زيارات شي المثمرة تدعم علاقات الشراكة مع أوروبا
قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن أول جولة خارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ في 2019، رفعت علاقات الصين مع إيطاليا وموناكو وفرنسا إلى مستوى جديد، وضخت قوة دافعة جديدة في علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأوروبا.
وأضاف وانغ، أنه في الوقت الذي يمر فيه العالم بتغيرات عميقة لم يشهد لها مثيل خلال قرن، كانت جولة شي في أوروبا التي أشاد بها المجتمع الدولي، قد تركزت بالأساس على تعميق علاقات شراكة التعاون وتحسين الحوكمة العالمية ودعم التعددية، ما يظهر إحساس الصين بمسؤوليتها كدولة كبرى.
وأشار وانغ إلى أنه خلال ستة أيام، حضر الرئيس الصيني أكثر من 40 حدثا خلال زيارته إلى خمس مدن، من بينها روما وباليرمو وموناكو ونيس وباريس، مضيفا أنها جولة الصداقة والتعاون والاستكشاف، التي حققت نتائج مثمرة.
الصداقة والمنفعة المتبادلة
يوافق هذا العام الذكرى الـ15 لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيطاليا، وسوف يشهد العام القادم الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا.
وخلال اجتماع مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء جوزيبي كونتي، اتفق شي معهما على تكثيف التبادلات رفيعة المستوى وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة ورفع العلاقات الثنائية، بحسب وانغ.
وتابع وانغ قائلا إن هذا العام يوافق الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. وخلال اجتماعات بين الجانبين، اتفق شي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء إدوارد فيليب على صياغة علاقات شراكة استراتيجية شاملة تكون أكثر صلابة واستقرارا وحيوية بين الصين وفرنسا، ومواصلة استكشاف سبيل التواصل بين الدول الكبيرة، الذي يتسم بالاستقلال والتفاهم المتبادل والبصيرة والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع.
وفي البيان المشترك الذي أصدرته الصين وفرنسا حول الحماية المشتركة للتعددية وتحسين الحوكمة العالمية، تعهد الجانبان ببناء علاقات دولية تتسم بالاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والتعاون المربح للجانبين على أساس احترام القوانين الدولية والمبادئ الأساسية للمعايير الدولية.
وتحدث وانغ عن زيارة شي إلى موناكو، قائلا إن قائدي البلدين اتفقا على الالتزام الحازم بالاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية والتمسك بالانفتاح والتعاون والسعي لتحقيق نتائج مربحة للجانبين من أجل دفع العلاقات بين الصين وموناكو إلى دخول عصر جديد.
وخلال محادثات شي مع الأمير ألبيرت الثاني، أمير إمارة موناكو، قال الرئيس الصيني إنه يتعين على الجانبين الالتزام بالانفتاح والتعاون والسعي لتحقيق المزيد من النتائج مربحة للجانبين، مضيفا أن الصين ترحب بمشاركة موناكو بشكل فعال في التنمية المشتركة للحزام والطريق.
بناء الحزام والطريق وتعميق التعاون العملي
أشاد وانغ بتفكير الحكومة الإيطالية المدروس وروحها البراجماتية، في قرارها بشأن تأييد مبادرة الحزام والطريق، قائلا إن شي وماتاريلا اتفقا على أن الصين وإيطاليا، الواقعتين على طرفي طريق الحرير القديم، هما شريكتان طبيعيتان في بناء الحزام والطريق.
وقال كونتي إن مبادرة الحزام والطريق سوف تجلب فرصا عظيمة لإيطاليا. واتفق أيضا على حضور منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي الذي سيعقد في بكين الشهر القادم، وفقا لوانغ.
وكانت فرنسا واحدة من أوليات الدول الأوروبية التي أعربت عن استعدادها للمشاركة في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. وخلال زيارة شي إلى فرنسا، وقع البلدان اتفاقيات حول الدورة الثالثة من المشروعات النموذجية المتعلقة بالمبادرة في أسواق طرف ثالث وبدأ البلدان إنشاء صندوق لسوق طرف ثالث، وفقا لوانغ.
وخلال الجلسة الختامية لمنتدى عن الحوكمة العالمية استضافته الصين وفرنسا، قال ماكرون إن مبادرة الحزام والطريق مهمة ويمكنها لعب دور مهم في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في العالم، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يستطيع مواءمة استراتيجيته للتنمية مع مبادرة الحزام والطريق بطريقة مبتكرة ودعم الارتباط في أوراسيا بشكل مشترك.
دعم العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي
وقال وانغ إنه بعد الزيارات التي قام بها شي إلى اسبانيا والبرتغال في أواخر 2018، جاء إلى أوروبا مرة أخرى في أول رحلة يقوم بها للخارج هذا العام، ما يبرهن على الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لأوروبا.
وأشار شي إلى الحاجة الملحة لعلاقات مستقرة واستراتيجية ومتبادلة النفع بين الصين والاتحاد الأوروبي، في عالم يشهد تحولات غير مسبوقة.
وقال وانغ إن شي أجرى خلال زيارته، اتصالات معمقة، مع القادة الأوروبيين لمناقشة التعاون في الشؤون الدولية وتوصلوا إلى توافقات مهمة حول التمسك بالتعددية ونبذ الانعزالية والخطوات الأحادية.
وأضاف وانغ أن شي والقادة الأوروبيين اتفقوا على دعم التنسيق والتعاون في إطار منظومة الأمم المتحدة وإفساح المجال كاملا أمام الدور البناء للآليات متعددة الأطراف على المستويين العالمي والإقليمي، مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الـ20 والاتحاد الأوروبي، والإسهام بنشاط في حل النزاعات الدولية ومكافحة التغير المناخي ودعم التنمية المستدامة.
وأشار شي في خطابه الرئيسي في منتدى الحوكمة العالمية، إلى "أربعة أوجه للعجز" في الشؤون العالمية، من بينها عجز الحوكمة وعجز الثقة وعجز السلام وعجز التنمية. ولمواجهة أوجه العجز هذه، اقترح شي نهجا من أربعة محاور، العدالة والمعقولية، والتشاور والفهم، والجهود المشتركة والمساعدة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، وفقا لما قال وانغ.
وقال شي إنه من المستحسن اتباع نهج يحركه الابتكار، ومنسق بشكل جيد ومتداخل، وعادل وشامل، وصياغة نموذج للنمو يتسم بالحيوية، ونموذج للتعاون يتسم بالانفتاح والنتائج المربحة للجميع، ونموذج للتنمية يتسم بالتوازن والمنافع المشتركة، حتى يستطيع الناس في أنحاء العالم تقاسم منافع العولمة الاقتصادية.
تشارك الفرص
يوافق هذا العام الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وفقا لما قال وانغ.
وشرح شي لقادة أوروبا خلال زيارته، استنادا للدورتين السنويتين اللتين تم اختتامهما في وقت سابق من هذا الشهر في الصين، الأداء الجيد للاقتصاد الصيني الذي تغلب على تحديات كثيرة في 2018.
وقال وانغ إن شي شرح أيضا قانون الاستثمار الأجنبي الذي اعتمد مؤخرا، مؤكدا أنه من الضروري استخدام وسائل قانونية من أجل حماية أفضل لحقوق الملكية الفكرية وجذب الاستثمار الأجنبي.
وأشار شي إلى أن الصين سوف تواصل دعم عملية الإصلاح والانفتاح الشاملة ودعم تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، حتى يستطيع الأصدقاء الأوروبيون تقاسم فرص تنمية الصين بشكل أفضل.
وقال القادة الأوروبيون، إنهم سعداء برؤية تنمية أكبر في الصين وإن الاتحاد الأوروبي يرحب باستعداد الصين لتقاسم فرص التنمية بها.
وأضافوا أن الشركات الصينية محل ترحيب للاستثمار في الدول الأوروبية، وأنهم لن يتبنوا تدابير تقييدية ضد شركات محددة كما أنهم مستعدون لتوفير بيئة أعمال عادلة ومفتوحة وشفافة لجميع الشركات الأجنبية.
كما حضرت بنغ لي يوان زوجة الرئيس شي، خلال هذه الزيارة، عددا من الأحداث التي تهدف إلى تعميق التبادلات الثقافية والتعليمية بين الصين والدول الأوروبية.
وتمت دعوة بنغ كمبعوثة خاصة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لدعم تعليم الفتيات والنساء، لزيارة مقر اليونسكو في باريس.
وقال وانغ إن زيارة بنغ ألقت الضوء على صورة الصين كدولة كبرى، جادة في العمل ومسؤولة وتشارك بنشاط في التعليم الدولي والمساواة بين الجنسين وشؤون أخرى.