تقرير إخباري: مبادرة "الحزام والطريق" تدعم التنمية في مصر من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة
تساهم مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، في تنمية مصر من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة في مختلف المجالات مثل التشييد والطاقة والنقل والتجارة والصناعة.
وتعكس الاستثمارات والمشروعات الصينية الحالية في مصر تعاونا ملموسا ومثمرا بين الجانبين في ظل مبادرة "الحزام والطريق" بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وغيرها.
ففي مجال التشييد، يتم حاليا بناء ناطحة سحاب يتوقع أن تكون الأطول في أفريقيا بأياد صينية ومصرية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، والتي تقع على بعد حوالي 45 كم شرق القاهرة.
وتعد ناطحة السحاب، أو البرج الأيقوني الذي يبلغ ارتفاعه 385 مترا، جزءا من منطقة الأعمال المركزية التي تقوم بتنفيذها الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية (CSCEC) حيث تعمل على مدار الساعة لتسليم المشروع الذي بدأ في عام 2018 في موعده بعد أربع سنوات من بدء العمل.
ووصف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي المشروع المعماري بأنه "معجزة بكل المقاييس"، وذلك أثناء زيارته لموقع بناء البرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية الجديدة في أواخر فبراير.
كما يقوم التحالف الصيني المكون من شركتي (AVIC) الدولية القابضة والشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية المحدودة، بتنفيذ مشروع القطار السريع الذي سوف يربط العاصمة الادارية الجديدة بالمدن الجديدة الأخرى حول القاهرة.
وتتمتع مصر والصين بعلاقات متميزة تم رفعها في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وقد قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخمس زيارات على الأقل إلى الصين منذ توليه منصبه في منتصف عام 2014، ومن المقرر أن يزور بكين في وقت لاحق من شهر أبريل الجاري لحضور منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي.
وفي مجال الطاقة تعمل الشركات الصينية الكبرى حاليا على تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة في مصر.
فقد انتهت شركة (TBEA) الصينية للطاقة المتجددة مؤخرا من بناء ثلاث محطات للطاقة الشمسية بإنتاج 186 ميجاوات كجزء من مجمع بنبان للطاقة الشمسية الذي يتم إنشاؤه في محافظة أسوان جنوب مصر.
أما في منطقة الحمراوين على ساحل البحر الأحمر، فيقوم تحالف صيني يضم شركتي (دونغ فانغ) و(شانغهاي إلكتريك) ببناء أول محطة لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف بطاقة إنتاجية تصل إلى 6000 ميجاوات، ويقدر أن يتم بناء المحطة في غضون ست سنوات.
كما انتهت شركة (سينوهيدرو) الصينية من الدراسات اللازمة للبدء قريبا في بناء محطة توليد الكهرباء بالضخ والتخزين بجبل عتاقة بمحافظة السويس شرق القاهرة، بطاقة إنتاجية 2400 ميجاوات، ومن المتوقع أن تكون المحطة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية "إن شركة (سينوهيدرو) الصينية رائدة عالميا في هذا المجال ويعتبر مشروع جبل عتاقة الأول من نوعه في مصر والأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط."
وأضاف حمزة لوكالة أنباء (شينخوا) أن مصر بدأت أيضا في التعاون مع شركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء (ستيت جريد) لبناء حوالي 1210 كم من خطوط نقل الجهد العالي، إلى جانب التعاون مع الشركات الصينية الأخرى مثل (هواوي) و(ZTE) في مجال العدادات الذكية.
ووصف المسؤول المصري الصين بأنها "واحدة من أكبر الدول المتقدمة في العالم في مجال الطاقة"، مشيرا إلى أن التنسيق بين مصر والصين يتم على أعلى مستوى والتعاون بين الجانبين فعال ومثمر للغاية.
وأضاف أن "مصر تولي اهتماما كبيرا بمبادرة الحزام والطريق الصينية الهامة وتعمل بجد على تفعيلها في البلاد".
وينعكس التعاون المصري - الصيني تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق على تطور التجارة والصناعة في مصر، حيث تقوم شركة التطوير الصناعي الصينية (TEDA) بتطوير مساحة قدرها 7.23 كيلومتر مربع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في منطقة العين السخنة بمحافظة السويس.
وجذبت TEDA العديد من الشركات الصينية إلى بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، منها شركة (جوشي) الصينية العملاقة للألياف الزجاجية، والتي ساعدت مصر على أن تصبح واحدة من أكبر منتجي ومصدري الألياف الزجاجية في العالم خلال الأعوام القليلة الماضية.
واجتمع الاثنين الماضي عدد من الباحثين المصريين مع هان بينغ مستشار للشؤون الاقتصادية والتجارية بالسفارة الصينية بالقاهرة في ندوة بالقاهرة لمناقشة الرؤى المصرية حول مبادرة الحزام والطريق وأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية للدول المشاركة.
وقال محمد فايز فرحات، الخبير السياسي ورئيس برنامج الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، "إن مبادرة الحزام والطريق تختلف عن التكتلات الاقتصادية الأخرى حيث أنها الأولى من نوعها التي تربط التجارة بالتنمية".
وسجل حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر في ظل المبادرة رقما قياسيا وصل إلى 13.87 مليار دولار في عام 2018، بينما بلغت الصادرات المصرية إلى الصين 1.8 مليار دولار لأول مرة في تاريخ التبادل التجاري بين البلدين، وفقا لما ذكره هان بينغ.
وقال الدبلوماسي الصيني خلال الندوة "إن مبادرة الحزام والطريق تقوم على مبادئ التشاور والبناء والمصالح المشتركة".