مقالة خاصة: التصافح بين حضارتين قديمتين في عصر حديث...تعزيز التعاون الأثري بين الصين والسعودية
شهدت الصين والسعودية تبادلات مكثفة في مجال التعاون الأثري في السنتين الماضيتين، حيث أقيمت معارض أثرية وأعمال بحث وتنقيب وتدريب مشتركة، شكلت إحدى الثمار الهامة بعد تأسيس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين في يناير عام 2016.
---معارض أثرية متبادلة
ذكر مركز معارض الفنون الصينية في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن معرض " كنوز الصين " سيقام في الرياض بالمشاركة مع المتحف الوطني السعودي أثناء الفترة بين 13 سبتمبر إلى 23 نوفمبر.
وبحسب مصلحة الدولة الصينية للآثار، فإن هذا المعرض هو المعرض المقابل لمعرض "طريق الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة عبر العصور" الذي أقيم اثناء ديسبمر عام 2016 ومارس عام 2017 في المتحف الوطني الصيني ببكين.
ويعتبر المعرض أول معرض كبير للآثار الثقافية ستقيمه الصين فى السعودية. وتتضمن المعروضات 264 قطعة من 13 متحفا ومؤسسة ثقافية، ومن بينها 173 أثرا ثقافيا صينيا، فيما تُعرض نصف القطع في الخارج للمرة الأولى.
وقال شيوي خه، أحد منظمي المعرض، إنه سوف تعرض أيضا قطع من الحفريات الأثرية المشتركة بين الصين والسعودية، وهي ثمار أعمال التنقيب والبحث المشتركة التي قام بها آثاريون على أطلال موقع "السرين" في السعودية في مارس وابريل من العام الجاري.
---أعمال البحث والتنقيب المشتركة في أطلال "السرين"
توصلت الصين والسعودية إلى اتفاقية تعاون بشأن إجراء أعمال استكشاف وتنقيب أثري مشتركة في اطلال "السرين" في ديسمبر عام 2016. وفي أواخر مارس عام 2018، أرسلت الصين خمسة آثاريين إلى السعودية في إطار هذه الاتفاقية، وعمل 6 آثاريين سعوديين مع نظرائهم الصينيين في هذا الموقع المينائي الواقع على البحر الأحمر، لمدة تستغرق عشرين يوما.
واستخدم المشروع تكنولوجيات متقدمة تشمل التصوير الجوي باستخدام الطائرات دون طيار، والمسح الرقمي ورسم الخرائط، والأنماط ثلاثية الأبعاد وغيرها.
أما في المستقبل، فيتضمن المشروع تنفيذ عدد من الأعمال الأثرية تشمل مجموعة واسعة من التقنيات المتقدمة والمسوحات الميدانية خلال السنوات الخمس القادمة، بالإضافة إلى أعمال سبر للآثار الغارقة في المياه المحاذية للموقع الأثري.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي ترسل فيها الصين فريقا آثاريا للقيام بأعمال آثارية منظمة في دولة عربية. كما أشارت مصلحة الدولة الصينية للآثار إلى أن هذا المشروع يعد نقطة بداية لأن تخرج أعمال الآثار الصينية تحت سطح المياه إلى خارج البلاد.
---تدريبات لآثاريين تحت سطح المياه
في سبتمبر عام 2017، أقيمت دورة تدريبية لأعمال الآثار تحت سطح المياه للدول الواقعة ضمن مبادرة "الحزام والطريق" في مقاطعة قوانغدونغ، وبرعاية مصلحة الدولة الصينية للآثار، ومن المقرر ان تعمق التبادلات الودية بين الصين والدول على طريق الحرير البحري وتعزز تأثير الصين الثقافي في خارج البلاد.
وحسب المصلحة، اقيمت الدورة على مرحلتين وامتدت لأكثر من 90 يوما، حيث شارك 15 طالبا من داخل الصين و6 طلبة من السعودية وإيران وتايلاندا وكمبوديا في التدريبات.
وذكرت المصلحة أن هذه الدورة تعتبر أول مشروع دولي في الصين لتدريب الآثاريين تحت سطح المياه.
وفي هذا الصدد، ستواصل الصين بذل الجهود المتعلقة بالتعاون الأثري والثقافي مع الدول العربية، حيث ذكرت خطة عمل لمصلحة الدولة للآثار لعام 2018 أن الصين ستعزز التبادلات والتعاون مع خارج البلاد.
كما ذكرت خطة العمل التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني-العربي بين 2018 و2020 أن الصين والدول العربية ستكثف التعاون في مجالات حماية الآثار الثقافية المادية وغير المادية، بما فيها التنقيب الأثري وصيانة القطع الأثرية والتبادلات بين المتاحف.