الصين وإسبانيا تتفقان خلال زيارة شي على النهوض بالعلاقات

التاريخ: 2018-11-30 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

اتفقت الصين وإسبانيا يوم الأربعاء على البناء على الذكرى الـ45 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما من أجل النهوض بشكل مشترك بتطوير العلاقات وتحقيق مزيد من النفع للشعبين.

جاء هذا التوافق خلال اجتماع بين الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

وقال الرئيس شي إنه سعيد للغاية بزيارة إسبانيا للمرة الأولى في أعقاب إعادة انتخابه رئيسا للصين في مارس من العام الجاري.

وأكد شي أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإسبانيا صمدت العلاقات الثنائية أمام التغيرات في المشهد الدولي وتمتعت بتطور صحي ومطرد، مشيرا إلى أن الصداقة ظلت قوية كما كانت دوما.

وفي معرض إشادته بجهد سانشيز في تطوير العلاقات الثنائية ودعمه لمبادرة الحزام والطريق، قال شي إن الصين تعتز دوما بالصداقة التقليدية مع إسبانيا، وتقدر بشدة الدور الإسباني المهم في الشئون الدولية.

وأكد شي أن الصين مستعدة "للعمل مع إسبانيا من أجل إثراء محتوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ورفع مستوى التعاون في مختلف المجالات"، بغية ضرب مثال يحتذى به لمختلف الحضارات في التواصل والتعلم من بعضها بعضا، وللدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة في تحقيق التعاون القائم على النفع المشترك.

وشدد شي على أنه يتعين على الجانبين توطيد دور "الارشاد والقيادة" الذي تلعبه التبادلات عالية المستوى في تعزيز العلاقات، وتقوية التبادلات والتعاون بين الإدارات الحكومية والمجالس التشريعية، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، ومواصلة تقديم الدعم المتبادل والتفاهم بين البلدين في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية والشواغل الكبرى، وذلك من أجل المضي قدما في التطوير المطرد للعلاقات الثنائية.

كما أكد شي "أن هناك العديد من المزايا، بما في ذلك العوامل التاريخية والجغرافية لكلا من الصين وإسبانيا، من أجل إجراء تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق"، داعيا إلى تكامل أكبر بين مبادرة الحزام والطريق الصينية و"الرؤية الإستراتيجية لإسبانيا في آسيا" و"الممر المتوسطي"، وإجراء اتصالات اقتصادية وتجارية أوثق، ومزيد من التعاون في مجالات مثل الموانئ والشحن والملاحة الجوية ومركبات الطاقة الجديدة والمال.

ودعا شي الجانبين أيضا إلى الاستفادة القصوى من التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار، وتعميق التبادلات الشعبية، وتقوية التبادلات والتعاون في مجالات الثقافة وتطوير المناطق المحلية والسياحة والصحافة والرعاية الصحية وحماية التراث الثقافي والرياضة.

وأضاف شي قائلا إن الصين مستعدة للحفاظ على التواصل والتنسيق مع إسبانيا حول تحسين الحوكمة الدولية ومكافحة تغير المناخ وفي القضايا الدولية والإقليمية الشائكة الأخرى.

وتابع شي قائلا: "إن الصين تدعم عملية التكامل في أوروبا. يجب على الصين وأوروبا دعم بعضهما بعضا، وتوطيد التنسيق فيما يتعلق بالحماية المشتركة للنظام العالمي والنهوض بالحوكمة الدولية".

وأردف الرئيس الصيني قائلا: "نحن على استعداد للسعى إلى تحقيق تكامل أكبر بين مبادرة الحزام والطريق وإستراتيجيات التنمية الأوروبية، والتطوير المشترك للترابط الأوراسي، والنهوض بالتنمية والازدهار لقارة أوراسيا"، معبرا عن توقعه بأن يضطلع الجانب الإسباني بدور بناء في هذا الصدد، ويحمي الاتجاه الصحيح لتطوير العلاقات الصينية - الأوروبية.

ومن جانبه، قال سانشيز إن زيارة الرئيس شي تكتسب أهمية تاريخية كبرى، ومن شأنها أن تدشن عهدا جديدا في العلاقات الإسبانية - الصينية، حيث تعد أول زيارة لرئيس صيني إلى إسبانيا منذ 13 عاما وتتزامن مع الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي معرض إشادته بالتطور "المرضي" للعلاقات الثنائية، قال سانشيز إن إسبانيا والصين أصبحتا شريكتين تجاريتين مهمتين، مع تبادلات ثقافية وتعليمية آخذة في التقارب على نحو متزايد. كما يقدم الصينيون في إسبانيا إسهامات إيجابية للتنمية الإسبانية وللصداقة بين البلدين.

كما ذكر سانشيز أنه وفقا للوضع الجديد، فإن إسبانيا مستعدة لزيادة الثقة السياسية المتبادلة وتوسيع التبادلات والتعاون مع الصين، وتعتزم المشاركة بفاعلية في بناء الحزام والطريق، الأمر الذي يشكل أهمية تاريخية.

وأكد سانشيز أن إسبانيا تدعم بحزم التعددية ولها مواقف مشابهة لمواقف الصين في الشؤون الدولية، معبرا عن عزم بلاده التواصل والتنسيق مع الصين من كثب، من أجل الارتقاء بالتطور الثابت والسليم للعلاقات الأوروبية - الصينية.

وفي أعقاب المحادثات، شهد الزعيمان مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك في مجالات شملت الثقافة والاقتصاد ومعيشة الشعب والمواد المطورة والاتصالات، والتعاون في أسواق الطرف الثالث والتعليم والمال.

وأصدر الجانبان أيضا إعلانا مشتركا حول توطيد الشراكة الإستراتيجية الشاملة في العصر الجديد.

وقبيل المحادثات، استقبل ملك فيليب السادس الرئيس شي في مراسم كبرى بساحة "بلازا دي لا أرميريا" المجاورة للقصر الملكي.

كما منحت عمدة مدريد مانويلا كارمينا، الرئيس الصيني مفتاحا ذهبيا لمدينة مدريد، وذلك خلال مراسم عقدت في قاعة بلدية مدريد.

وفي معرض إشارتها إلى أن مواطنيها مغرمون بمهرجان الربيع الصيني ويتطلعون إلى علاقات أوثق بين مدريد والصين، عبرت كارمينا عن تطلعها إلى المزيد من التعاون بين العاصمة الإسبانية والصين.

وقال شي إن مدريد أصبحت مدينة صديقة لبكين في عام 1985، ما ضخ حيوية في كل مجال من مجالات التعاون بين البلدين.

وفي معرض التعبير عن دواعي السرور لقبول المفتاح الذهبي، قال شي إنه يعتزم مواصلة دفع الصداقة الوثيقة بين الصين وإسبانيا قدما، ويأمل أن تنفتح أبواب التبادلات الثنائية حتى على نحو أوسع.

تحرير: تشي هونغ