مقالة خاصة: الخبرة الصينية بوابة المصريين لامتلاك السيارات الكهربائية
"مصر لديها قاعدة عريضة لصناعة السيارات العادية، لكنها تفتقر للقطع المغذية لتصنيع السيارات الكهربائية، والخبرة الصينية ستكون بوابة المصريين لامتلاك هذه السيارات"، هكذا قال حسن الدسوقي رئيس شركة (دارشال) المتخصصة في تكنولوجيا السيارات الكهربائية.
ووقعت شركة دارشال، وكيل شركة دونغفنغ ليوتشو المحدودة للسيارات الصينية لتجميع وبيع السيارات الكهربائية، عقدا مع الشركة (الهندسية لصناعة السيارات)، وهي إحدى الشركات التابعة للحكومة المصرية، لإنتاج 10 آلاف سيارة كهربائية في غضون خمسة سنوات.
وقال الدسوقي، الذي قضى نحو 12 عاما في العمل في قطع غيار السيارات في الصين، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن شركته وقعت عقد شراكة لبناء مصنع داخل الشركة الهندسية لتصنيع السيارات، لأنها تملك سمعة ممتازة في مصر، وبنية تحتية قوية، ومعدات لتصنيع بطاريات السيارات.
وأضاف إنه بدأ في يوليو الماضي استيراد شواحن السيارات الكهربائية من شركة فاسولد باور الصينية، وتجميعها في مصنع الشركة الهندسية لتصنيع السيارات.
وتابع "قريبا جدا سنعلن عن تصنيع شاحن، 60 % منه مكونات محلية، والـ40 % المتبقية مستوردة من الصين".
وأوضح الدسوقي، وهو أيضا وكيل شركة فاسولد باور الصينية المتخصصة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، أنه سيضخ استثمارات قدرها 28 مليون دولار لتصنيع هذه البطاريات في مصر بخبرة صينية، وهو ما سيجعل مصنعه الأول عربيا وأفريقيا، والرابع عالميا في تصنيع هذه البطاريات.
وأكد حرص شركته على توفير عوامل الأمان لتشجيع الزبائن على شراء السيارات الكهربائية باعتبارها سلعة جديدة في السوق المصرية، وأهمها البطاريات والشواحن وقطع الغيار وكذلك الصيانة.
ولفت إلى أن خط الإنتاج سيعمل على موديلات مختلفة، سواء السيارات الخاصة أو النقل أو نصف نقل، وتوقع أن ينتج المصنع في ديسمبر القادم أول سيارة نقل، على أن يتم إنتاج السيارات الخاصة في غضون ستة إلى ثمانية أشهر بعدها.
وعن أسباب اللجوء إلى الخبرة الصينية في صناعة السيارات الكهربائية، قال الدسوقي إن الصين قد تطورت بشكل غير مسبوق في مجال السيارات الكهربائية.
وأضاف إنه يشعر بالذهول حينما يرى ما وصلت إليه الصين من إنجازات في مجال التكنولوجيا الخاصة بصناعة السيارات الكهربائية.
ونوه بأنه يشعر بثقة كبيرة في السوق المصرية خاصة أن أصبح وكيلا لإحدى كبريات الشركات الصينية في هذا المجال، وهي شركة دونغفنغ ليوتشو المحدودة للسيارات .
أما وانغ لي المدير التنفيذي لشركة فاسولد باور الصينية، فقال إنه "بعد اتصالات طويلة بين شركته ودارشال ستدخل السيارات الكهربائية أخيرا السوق المصرية، التي لديها إمكانات كبيرة، وقوى شرائية هائلة، باعتبارها بوابة لأفريقيا والدول العربية".
وأضاف وانغ في تصريح لوكالة (شينخوا)، إنه "الوقت المناسب للدخول إلى السوق المصرية، والاستعداد للاستفادة من مبادرة الحزام والطريق، وكذلك العلاقات المصرية الصينية الوثيقة".
ويزور وانغ لي القاهرة على رأس وفد من شركته، لتفقد مصنع شركتي دارشال والهندسية لصناعة السيارات، قبل إرسال معدات تصنيع البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية.
من جهته، قال المهندس كمال عبد الحميد رئيس قسم التصميم ورقابة الجودة بالشركة الهندسية لصناعة السيارات، إن "الصين لديها خبرة جيدة جدا، إن لم تكن أفضل فهي توازي الخبرة الأوروبية في مجال السيارات الكهربائية، كما أنها ستقدم سيارات مناسبة في السعر والجودة للسوق المصرية".
وأوضح عبدالحميد لـ (شينخوا)، أنه "لجس نبض السوق المصرية والقوة الشرائية للمنتج، سيقوم المصنع بإنتاج من 500 إلى 1000 سيارة كإنتاج تجريبي، على الرغم من أننا نستطيع إنتاج أعداد أكثر من ذلك بكثير".
وتابع أن المستهدف إنتاج 10000 سيارة في غضون خمس سنوات للأسواق المصرية وربما العربية والأفريقية.
وتوقع عبدالحميد أن تجذب السيارات الكهربائية الكثير من الزبائن في مصر في المستقبل القريب، خاصة أنها صديقة البيئة وتوفر الأنواع المختلفة للبنزين، لاسيما بعد ارتفاع أسعار البنزين، وخطة الدولة لتقليص الدعم على البنزين.
وأضاف أن الأسعار العالية للبنزين فرضت ضغوطا هائلة على كاهل المواطنين، بينما أسعار الكهرباء أرخص بكثير.
وختم قائلا إنه على الرغم من أن ثقافة السيارات الكهربائية ستأخذ وقتا للانتشار في مصر إلا أننا نتوقع إقبالا من المواطنين على شرائها، حيث إن سعرها سيكون تقريبا 600 ألف جنيه مصري (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 17.85 جنيه).