مقالة خاصة: المجمعات الصناعية ومناطق التجارة الحرة التي تبنيها الصين في أفريقيا تضخ زخما جديدا للتصنيع في القارة
الشابة ماستيوال تسيغايا، خريجة جامعة اربا مينش في أثيوبيا، هي واحدة من العديد من الشباب الأثيوبيين العاملين في مجمعات صناعية لشركات صينية في أثيوبيا.
وبعد فشلها لأكثر من سنة في الحصول على عمل وفقا لتخصصها الجامعي، حصلت هذه الشابة أخيرا على عمل في مصنع هواجيان للأحذية، في المنطقة الصناعية الشرقية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول الأفريقية لدفع التصنيع، تسهم المجمعات الصناعية ومناطق التجارة الحرة التي تبنيها الصين في القارة الأفريقية، في ضخ زخم حيوي يدفع المسيرة الاجتماعية والاقتصادية في القارة، ويسهم بعضها بشكل واضح في دفع التصنيع وخلق فرص العمل.
--توفير فرص العمل، ودفع التنمية الاقتصادية
قالت الشابة تسيغايا لـ((شينخوا)) "إن مصنع (هواجيان) ينتج أساسا أحذية نسائية، وهو أمر يثير اهتمامي".
وأضافت أنها "ممتنة جدا" للشركات الصينية التي توفر لها وللشباب الآخرين، فرص العمل.
تقع المنطقة الصناعية الشرقية على بعد 40 كم جنوبي العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وقد بُنيت ويتم تشغيلها من قبل شركات صينية، وتعتبر على نطاق واسع كمؤشر هام لتطور وتنمية المجمعات الصناعية في أثيوبيا.
في وقت سابق من هذا الشهر، وبدعوة من رئيس الوزراء الأثيوبي آبيي أحمد، توجه رئيس جيبوتي اسماعيل عمر جيله والرئيس السوداني عمر البشير إلى بلدة جيما غربي اثيوبيا، حيث افتتح الزعماء الثلاثة مجمع جيما الذي بنته الصين، على بعد نحو 350 كم غربي العاصمة الأثيوبية.
وخلال المراسم، قال أحمد إن هذا المجمع سيساعد في عملية التصنيع لغربي اثيوبيا، ويخلق الكثير من فرص العمل للشباب الاثيوبيين.
ووفقا لهيئة تطوير المجمعات الصناعية الاثيوبية، فإن المجمع، حال تشغيله بالكامل، سيخلق نحو 12 ألف فرصة عمل مباشرة للاثيوبيين. وهذا المجمع هو الصناعي الأول في البلاد الذي يوفر أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمحليين.
وبفضل التصنيع المدفوع بالمجمعات الصناعية، ظل الناتج المحلي الإجمالي في اثيوبيا عند معدل نمو بنحو 10 بالمائة بين عامي 2008 و2017، خالقا معجزة اقتصادية في القارة الافريقية.
في الوقت نفسه، تسهم مناطق التجارة الحرة والمجمعات الصناعية في كل من جيبوتي ونيجيريا وجنوب أفريقيا، أيضا في خلق فرص العمل للسكان المحليين، وتدفع التنمية الاقتصادية لهذه الدول.
--المجمعات الصناعية تزداد في اثيوبيا
باعتبارها ثاني بلد افريقي من حيث عدد السكان، تتمتع اثيوبيا بقوى عاملة واسعة. وأكثر من 70 بالمائة من مجموع سكانها الـ100 مليون، هم تحت سن 30 عاما.
وفي وقت يسعى فيه هذا البلد في شرق افريقيا لاستكشاف السبل لتحقيق الاستفادة التنموية من الهيكل السكاني، مع تحويل اقتصاده الذي تطغي عليه الزراعة إلى محور تصنيعي لافريقيا، اعتُبر النموذج الصيني لتطوير وتنمية المجمعات الصناعية خيارا مفضلا.
حاليا، هناك 15 مجمعا صناعيا في أنحاء اثيوبيا، معظمها بني من قبل شركات صينية. وهناك 6 منها بدأت التشغيل الرسمي خلال السنوات القليلة الماضية، جاذبة عددا كبيرا من الشركات المتعددة الجنسيات من الصين والهند وكوريا الجنوبية، وبلدان أخرى.
وتصدر اثيوبيا حاليا الأحذية المنتجة في مصنع هواجيان إلى أسواق أوروبا وأمريكا، في حين أن الكثير من سيارات الأجرة في شوارع العاصمة الاثيوبية ومدن أخرى، تم تجميعها في شركة ليفان للسيارات.
--المجمعات الصناعية ومناطق التجارة الحرة تتجذر في افريقيا
وإلى جانب اثيوبيا وجيبوتي وكينيا ونيجيريا وجنوب افريقيا، تمد المجمعات الصناعية ومناطق التجارة الحرة التي تبنيها الصين، والتي تعتبر عاملا رئيسيا لجذب المستثمرين، تمد جذورها في العديد من الدول الافريقية الأخرى.
لقد افتتحت في يوليو منطقة تجارة حرة بنتها الصين في جيبوتي، هذا البلد الذي يضم نحو مليون نسمة.
وفي موقع العمل لمنطقة التجارة الحرة هذه، ينتصب مبنى مكاتب حديث عال، وتم أيضا إكمال بناء مخازن على مساحة 70 ألف متر مربع، وأفنية خزن على مساحة 65 ألف متر مربع.
وفي نيجيريا، غربي افريقيا، يجري العمل على قدم وساق لإنشاء منطقة ليكي للتجارة الحرة، وهي منطقة يتم الاستثمار فيها وبناؤها وتشغيلها من قبل شركة ليكي لتطوير مناطق التجارة الحرة.
وتعتبر جنوب افريقيا منصة هامة للمستثمرين لدخول الاسواق الافريقية لأنها واحدة من الدول المتطورة في المنطقة. في عام 2013، قامت شركة الالكترونيات الصينية(هايسنس) وصندوق التنمية الصيني-الافريقي، بضخ 383 مليون راند جنوب افريقي (نحو 33 مليون دولار امريكي)، لبناء مجمع لتصنيع الأجهزة المنزلية في منطقة اتلانتيس، على بعد 50 كم غربي كيب تاون.
وتظهر آخر الإحصاءات أن حصة مبيعات أجهزة التلفزيون من ماركة (هايسنس) المنتجة في هذا المجمع الصناعي، قد بلغت 25.1 بالمائة، وهي الأولى في السوق. وتليها مبيعات الثلاجات من نفس الماركة بحصة سوق تبلغ نحو 24.2 بالمائة من إجمالي حصة السوق. وحتى يوليو هذا العام 2018، بلغت إمكانية (هايسنس) للإنتاج السنوي لأجهزة التلفزيون نحو 400 ألف وحدة، ونفس إمكانية الإنتاج للثلاجات.
لقد اشاد ابراهيم رسول، رئيس فريق حملة الكاب الغربي، لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب افريقيا، أشاد بالاستثمار الصيني في المجمع، وقال إن التعاون المتبادل المنفعة بين الصين وجنوب افريقيا في هذا المجمع، يثير إعجاب الجميع.