الصين والفلبين ترتقيان بالعلاقات وتوقعان مذكرة تفاهم لدعم بناء الحزام والطريق
اتفقت الصين والفلبين يوم الثلاثاء على تحديث علاقاتهما إلى مستوى التعاون الاستراتيجي الشامل، والدفع المشترك لبناء الحزام والطريق.
جاء القرار خلال اجتماع بين الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ ونظيره الفلبيني رودريجو دوتيرتي.
وتوصل الزعيمان إلى توافق مهم إزاء بناء العلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والإخلاص والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين.
وأعرب شي لنظيره الفلبيني عن سعادته بزيارة الفلبين وتأثره بالترحيب الحار الذي أبداه الشعب الفلبيني له، خاصة ابتسامة الأطفال المبهجة.
ووصف شي، الصين والفلبين بأنهما "جارتان وثيقتان تجمعهما تبادلات تعود إلى ألف عام"، لافتا إلى أن حُسْن الجوار والصداقة والتعاون المربح للجانبين الخيار الصحيح الوحيد للبلدين.
ولفت الرئيس الصيني إلى أنه أجرى تبادلات متعمّقة للآراء بشأن العلاقات الثنائية وقضايا ذات اهتمام مشترك مع دوتيرتي في اجتماعاتهما الستة على مدار العامين الماضيين، كما رسّخا التوافقات والصداقة.
ونوّه إلى أنه من خلال بذل جهود مشتركة، حقق الجانبان تعاونا مثمرا في مختلف المجالات وفتحا صفحة جديدة من العلاقات الصينية-الفلبينية، بما يصب في صالح الشعبين ويسهم في إحلال السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي.
وأعرب شي عن استعداد الصين للمضي قدما في صداقتها التقليدية مع الفلبين وتعميق التعاون معها، حتى يمكن للبلدين الحفاظ الدائم على حسن الجوار والصداقة والشراكة، ومشاركة الازدهار.
ولفت الرئيس الصيني إلى أن تحديث العلاقات الثنائية يتماشى مع الحاجة إلى تطويرها، كما يتماشى مع توقعات الشعبين، داعيا الجانبين إلى تعزيز التوجيه الاستراتيجي لزعيمي البلدين إزاء العلاقات الثنائية، وتعزيز التبادلات على جميع المستويات وترسيخ الثقة الاستراتيجية المتبادلة.
وأكد دعم الصين للفلبين فى اختيار مسار التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية، مشيرا إلى أنه يتعين على البلدين تعميق التعاون بينهما في ثلاثة مجالات رئيسية: الأمن والتنمية والثقافة.
كما أكد شي تأييد الصين الشديد لمكافحة الفلبين للمخدرات والإرهاب، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل تقديم المساعدة في حدود قدرتها إلى الفلبين لتنفيذ المزيد من المشروعات العامة لتحسين سبل العيش، بما في ذلك الحد من الفقر وتوسيع التبادلات والتعاون في مجالات التعليم والثقافة والسياحة.
وقال الرئيس الصيني إن الفلبين شريكة مهمة في البناء المشترك للحزام والطريق، وحث الجانبين على تعميق الدمج بين مبادرة الحزام والطريق وخطط التنمية الفلبينية، وتعزيز التعاون في مجالات مثل البنية التحتية والاتصالات والزراعة.
وفي معرض إشارته إلى أن الصين والفلبين لديهما مصالح مشتركة واسعة في بحر الصين الجنوبي، قال شي إنه يمكن للبلدين مواصلة إدارة الخلافات من خلال المشاورات الودية، وتعزيز التعاون العملي بشأن البحر، وتقديم الإسهامات الواجبة في السلام والاستقرار ورفاهية الشعوب على المستوى الإقليمي.
ولفت شي إلى أن الصين تدعم دور الفلبين كمُنسّق قُطْري لعلاقات الحوار بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وللتعاون بين الصين وبروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين (منطقة نمو شرق الآسيان).
وقال إن الصين ترغب فى العمل مع الفلبين لتحديث العلاقات بين الصين والآسيان، والتعاون فى شرق آسيا، مضيفا أن الصين والفلبين، وكلاهما من الاقتصادات الناشئة فى آسيا، يتعين عليهما زيادة التنسيق والتعاون في الشئون الإقليمية والدولية.
ورحب دوتيرتي بشدة بالرئيس الصيني، وأشار إلى أنها أول زيارة دولة يقوم بها رئيس دولة صيني إلى بلاده منذ 13 عاما.
ونوّه إلى أن الزيارة، التي تحمل أهمية تاريخية وكونها علامة بارزة فى العلاقات الفلبينية-الصينية، ستفتح صفحة جديدة في تعاونهما.
وأعرب الرئيس الفلبيني عن تهنئة بلاده للجانب الصيني على الإنجازات التي حققها خلال 40 عاما من الإصلاح والتنمية، معربا عن ايمانه بأن الشعب الصيني على يقين من تحقيق هدفي المئويتين.
كما أعرب دوتيرتي عن استعداد الجانب الفلبيني لتعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الشامل مع الصين على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم المتبادل والمساواة في السيادة، وتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والزراعة والدفاع والصحة ومكافحة المخدرات وتحسين سبل المعيشة والبنية التحتية والطاقة، وكذلك توسيع التبادلات الثقافية والشعبية في التعليم والموارد البشرية.
وقال إن الجانب الفلبيني يوافق على ضرورة قيام دول المنطقة بحماية السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبي بشكل مشترك، وإنه يقف على أهبة الاستعداد للتعزيز الفعّال لتنمية العلاقات بين رابطة آسيان والصين.
ولفت إلى أن الصين وقفت على الجانب الصحيح من التاريخ في التعامل مع الشؤون الدولية، معربا عن استعداد الجانب الفلبيني لتنفيذ أنشطة تواصل وتعاون على نحو أوثق مع الصين من خلال أطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة.
وقبيل محادثاتهما، أقام دوتيرتي مراسم ترحيب على شرف الرئيس شي في القصر الرئاسي، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة، وأقيمت عروض للرقصات التقليدية.
وتعد الفلبين هي المحطة الأخيرة في جولة الرئيس شي لثلاث دول في منطقة آسيا-الباسيفيك، حيث زار بابوا نيو غينيا، حيث حضر الاجتماع الـ26 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك، وبروناي.