مقالة خاصة: جولة شي في أوروبا وأمريكا اللاتينية لتعزيز التعاون والتعددية
من المقرر ان يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارات دولة إلى اسبانيا والأرجنتين وبنما والبرتغال في الفترة من 27 نوفمبر حتى 5 ديسمبر، وسيحضر القمة الـ13 لمجموعة العشرين في الفترة من 30 نوفمبر حتى أول ديسمبر في بوينس آيرس في الأرجنتين.
ومن المتوقع أن تعمل الزيارة على تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتعزيز الشراكة التعاونية الشاملة بين الصين وأمريكا اللاتينية، وتدعيم الحوكمة الاقتصادية العالمية.
ومع زيادة عدم الاستقرار والشك في الأفق الدولي، سيؤكد الرئيس شي مجددا التزام الصين بالانفتاح والتعاون والتنمية المشتركة مع جميع الشركاء.
تعزيز التعاون مع أوروبا
أقامت الصين اتصالات تجارية متكررة مع اسبانيا والبرتغال على طول طريق الحرير البحري منذ قرون. الآن، تعد اسبانيا والبرتغال صديقتين وشريكتين للصين في القارة الأوروبية.
شهد التعاون الصيني مع البلدين أزمة الديون الأوروبية وتجاوزها، وهو الآن يتعزز عبر البناء المشترك للحزام والطريق والدفاع سويا عن التعددية.
وتعد اسبانيا من أوائل الدول الأوروبية التي أقامت شراكة استراتيجية شاملة مع الصين، كما انها سادس أكبر شريك تجاري للصين في الاتحاد الأوروبي. كما تعد الصين أكبر شريكة تجارية لاسبانيا خارج الاتحاد.
وقال وزير الخارجية الاسباني جوسيب بوريل إن بلاده تتطلع إلى زيارة شي، وتأمل في أن تكون فرصة لزيادة استكشاف فرص التعاون الثنائي بين البلدين.
كما تعزز التعاون بين الصين والبرتغال منذ إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما في 2005، وزاد استثمار الشركات الصينية في البرتغال سريعا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل البرتغال وجهة أوروبية رئيسية لرأس المال الصيني.
وقال رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا إن البرتغال تنتظر بشغف زيارة الرئيس شي وتأمل في أن تسهم الزيارة في رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو مستوى أعلى.
وقال تسوي هونغ جيان، رئيس قسم الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية، إن تشجيع التعاون مع دول جنوب أوروبا مثل اسبانيا والبرتغال يمكن أن يساعد الصين في تدعيم تعاون أكثر شمولا وديناميكية مع أوروبا.
فتح فصل جديد في العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية
الكرز الوارد من تشيلي والأفوكادو الوارد من بيرو والبيرة الواردة من المكسيك ولحم الأبقار الوارد من الأرجنتين ... كلها منتجات شهية تنتقل عبر المحيط وتظهر على موائد الطعام الصينية. ما كان "نادرا" بالنسبة للمستهلكين الصينيين يعد الآن مثالا على تنامي التعاون المربح للجميع بين الصين ودول أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة.
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 46 عاما، حققت الصين والأرجنتين نتائج مثمرة في التعاون الثنائي. حاليا، تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأرجنتين ومصدر مهم للاستثمار الأجنبي.
وقال وزير الخارجية الأرجنتيني جورج فوري إن بلاده ترحب بزيارة الرئيس شي، وإن كل شيء ممكن في التعاون مع الصين.
أقامت الصين وبنما العلاقات الدبلوماسية في يونيو 2017، ومنذ ذلك الحين شهد الجانبان تحسنا كبيرا في العلاقات الثنائية شمل التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز مبادرة الحزام والطريق والبدء في مفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة وإطلاق طيران مباشر بين مدينة بنما والعاصمة الصينية بكين.
وقال أويدن أورتيجا، رئيس رابطة الصداقة مع الصين في بنما، إن زيارة الرئيس شي لها أهمية تاريخية وإن وضع الصين الدولي مهم للغاية.
وقال وو هونغ يينغ، مدير مكتب امريكا اللاتينية في معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، إنها ستكون المرة الرابعة للرئيس شي التي يزور فيها أمريكا اللاتينية. "التنمية السريعة للعلاقات الثنائية إنجاز عظيم يحققه القادة. أؤمن بأن زيارة شي هذه المرة ستعزز نشاط الصين وسترفع العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية إلى مستوى جديد."
ضخ حيوية في الحوكمة العالمية
مع معاناة العولمة الاقتصادية من انتكاسات وتعرض التعددية والتجارة الحرة للهجوم، فإن قمة مجموعة الـ20 هذا العام تحت شعار "بناء التوافق من أجل تنمية عادلة ومستدامة" تجذب انتباه العالم.
وستركز القمة على قضايا مثل الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والبنية التحتية والتغير المناخي. وقال الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري إنه خلال فترة تولي بلاده رئاسة مجموعة العشرين، فإن بلاده ستواصل التوافق والنتائج التي توصلت إليها قمة 2016 التي عقدت في هانغتشو الصينية.
وخلال اجتماع الأبيك الـ26 المختتم لتوه، فإن الرسائل القوية التي بعث بها الرئيس شي تردد صداها بين قادة الأبيك ويعتقد على نطاق واسع أنها أعطت جرعة من الثقة واليقين في العلاقات الدولية والتنمية العالمية.
وفي قمة العشرين المقبلة، ستؤكد الصين على التزامها بسياسية الانفتاح والتعددية والاستمرار في بناء توافق دولي أوسع بشأن تعزيز التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة.
ومن المقرر ان يلتقي الرئيس شي قادة مجموعة العشرين خلال القمة، من بينهم نظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث سيكون للاجتماع بين رئيسي أكبر اقتصادين في العالم أهمية كبرى.
إن التنمية السليمة والصحية للعلاقات الصينية-الأمريكية تصب ليس فقط في صالح البلدين، ولكنها ذات أهمية قصوى للسلام والازدهار على المستوى العالمي.
اتفق شي وترامب خلال محادثاتهما الهاتفية في أول نوفمبر على الاجتماع خلال قمة مجموعة العشرين المقبلة. ومنذ ذلك الحين، شهد الجانبان تفاعلات متكررة وأرسلا رسالة إيجابية تتضمن زيادة التفاهم والتعاون بشكل متبادل، وذلك خلال الجولة الثانية من الحوار الأمني والدبلوماسي الصيني-الأمريكي الذي عقد في واشنطن في وقت سابق هذا الشهر.
وقال تاو ون تشاو، الزميل الباحث البارز في معهد الدراسات الأمريكية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن الاجتماع المخطط له سيبعث بإشارة إيجابية بأن الصين والولايات المتحدة مستعدتان لتعزيز التعاون رغم الاحتكاكات الحالية.
وقال "يتعين عليهما إطلاق العنان للطاقة الايجابية والابقاء على العناصر السلبية تحت السيطرة."