تقرير إخباري: خبراء مصريون يطالبون بالاستفادة من التجربة الصينية في الصناعات الثقافية ويعتبرونها "ملهمة"

التاريخ: 2019-02-26 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

أكد خبراء مصريون على أهمية التجربة الصينية في مجال الصناعات الثقافية، معتبرين إياها تجربة "ملهمة".

وطالبوا بالاستفادة من هذه التجربة المهمة، وضرورة تغيير النظرة للثقافة لكونها عنصرا ترفيهيا ونخبويا، بل لكونها مصدرا ورافدا مهما من مصادر الدخل القومي.

وأقامت وحدة الدراسات الصينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية مؤخرا ندوة بعنوان "الصناعات الثقافية.. قراءة في التجربة الصينية" للتعرف على التجربة الصينية في النهضة الثقافية، بمشاركة عدد من الخبراء والمهتمين والعاملين بالمجال الثقافي بمصر على المستويين الرسمي والشعبي.

وكشف المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة، شي يوه وين، أن "الصين قبل 20 عاماً أدخلت الصناعات الثقافية ضمن خططتها الشاملة للتنمية التي يتم وضعها كل خمس سنوات لضمان خطة تنمية الصناعات الثقافية، ونهضتها فضلا عن خطط تنمية طويلة المدى أيضا".

وقال شي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "معدل الزيادة السنوية في الدخل الخاص بالصناعات الثقافية يزيد بمعدل 20 بالمائة سنويا، بعدما باتت أكثر شعبية وانتشارا، وتم استغلال الثورة الرقمية لدعم هذه الصناعات ليتم تداولها بشكل رقمي في مجال الكتب والفن والموسيقى".

وتابع "في الولايات المتحدة الأمريكية تساهم الصناعات الثقافية بنسبة 20 بالمائة من الدخل القومي، لذلك نحاول تطوير الصناعات الثقافية في شتى المجالات مثل السينما والفنون ونشر الكتب، ففي عام 2018 أدخلت السينما الصينية 60 مليار يوان صيني، وكانت الصين قبل أعوام تنتج 30 فيلما سنويا والآن تنتج كل عام 600 فيلم روائي طويل".

وأوضح أن الصين تدرك جيدا أن الصناعات الثقافية نقطة مهمة جدا لجذب المستثمرين الدوليين، وسنت القوانين اللازمة لدعم هذه الصناعات وحماية الملكية الفكرية، إلى جانب دعم أنشطة السياحة والترويج لها، التي تمثل جزءا لا يتجزأ من صناعة الثقافة".

من جانبه، قال عماد الأزرق رئيس وحدة الدراسات الصينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، إن "الصين نجحت في تغيير المفهوم حول الصناعات الثقافية وتحويلها لقطاع اقتصادي يساهم بنحو خمسة بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي، وبحسب مصلحة الإحصاء الصينية فإن الصناعات الثقافية ساهمت بنحو 640 مليار دولار في الستة أشهر الأولى من عام 2018 في الصين".

وأضاف الأزرق لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "مصر تمتلك إبداعا وتراثا وخبرات، لكن الصين نجحت في ضخ هذه الخبرات والمهارات وحشدها في إطار اقتصادي وثقافي واجتماعي عبر مشروع مجتمعي كبير".

بدوره، أكد أحمد السعيد، رئيس مؤسسة بيت الحكمة للإعلام والصناعات الثقافية، أن "الصين معجزة العالم في القرن العشرين والقرن الحالي، وهي تركز في الصناعات الثقافية على الهوية وتحرص على خلق الشغف بها، وأنشأت خمسة مناطق حرة للتجارة الثقافية بين دول العالم".

وقال السعيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الصين تتجه لمواجهة السينما والدراما الأميركية من داخل هوليوود حيث كان إنتاج فيلم (ميغ) إنتاجا صينيا بالكامل مع اشتراك بطلة صينية فيه، وهو فيلم حطم الإيرادات، وحاليا تتم ترجمة ودبلجة عدة مسلسلات صينية للتلفزيون المصري وتلفزيون أبوظبي".

ونوه إلى دعم الحكومة الصينية للنشر الإلكتروني الذي يزيد بنسبة 17 بالمائة سنويا، حيث يتم إطلاق منصات جديدة للنشر، وظهر (أدب الإنترنت) بالتوازي مع المنتج المطبوع.

وتابع السعيد قائلا "لا بد أن تكون لدينا خريطة ثقافية للمنتجات التي تقدمها كل منطقة في مصر وكذلك الدول العربية".

وعن أهم عناصر الصناعات الثقافية، أكد رجل الأعمال الصيني صالح ما، رئيس شركة ((وان مينا)) لتطبيقات الإنترنت، أن "الفترة الذهبية للصناعات الثقافية في الصين بدأت عام 2016، ونتيجة إطلاق الموارد الثقافية وإتاحة الفرصة للمبدعين والمبتكرين حققت الصين قفزات كبرى في هذا المجال".

وأشار لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن شركة ((وان مينا)) التي بدأت عام 2017 برأسمال مليون ونصف مليون دولار، أصبح لديها الآن 490 مليون مستخدم عربي ومن شمال أفريقيا، وتقدم خدمات باللغة العربية على أجهزة المحمول، ولديها فروع في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والصين وتبلغ قيمة الشركة الآن 120 مليون دولار أمريكي.

تحرير: تشي هونغ