انطلاق فعاليات الاجتماع الدولي الرابع لمنصة طريق الحرير الرقمية في مسقط

التاريخ: 2018-10-31 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

بدأت في العاصمة العمانية مسقط يوم الإثنين أعمال الاجتماع الدولي للشبكة الدولية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، التي تعنى بمنصة طرق الحرير الرقمية على الانترنت.

وتستضيف سلطنة عمان ممثلة بوزارة التراث والثقافة، أعمال الاجتماع الرابع للشبكة، لأول مرة في الوطن العربي، وذلك على مدى ثلاثة أيام بالتعاون مع منظمة اليونسكو ووزارة الثقافة والسياحة الصينية.

ويشارك في فعاليات هذا الاجتماع 18 من أصل 25 دولة أعضاء في المنصة الرقمية لطريق الحرير.

والدول المشاركة هي: سلطنة عمان، الصين وجورجيا وألمانيا وإيران وأفغانستان وأوزبكستان وكازاخستان وأذربيجان وقيرغستان والعراق والأردن ومنغوليا وكوريا الجنوبية وتركيا وأسبانيا وروسيا والبرتغال.

ويسعى المشاركون في الاجتماع، الى تبادل الخبرات والمعرفة فيما بينهم، بالاضافة الى مشاركة التجارب الناجحة التي تساهم في الترويج عن أنشطة بلدان طرق الحرير وتحفيز وتقوية النشاطات المختلفة المرتبطة لطرق الحرير وتاريخها العريق.

ويهدف الاجتماع إلى إبراز الدور الفاعل لمنصة طريق الحرير على الإنترنت، وبحث الإمكانيات التي يمكن أن تقدمها في هذا المجال ونظرتها المستقبلية، حسب بيان لوزارة التراث والثقافة العمانية.

وقال البيان إن الاجتماع يهدف أيضا إلى نشر التوعية الإعلامية بشأن مشروع "طرق الحرير" من خلال تسليط الضوء على جوانبه العابرة للحدود الوطنية، التي تربط بين الناس من مختلف المناطق.

كما يهدف لتعزيز مبادئ الحوار بين الثقافات والصداقة والتعاون، لاسيما في فئة الشباب، وللتعريف بـ"طرق الحرير" عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ولتسليط الضوء على التاريخ والإبداع والقيم والمعرفة المشتركة لـ "طرق الحرير".

ويسعى برنامج الانترنت المعني بطريق الحرير إلى إعادة فتح باب الحوار بشأن خطوط التواصل التاريخية هذه عبر جمع الدراسات المتصلة بها من مختلف المناطق وإتاحتها للجميع.

وعقدت الجلسة الافتتاحية للاجتماع بالمتحف الوطني بمسقط بحضور وزيرة التربية والتعليم العمانية رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيباني، والمندوبة الدائمة لعمان لدى اليونسكو الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى.

كما حضر الجلسة الافتتاحية مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة آنا باوليني، وممثل وزارة الثقافة والسياحة الصينية ومدير المنصة الرقمية "طريق الحرير" على الإنترنت وانغ شياو فنغ، وعدد من وكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات العمانية.

وقالت مديرة مكتب اليونسكو الاقليمى بالدوحة انا باولينى، فى كلمة ألقتها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، إن هناك المزيد من الفرص للتفاعل بين الشعوب والأمم والثقافات في عالمنا الآخذ في العولمة.

ودعت في هذا السياق، الى النظر في التجارب التاريخية للتبادلات التي سهلت المعرفة والاحترام المتبادلين بين الثقافات المختلفة، وهو ما يمكن أن يساعد على الاستجابة للتحديات.

وأُطلق مشروع طريق الحرير باليونسكو في العام 1988، وأسفر عن إنتاج معرفة هائلة في شكل وثائق مكتوبة وسمعية وبصرية وشفوية عن التراث الثقافي للناس من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حسب باوليني.

وقالت إنه : تم إنتاج مئات المنشورات بأكثر من 30 لغة مختلفة، بالإضافة إلى آلاف الصور من مناطق مختلفة إلى جانب طريق الحرير.

وحشد المشروع آلاف الباحثين والصحفيين والفنانين في أكثر من 50 دولة على طول طرق الحرير التاريخية وما وراءها لتسهيل تبادل الخبرات وتطوير فهم مشترك لمختلف جوانب هذا التاريخ، حسب باوليني.

وقالت إن المرحلة الثانية من المشروع بدأت في العام 2013 بإطلاق "منصة طريق الحرير للحوار والتنوع والتنمية".

وتابعت باوليني إنه من أجل الحفاظ على هذه المنصة الجديدة وضعت اليونسكو "الشبكة الدولية لمشروع طرق الحرير".

‎وأوضحت باوليني أن كل من هذه المبادرات أدت إلى إعادة تحديد عناصر التراث المشترك لطرق الحرير، التي هي شهود على الترابط الطويل الأمد والترابط بين الناس في طريق الحرير.

كما أثبت هذا التراث المشترك إمكاناته كأساس لتعزيز التفاهم المتبادل والحوار بين الثقافات في ضوء تحقيق السلام والتنمية المستدامين، حسب باوليني.

فيما قال مستشار وزارة التراث والثقافة العمانية حسن بن محمد اللواتي في كلمة، إن هناك اليوم أكثر من 40 بلدا على طول طرق الحرير التاريخية البرية والبحرية والتي لا تزال جميعها تشهد على تأثير هذه الطرق في الثقافة والتقاليد والعادات.

ونوه اللواتي بدور سلطنة عمان منذ أمد بعيد على طول "طرق الحرير" وتأثيرها الرائد في مجال الحوار والتبادل، مشيرا إلى أن السلطنة كانت أحد الشركاء في مبادرات اليونسكو لطرق الحرير على مدى السنوات الثلاثين الماضية ولعبت دورا حيويا في إنجاز مبادرة اليونسكو بعنوان "دراسة متكاملة لطرق الحرير، وطرق الحوار عام 1988-1997" .

ولفت مستشار وزارة التراث والثقافة العمانية إلى أن بلاده قدمت مساهمة بمبلغ 50 ألف دولار لتمكين المبادرة الجديدة "منصة طريق الحرير على الإنترنت للحوار والتنوع والتنمية" من الوصول إلى جمهور أوسع، لاسيما في البلدان الناطقة باللغة العربية.

وشهد اليوم الأول لانعقاد الاجتماع اربع جلسات عمل، حيث استعرضت الاولى تقريرا عن أنشطة اليونسكو ورئيس الشبكة الدولية لليونسكو وكذلك الأنشطة التي قام بها رئيس الشبكة الدولية.

وتم خلال جلسة العمل الثانية تقديم عرض منصة طرق الحرير الرقمية على الإنترنت منذ الاجتماع الثالث في باكو في العام 2017.

واستعرضت جلستا العمل الثالثة والرابعة أنشطة قامت بها بعض البلدان للتوعية بأهمية طريق الحرير ودوره في تنمية الدول الواقعة على طول الطريق، منذ الاجتماع الثالث للشبكة وقدمها ممثلون من كل من إيران، العراق، الاردن، كازاخستان، قيرغيزستان، وكوريا الجنوبية، منغوليا، روسيا، اسبانيا، طاجيكستان، أوزبكستان ، وتركيا.

وناقش الاجتماع تجارب عدد من الدول الأعضاء في المنصة الرقمية لطريق الحرير، والبالغ عددها 25 دولة، في الاهتمام بطريق الحرير.

وتناقش بقية الدول المشاركة تجاربها الثلاثاء، بالإضافة إلى مناقشة خطة عامي 2019 و2020 وما تم إنجازه العام الجاري، وسبل التعاون بين تلك الدول حتى الآن.

فيما يناقش اليوم الثالث مقترحات ممثلي الدول للنهوض بطريق الحرير والتوصيات الختامية.

وخلال افتتاح الاجتماع، تم عرض فيلم وثائقي حول "طرق الحرير".

وعلى هامش الاجتماع أيضا، افتتح المعرض الصيني "الحرير والخزف والشاي، حوار عبر الثقافات في طريق الحرير"، بالمتحف الوطني في مسقط، ويستمر حتى 12 نوفمبر المقبل.

تحرير: تشي هونغ