تقرير سنوي: مبادرة الحزام والطريق تحدث فارقا في منطقة آسيا-الباسيفيك

التاريخ: 2018-12-28 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

دخلت مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين، عامها الخامس هذه السنة 2018، موفرة زخما جديدا للتنمية الاقتصادية والتكامل في منطقة آسيا-الباسيفيك، ومحققة في الوقت نفسه منافع ملموسة للناس على طول طريقها.

هذه المبادرة التي اقترحت عام 2013، تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط آسيا بأوروبا بأفريقيا، على طول طرق الحرير القديمة.

التقدم الكبير في مجال الترابط

خلال عام 2018، تحققت سلسلة من المنجزات الهامة في تطوير العديد من مشاريع البنى التحتية للترابط، ضمن مبادرة الحزام والطريق.

في مطلع ديسمبر، تم بنجاح نصب أول رافدة داعمة على شكل حرف تي(T) في العاصمة اللاوسية فينتيان، ضمن مشروع السكك الحديدية بين الصين ولاوس. وتمثل علامة بارزة تدل على أن البناء قد انتقل من مرحلة البنية التحتية الى مرحلة البنية الفوقية، وفقا لمنفذ المشروع، الفريق الثاني من المجموعة الصينية لإنشاءات السكك الحديدية.

إن إنشاء خط السكك الحديدية الصين-لاوس، وهو أول خط خارجي يرتبط مع منظومة السكك الحديدية الصينية، يبدأ من بلدة بوتيين، شمال لاوس على الحدود مع الصين، ويرتبط مع خط السكك الحديدية يوتشي-موهان بمقاطعة يوننان الصينية شمالا، ثم يصل إلى العاصمة اللاوسية فينتيان بالجنوب.

ومن المتوقع افتتاحه في نهاية 2021، مقللا وقت السفر بين كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان، وفينتيان، إلى نصف يوم.

وهناك مشروع رئيسي آخر ضمن مبادرة الحزام والطريق، هو القطار الفائق السرعة بين جاكرتا-باندونغ في اندونيسيا، وقد دخل أيضا مرحلة الإنشاء الشاملة في يونيو هذا العام.

لقد تم وضع ترخيص المشروع وتمويله والأرض المخصصة له، موضع التنفيذ، وحققت أعمال بناء 22 عملا للسيطرة، اختراقا، وفقا لشركة إنشاءات السكك الحديدية الصينية.

هذا المشروع البالغ طوله 142.3 كم سيربط العاصمة الاندونيسية جاكرتا مع باندونغ حاضرة مقاطعة جاوا الغربية، في الجنوب الشرقي لاندونيسيا. وبسرعتها البالغة 350 كم/ساعة، بإمكان هذه القطارات المتمتعة بالتكنولوجيا الصينية للقطارات فائقة السرعة، بإمكانها أن تقصر وقت السفر بين المدينتين إلى 40 دقيقة، بعد أن كان أكثر من 3 ساعات.

حاليا، هناك أكثر من 2000 عامل محلي يعملون في هذا المشروع، ويتوقع أن العدد سيزداد أكثر، وفقا لشركة الإنشاءات الصينية.

في الوقت نفسه، يتم إكمال سلسلة من مشاريع البنية التحتية الهامة على طول الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وهو مشروع كبير رائد ضمن مبادرة الحزام والطريق.

هذا الممر الاقتصادي يربط بين مدينتي كراتشي وبيشاور، ويمر عبر مقاطعات مأهولة هي البنجاب والسند، ويركز على مجالات الطاقة والنقل والتعاون الصناعي، وإنشاء ميناء غوادر، ويسعى لتوسيع التعاون ليشمل مجالات التمويل والعلوم والتكنولوجيا والتعليم، والقضاء على الفقر، والتخطيط الحضري.

فوائد ملموسة للناس

في أغسطس من هذا العام، افتتح جسر الصداقة الصينية-المالديفية، أمام حركة النقل. وهو الأول من نوعه على البحر في المالديف، وهو أيضا مشروع إيقوني بين البلدين، ضمن بنائهما المشترك لطريق الحرير البحري للقرن الـ21.

هذا الجسر البالغ طوله 2كم، والذي يربط ماليه، عاصمة المالديف، وجزيرة هولهولي المجاورة، حيث يقع المطار الدولي الرئيسي للبلاد، يساعد المحليين والسياح في التنقل بين الجزيرتين بريا، خلال 5 دقائق.

قالت الطالبة المحلية عائشة "كانت الرحلة البحرية بين الجزيرتين تتأثر بالعديد من العوامل مثل الجو. وكنت غالبا ما أواجه صعوبات في الوصول إلى مدرستي في ماليه في الوقت المحدد. كنت أقلق جدا على وصولي بالوقت المناسب، بسبب تقلبات الجو".

ولكن أصبح بإمكان عائشة الآن أن تركب الدراجة النارية لوالدها، وتصل إلى المدرسة عبر هذا الجسر، خلال 10 دقائق.

وقالت "الوصول خلال 10 دقائق كان مستحيلا قبل بناء هذا الجسر وفتحه أمام حركة المرور".

وهناك رجل محلي آخر في جزيرة هولهولي يدعى ريهيندي رابندان، وهو صاحب مطعم هناك، قال إن الجسر قد ساعد في زيادة أعمالهم وجلب المزيد من الزبائن للمطعم.

وأوضح قائلا "خلال عطلة نهاية الأسبوع، يأتي العديد من الناس من ماليه، لتناول العشاء هنا، والعاملون بالمطعم منهمكون بالعمل. وهناك طلبات تأتينا من ماليه، ونلبيها خلال 10 دقائق".

آفاق أكثر إشراقا للروابط الاقتصادية

في الوقت الذي تعتبر فيه الصين مساهما رئيسيا للتنمية الاقتصادية في العالم، يمكن لمبادرة الحزام والطريق أن تساعد في تعزيز الروابط بين الأعضاء العشرة في رابطة دول جنوب شرقي آسيا(آسيان)، وجنوبي آسيا والصين، وفقا لما قالته مؤسسة ((ستاندرد تشارترد)) للبحوث، في تقرير نشرته في أكتوبر.

لقد أسهمت مبادرة الحزام والطريق في تحقيق فوائد هامة بين الدول بالمنطقة، ملبية الكثير من الاحتياجات في مجالات البنية التحتية، وموفرة إمكانيات الصين وتجاربها في مجالات البناء الواسعة، وفقا للتقرير.

قال رئيس الوزراء النيبالي كيه. بي. شارما اولي، إن "التعاون التجاري والترابط سيخلقان المزيد من فرص الأعمال للناس، والكثير من الفرص التجارية المتنوعة، بما يعزز الإنتاجية لعموم الاقتصاد. إنها عوامل حيوية للتعاون الاقليمي المستدام عموما".

لقد وقعت النيبال والصين في عام 2017، مذكرة تفاهم حول التعاون الثنائي، ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق.

وقال أولي في سبتمبر "في الوقت الذي ينتقل فيه تركيز التنمية الاقتصادية إلى آسيا، يمكن لهذه المبادرة أن تكون محركا لموجة جديدة من العولمة".

في الوقت نفسه، تعتبر مبادرة الحزام والطريق بالنسبة للعديد من الدول الجزرية في الباسيفيك، منصة يمكن من خلالها تحقيق ترابط أفضل مع الاقتصاد العالمي.

لقد انضمت بابوا غينيا الجديدة، التي استضافت لقاء زعماء منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك(أبيك) هذا العام، انضمت إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وأصبحت أول بلد من جزر الباسيفيك، يوقع مذكرة تفاهم في يونيو مع الصين للتعاون ضمن المبادرة.

قال رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة، بيتر أونيل، في حديث مع ((شينخوا)) مؤخرا إنه "بالنسبة للدول النامية بالعالم، مثل بابوا غينيا الجديدة، تعتبر مبادرة (الحزام والطريق) مبادرة رائعة لأنها تسهل الوصول للدعم المالي وإمكانيات تشييد البنى التحتية، التي نطورها مع الصين حاليا. إنها تمكن من فتح الأسواق وتحسين مستويات حياة شعبنا".

وفي نوفمبر، وقعت الدولة الاستوائية فيجي، مذكرة تفاهم مع الصين، حول التعاون ضمن المبادرة.

قال كيشمير ماكون، وهو أستاذ محاضر في معهد الاقتصاد بالجامعة الوطنية في فيجي، في حديث مع ((شينخوا)) في وقت سابق، إن مبادرة الحزام والطريق "مهمة جدا للتنمية المستقبلية في العالم، وخاصة للدول النامية الصغيرة، البعيدة والمتأخرة في تنميتها الاجتماعية والاقتصادية، وتتطلع إلى مجالات ودعم لربط نفسها مع بقية العالم".

تحرير: تشي هونغ