصر وسوق رأسمال متعددة المستويات، وتطور الأعمال المالية ذات المنفعة العامة، وتكمل وتحسن شبكة الخدمات المالية.
(3) طريق منفتح
الانفتاح يحقق التقدم، والانغلاق يؤدي إلى التخلف. إن الانفتاح، بالنسبة إلى أي بلد، هو بمثابة خروج الفراشة من شرنقتها، على الرغم من أنه سيواجه "آلام المخاض"، لكنه سيستقبل حياة جديدة. يتخذ التشارك في بناء "الحزام والطريق" الانفتاح كموجه، ويعمل على حل مشكلات النمو الاقتصادي والتنمية المتوازنة.
يتمسك التشارك في بناء "الحزام والطريق" بالمنفعة العامة والكسب المشترك، ويعمل على إنشاء منصة تعاونية منفتحة، ويدفع تشكيل اقتصاد عالمي منفتح. إن التشارك في بناء "الحزام والطريق" هو مبادرة تدعو إلى التنمية السلمية والتعاون الاقتصادي، ولا يسعى وراء تشكيل تحالف جيوسياسي أو تحالف عسكري؛ وهو مسيرة تحقق الانفتاح والشمول والتنمية المشتركة، ولا يسعى وراء التكتل أو تشكيل "نادي الصين وأصدقائها"؛ كما أنه لا يمارس التمييز الأيديولوجي أو لعبة المحصلة الصفرية. فأي بلد مهما كان نظامه السياسي وظروفه الجغرافية ومرحلة تنميته وخلفيته الثقافية، يمكنه الانضمام إلى دائرة "الحزام والطريق"، للتشاور والتشارك والتنافع وتحقيق التعاون والكسب المشترك.
تؤيد الصين وتحمي وتعزز النظام التجاري المتعدد الأطراف، القائم على القواعد والمتمثل في الانفتاح والشفافية والشمول وعدم التمييز، وتعزز تحرير وتيسير التجارة والاستثمار، وتشارك الدول على طول "الحزام والطريق" في بناء مناطق تجارة حرة على مستوى عال، في سبيل دفع التنمية السليمة للعولمة الاقتصادية. في الوقت نفسه، يركز التشارك في بناء "الحزام والطريق" على حل عدم التوازن التنموي وصعوبة الحوكمة والفجوة الرقمية والتفاوت في توزيع الدخل وغيرها من المشكلات، لتكون فرص التنمية لدول العالم أكثر توازنا، وتتشاطر شعوبها ثمار التنمية.
خلال عملية التشارك في بناء "الحزام والطريق"، ستفتح بوابة انفتاح الصين أوسع فأوسع، وترغب الصين في إتاحة الفرص الجديدة للتنمية المشتركة لدول العالم، وتشارك مختلف الدول في تنمية الاقتصاد المنفتح المتفق مع أحوالها بنشاط، وتتقدم معها يدا بيد وبلا توقف نحو تحقيق هدف بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.
(4) طريق أخضر
تطبق مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" مفهوم التنمية الخضراء، وتدعو إلى أساليب الإنتاج والعيش الخضراء والمنخفضة الكربون والمدورة والمستدامة، وتسعى وراء تعزيز التعاون في حماية البيئة، والوقاية من المخاطر الإيكولوجية، وتعزيز الوعي المشترك والتفاهم والدعم المتبادل في مجال البيئة للحكومات والشركات والجماهير في الدول على طول "الحزام والطريق"، في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 بشكل مشترك.
ينبغي للدول على طول "الحزام والطريق" أن تكون صديقة للبيئة دائما، وتعمل على دمج الحضارة الإيكولوجية ومفهوم التنمية الخضراء في التعاون الاقتصادي والتجاري، لتشكيل وضع جيد للتنمية الخضراء يتحلى بالتكامل بين حماية البيئة والتعاون الاقتصادي والتجاري. وينبغي لمختلف الدول أن تشق، دون انقطاع، طرقا للتنمية المتحضرة تتمثل في الإنتاج المتطور والعيش الرغيد والبيئة الجيدة. وعليها أن تقوم بالتعاون في توفير الطاقة وتخفيض الانبعاث، وتواجه التغير المناخي معا. وعليها أن تضع وتطبق السياسات الداعمة للتعاون في حماية البيئة، وتعزز حماية النظم الإيكولوجية وإصلاحها. كما ينبغي لها أن تستكشف سبل تنمية المالية الخضراء، وتدمج حماية البيئة والحوكمة الإيكولوجية في المنظومة المالية الحديثة بشكل عضوي.
ترغب الصين في التعاون في حماية البيئة مع مختلف الدول على طول "الحزام والطريق"، وتعمل على توقيع وثائق التعاون بشأن بناء طريق الحرير الأخضر مع المزيد من الدول، وتوسيع التحالف الدولي للتنمية الخضراء على طول "الحزام والطريق"، وإنشاء تحالف المدن المستدامة على طول "الحزام والطريق". كما ستبني الصين دفعة من منصات التعاون الدولي للصناعة الخضراء، بما فيها القواعد النموذجية لتعاون الصناعة الخضراء، وقواعد تبادل التقنيات الخضراء ونقلها، وقواعد تعميم التقنيات النموذجية، والحدائق العلمية والتكنولوجية، وتنشئ منصة "الحزام والطريق" لسلسة التوريد الخضراء، وتقوم بالتعاون والتبادل بشأن بناء الحدائق الوطنية، لتشارك الدول على طول "الحزام والطريق" في حماية ديارنا المشتركة.
(5) طريق مبتكر
الابتكار قوة هامة تدفع التنمية. ويتطلب التشارك في بناء "الحزام والطريق" إيجاد قوة محركة من الابتكار. منذ أكثر من 5 سنوات، تحسن الصين والدول على طول "الحزام والطريق" بيئة الابتكار، وتحشد الموارد الابتكارية، وتعزز التعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، وستواصل تعزيز الدمج العميق بين العلوم والتكنولوجيا وبين كل من الصناعة والمالية.
بعد دخول القرن الـ21، دخل الابتكار العلمي والتكنولوجي العالمي فترة مكثفة ونشطة غير مسبوقة، وتقوم الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتغيرات الصناعية، بإعادة تشكيل خريطة الابتكار العالمية والهيكل الاقتصادي العالمي. يتيح التشارك في بناء "الحزام والطريق" فرصة جديدة لأن تندمج معظم الدول، التي تكون في المرحلة الأولية للتصنيع، في سلسلة الصناعة العالمية وسلسلة القيمة العالمية بشكل متساو وعقلاني. وبفضل تشاطر العناصر الأساسية والموارد المتنوعة وتنقلها وإعادة تجميعها فيما بين الدول على طول "الحزام والطريق"، يمكن لهذه الدول أن تستغل مزاياها النسبية المتفاوتة للتركيز على تطبيق وبحث التكنولوجيا المتقدمة، وبحث وتطوير المنتجات ذات التكنولوجيا العالية وتحويل التكنولوجيا العالية، لتتقدم التنمية المدفوعة بالابتكار بلا انقطاع. سيصبح التشارك في بناء "الحزام والطريق" منصة جديدة لابتكار التنمية للدول على طول "الحزام والطريق"، وقوة دافعة لتحقيق التنمية القافزة في تلك الدول، وطاقة حركية جديدة للتنمية الاقتصادية العالمية. وإن ما يجري بين الصين والدول على طول "الحزام والطريق" من التنمية المترابطة والتعاون في مواجهة التحديات، قد جعل وسيجعل مختلف الدول والطبقات والفئات من الناس يتشاطرون ثمار العولمة الاقتصادية خلال تنمية الاقتصاد العالمي المنفتح.
يعد الاقتصاد الرقمي نمطا اقتصاديا رئيسيا ظهر بعد الاقتصاد الزراعي والاقتصاد الصناعي. يشهد العالم اليوم ثورة علمية وتكنولوجية أوسع وأعمق وتغيرات صناعية، حيث تحقق تكنولوجيا المعلومات الحديثة اختراقات بلا توقف، ويتطور الاقتصاد الرقمي تطورا مزدهرا، وترتبط مصالح مختلف الدول ببعضها البعض ارتباطا أوثق. يتمسك التشارك في بناء "الحزام والطريق" بالتنمية المدفوعة بالابتكار، ويعزز التعاون بين مختلف الأطراف في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والحاسوب الكمي وغيرها من المجالات المتقدمة، ويدفع بناء البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والمدن الذكية، لربطها كطريق الحرير الرقمي للقرن الـ21. وبواسطة تنظيم العلماء الشباب من الدول على طول "الحزام والطريق" للقيام بأعمال البحث العلمي لفترة قصيرة في الصين وتدريب العاملين في العلوم والتكنولوجيا والإدارة من تلك الدول والأساليب الأخرى، تتشكل آلية متعددة المستويات والعناصر للتبادل العلمي والتكنولوجي والإنساني. وبواسطة إنشاء منصات البحث العلمي المشترك على المستوى الوطني معا، يتم تعميق آلية مستقرة وطويلة المدى للتعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، ورفع قدرة الابتكار العلمي والتكنولوجي للدول على طول "الحزام والطريق". ويتم إنشاء شبكة التعاون في نقل التقنيات على طول "الحزام والطريق"، لتعزيز التنمية الابتكارية التكاملية الإقليمية. تعتبر حقوق الملكية الفكرية ضمانا أساسيا للتنمية المدفوعة بالابتكار، وينبغي للدول على طول "الحزام والطريق" أن تحترم حقوق الملكية الفكرية، وتدفع حمايتها واستخدامها بفعالية أكبر، في سبيل بناء منظومة عالية المستوى لحماية حقوق الملكية الفكرية.
(6) طريق متحضر
يدفع التشارك في بناء "الحزام والطريق" أن يتجاوز التبادل بين الحضارات، الجفاء بينها، وأن تتجاوز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات الصدام بينها، وأن يتجاوز تعايش الحضارات الشعور بتفوق حضارة بعينها، ويحقق التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين مختلف الدول.
لقد فتح طريق الحرير القديم نافذة للتبادل بين مختلف الدول والأمم، وكتب صفحة تاريخية لتقدم الحضارة البشرية. يقدم التشارك في بناء "الحزام والطريق"، بالاعتماد على مضامينه الحضارية العميقة ومفهومه الثقافي الشامل، منصة للتقارب والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين الدول على طول "الحزام والطريق"، ويعزز التبادل العميق بين مختلف الدول ومختلف الثقافات وفئات الناس ذات الخلفيات التاريخية المختلفة، ويجعل البشر يتجاوزون الحدود بين مختلف الأمم والثقافات والنظم والأديان، ليقوموا بالتعامل والتمازج والتواصل على مستوى عال جديد، في سبيل دفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية معا. كما يدفع التشارك في بناء "الحزام والطريق" التعاون الواسع النطاق بين الدول على طول "الحزام والطريق" في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة ووسائل الإعلام والسياحة وغيرها، ويعزز التقدم المشترك للتبادلات بين الأحزاب السياسية والشباب والمنظمات الاجتماعية ومؤسسات الفكر والنساء والحكومات المحلية، وقد تشكل، بصورة أولية، وضع للتطور المزدهر المشترك للحضارات يتمثل في الوئام مع وجود التباين والتكامل المتعدد العناصر.
ترغب الصين في مشاركة الدول على طول "الحزام والطريق" والمنظمات الدولية المعنية في دفع إنشاء آلية متعددة المستويات للتعاون الإنساني، وبناء المزيد من منصات التعاون، وشق المزيد من قنوات التعاون. ستدفع الصين والدول على طول "الحزام والطريق" التعاون التعليمي، وتوسع حجم البعثات الطلابية المتبادلة، وترفع مستوى التعاون في إنشاء وتفعيل المدارس. وستتقن بناء اللجنة الدولية لتعاون مؤسسات الفكر على طول "الحزام والطريق" وتحالف التعاون الإعلامي على طول "الحزام والطريق". وستواصل حماية التراث الثقافي التاريخي، والتعاون في تقديم المساعدة في مجال الآثار، والتعاون الأثري المشترك، وتدفع التبادل والتعاون بين المتاحف، وتخلق المنتجات السياحية ذات خصائص طريق الحرير معا. كما ستكثف الاتصالات بين الأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية، وتوثق التبادلات بين النساء والشباب وغيرهم من فئات الناس، وتعزز التنمية الشاملة. وخلال الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، ستدعو الدوائر الصينية المعنية، بشكل مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إلى مبادرة "رعاية الأطفال وتشاطر ثمار التنمية وتشجيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة" للتعاون. وستطلق المنظمات الاجتماعية الصينية عمل "أسرة كبيرة على طول طريق الحرير"، في سبيل دفع أن تقوم المنظمات الاجتماعية في مختلف الدول على طول "الحزام والطريق" بالتعاون معا في مجال معيشة الشعوب. كما ستواصل الصين، قدر استطاعتها، تقديم الدعم والمساعدة للدول النامية على طول "الحزام والطريق".
(7) طريق نزيه
إن النزاهة هي "الخط الأدنى" الأخلاقي و"الخط الأحمر" القانوني للتشارك في بناء "الحزام والطريق". ينبغي للدول على طول "الحزام والطريق" بذل الجهود المشتركة في تهيئة بيئة تجارية حديثة نزيهة وعالية الفعالية، وتعزيز مراقبة وإدارة مشاريع بناء "الحزام والطريق" والوقاية والسيطرة على المخاطر الكامنة فيها، ووضع عملية تجارية معيارية وشفافة للموارد العامة. وينبغي الالتزام الصارم بالقوانين واللوائح المعنية، وإزالة إمكانية المقايضة بالصلاحيات، وبناء نظام سوق سليم أثناء عمليات مناقصة المشاريع وبنائها وتشغيلها وإدارتها وغير ذلك. ينبغي لمختلف الدول تعزيز التبادل والتعاون الدولي في مكافحة الفساد، والقيام بالتعاون في الإنفاذ القضائي للقانون على أساس «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد» وغيرها من الاتفاقيات الدولية والمعاهدات الثنائية المعنية، ودفع توقيع وتنفيذ معاهدة ثنائية لتسليم المطلوبين، واتفاق المساعدة القضائية الثنائي، في سبيل بناء شبكة أوثق وأكثر يسرا للتعاون في الإنفاذ القضائي للقانون. كما يتعين على مختلف الدول تشجيع شركاتها على تعزيز الوعي بالانضباط الذاتي، وإنشاء منظومات إدارية متفقة مع القواعد، وإعداد ثقافة النزاهة، والوقاية من مخاطر عدم النزاهة والسيطرة عليها، ومقاومة أفعال الرشوة التجارية بحزم. وينبغي للحكومات والشركات والمجتمع الدولي أن تبذل جهودا متضافرة وتتخذ إجراءات فعالة، لبناء آليات تعاونية تمنع فاسدي أي دولة ما، من دخول حدود دولة أخرى، وتعيد الأصول الناجمة عن الفساد إلى دولها الأصلية، وأن تتعاون في قطع سلسلة الفساد وبناء حواجز تكافح الفساد.
ترغب الصين في مشاركة مختلف الدول في إكمال بناء منظومة حكم القانون وآلية لمكافحة الفساد، وتحسين البيئة التجارية بلا توقف، وتوجيه ضربات متواصلة لأفعال الرشوة التجارية. كما ستعمق الصين ربط القوانين واللوائح المعنية بمكافحة الفساد، مع الدول على طول "الحزام والطريق" والتعاون العملي معها في مكافحة الفساد. ستعزز الصين التعليم والتدريب المعني بالنزاهة لشركاتها "المتجهة إلى الخارج"، وتشغيل تلك الشركات وإدارتها وفقا للقواعد. وترغب الصين في بذل جهود مشتركة مع الدول على طول "الحزام والطريق" في بناء "الحزام والطريق" كطريق نزيه.
يتقدم تيار العالم بقوة عظيمة. تتماشى مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع تيار التاريخ الرئيسي، وما تمثله المبادرة من مفهوم القيمة ومفهوم التنمية يتفق مع المطلب الداخلي لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية في العالم كله، كما يتفق مع ما ترغب فيه وتتطلع إليه شعوب الدول على طول "الحزام والطريق" من صميم قلوبها، من تشاطر فرص التنمية وخلق الحياة الجميلة. فلا شك أن التشارك في بناء "الحزام والطريق" سيبرز حيويته الضخمة وقوته الإبداعية بشكل متزايد مع مرور الزمن. وبواسطة التخطيط والتمهيد مثل "الرسم التعبيري" والتنفيذ الدقيق مثل "الرسم التفصيلي"، سيثابر التشارك في بناء "الحزام والطريق" على التقدم، ويتطور نحو الجودة العالية والمعايير العالية والمستوى العالي، ليقدم مساهمة أكبر في بناء عالم يتحلى بالسلام الدائم والأمن الشامل والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال، وفي تحقيق الأمنية الجميلة المتمثلة في إنشاء رابطة المصير المشترك للبشرية في النهاية.
(1)سوبرابها بانيا، ناديه روشا، ميشيل روتا. التأثير التجاري لطريق الحرير الجديد: تحليل بنموذج الجاذبية. مقالة 8694 لعمل بحث السياسة للبنك الدولي، يناير 2019.
(2) ماغي تشن شياو يانغ ولين تشوان هاو. الاستثمار الأجنبي عبر أنماط "الحزام والطريق"، المحددات والتأثيرات. مقالة 8607 لعمل بحث السياسة للبنك الدولي، أكتوبر 2018.
(3) فرانسوا دي سويريس. تأثير مبادرة "الحزام والطريق" على نمو ورفاهية دول شرق آسيا والمحيط الهادئ. مجموعة البنك الدولي، رقم 4 في أكتوبر 2018.
بالعربية: مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق": التقدم والمساهمة والتطلع
English: The Belt and Road Initiative Progress, Contributions and Prospects
Français: Construction conjointe de « la Ceinture et la Route » Progrès, ontribution et perspectives
Русский: ИНИЦИАТИВА СОВМЕСТНОГО СТРОИТЕЛЬСТВА «ОДНОГО ПОЯСА, ОДНОГО ПУТИ» ПРОГРЕСС, ВКЛАД И ПЕРСПЕКТИВЫ
Español: Iniciativa de construcción conjunta de la Franja y la Ruta Avances, contribuciones y perspectivas
Deutsch: Die Initiative der neuen Seidenstraße Fortschritte, Beiträge und Perspektiven