دبلوماسي صيني وخبراء يناقشون الرؤية المصرية حول مبادرة الحزام والطريق وتعظيم الاستفادة منها

التاريخ: 2019-04-03 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

ناقش دبلوماسي صيني وخبراء مصريون في ندوة عقدت بالقاهرة ليلة (الإثنين - الثلاثاء) عددا من الأفكار والرؤى المصرية حول مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ العام 2013، وأهميتها الاقتصادية والإستراتيجية للدول المشاركة.

وجاءت الندوة، التي نظمتها وحدة الدراسات الصينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية تحت عنوان "مبادرة الحزام والطريق - نحو رؤية مصرية"، لمناقشة الرؤى المصرية حول المبادرة قبيل القمة الدولية الثانية لدول المبادرة المقرر انعقادها في بكين أواخر أبريل الجاري.

وقال السفير محمود علام سفير مصر الأسبق في بكين إن هذه الندوة "جاءت في وقت مهم لمناقشة موضوع بالغ الحيوية، لأنها تأتي قبل انعقاد الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور أكثر من 30 رئيس دولة بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".

وأضاف علام، وهو أحد المتحدثين الرئيسيين بالندوة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "هذا النقاش هو عصف ذهني حول خارطة طريق لمستقبل مصر في ظل مبادرة الحزام والطريق، وأنا سعيد لأن مثل هذه المناقشات حول المبادرة لا تعقدها فقط الحكومات ولكنها أيضًا محل اهتمام مراكز الأبحاث في الدول المشاركة".

وأبرز أهمية المبادرة في عملية التنمية بمصر، منوها بالمشروعات الصينية العملاقة الجاري تنفيذها في مصر مثل المشروع الحالي لبناء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى إنشاء محطات الطاقة وغيرها من مشروعات البنية التحتية.

واختتم علام قائلا "هذه المبادرة ولدت لكي تبقى".

وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في أواخر العام 2013 إلى التعاون والكسب المشترك في مجالات التنمية بين الدول المشاركة من خلال الشراكات الاقتصادية والتجارية ومشروعات البنية التحتية، بالإضافة إلى التفاعل والتبادل الثقافي بين الشعوب في ظل المبادرة.

وتشير المبادرة إلى إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط آسيا بأوروبا وإفريقيا.

وقال الدكتور محمد فايز فرحات، الباحث السياسي ورئيس برنامج الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة أدى إلى اتفاق الجانبين على مهمة استراتيجية مشتركة لتعزيز التنمية الاقتصادية في مصر، منوها بالاستثمارات الصينية الضخمة الحالية في البلاد.

وقال فرحات لـ((شينخوا))، "إن مبادرة الحزام والطريق مختلفة عن التكتلات التجارية والاقتصادية الأخرى حيث إنها تربط التجارة بالتنمية"، مشددا على أن موقع مصر الاستراتيجي ووجود قناة السويس كممر مائي حيوي بها يجعلها نقطة محورية في الجانب البحري من المبادرة".

وأوضح الباحث المصري أن المبادرة لها أوجه ومجالات مختلفة للتعاون، مثل تنسيق السياسات الاقتصادية وإنشاء مشروعات البنية التحتية والمناطق الاقتصادية والتجمعات الصناعية والتعاون المالي بين البنوك المركزية وكذلك التبادل الثقافي بين الدول المشاركة.

وأكد المتحدثون بالندوة، على الجهود التي تبذلها الصين لتعزيز المبادرة من خلال إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والمؤسسات المالية الأخرى، بالإضافة إلى اتفاقيات تبادل العملات بين الصين والعديد من دول المبادرة.

فيما تناولت الباحثة أميرة عبدالحكيم، المرجعية التاريخية للمبادرة، والمسارات والممرات الخاصة بالمبادرة، وأهم النجاحات التي حققتها، وكذلك التحديات والصعوبات التي تواجه المبادرة، وكيفية مواجهة هذه التحديات.

بدوره، أعرب هان بينغ، الوزير المفوض الاقتصادي والتجاري بالسفارة الصينية بالقاهرة، خلال الندوة عن سعادته لحضور هذا النقاش، مشيدا بتبادل الآراء حول مبادرة الحزام والطريق ومدى ارتباط استراتيجيات التنمية بين الصين ومصر.

وأوضح أن مبادرة الحزام والطريق تسعى إلى تعزيز التعاون العملي لخلق فرص تنموية جديدة لشعوب الدول المشاركة.

واستشهد هان بالعديد من الاستثمارات الصينية في مشروعات التنمية والبنية التحتية بمصر، منوها بأن التبادل التجاري بين الصين ومصر سجل رقما قياسيا بلغ 13.87 مليار دولار في العام 2018، مع وجود زيادة في الصادرات المصرية إلى الصين لتصل إلى 1.8 مليار دولار لأول مرة في تاريخ التبادل التجاري بين البلدين.

وأكد الدبلوماسي الصيني للحضور، "أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تقوم على مبادئ التشاور المشترك والبناء المشترك والمصالح المشتركة". 

تحرير: تشي هونغ