أكاديمي مصري: الثقافة الصينية غيرت حياتي.. ولغتها الأولى عالميا خلال سنوات

التاريخ: 2018-08-23 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

"الثقافة الصينية غيرت مجرى حياتي.. واللغة الصينية ستكون الأولى على مستوى العالم في السنوات القادمة"، هكذا قال الدكتور حسن رجب عميد كلية الألسن بجامعة قناة السويس المصرية.

ويتولى رجب أيضا منصب مدير معهد "كونفوشيوس" بنفس الجامعة، وهو منصة لنشر لغتها وثقافتها في مصر.

وقال رجب، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "منذ صغرى وأنا أحب الصين، وأقرأ التاريخ الصيني.. وعندما دخلت كلية الألسن التحقت بقسم اللغة الصينية لدراسة التاريخ واللغة الصينية بعمق، وكان هذا مثار استغراب لأن وقتها لم يكن الوجه الآخر للصين الذي نراه اليوم قد ظهر"، في إشارة إلى الحداثة والنهضة الصينية.

وأضاف "لقد تأثرت بالثقافة الصينية جدا، فهي ثقافة تقبل الآخر، وعدم التعصب، ورحابة الاتساع، والتواصل مع الآخر".

ويزور الأكاديمي المصري، الصين مرة وأحيانا مرتين سنويا، حيث تعجبه بشدة مظاهر الحداثة في العاصمة بكين، وشانغهاي التي قال إنها "نيويورك الشرق" وأيقونة الحداثة والنهضة الصناعية في الصين.

ويرى مدير معهد "كونفوشيوس"، أن الفرق بين الوضع في الصين أثناء زيارته الأولى لها في العام 1986 ووضعها الحالي مثل "الاختلاف بين السماء والأرض"، حيث أصبحت الصين عقب سياسة الانفتاح والإصلاح ملء السمع والبصر، وذات كلمة مسموعة في المجتمع الدولي.

وعاش رجب، وهو أب لثلاثة أبناء، أحدهم يدرس اللغة الصينية حاليا، حوالي خمس سنوات منفصلة في الصين في أعوام 1986 و1990 و1992 و1996 و1998، ويملك العديد من الأصدقاء الصينيين.

وأضاف أن "الصداقة كنز ثمين، وعندما أذهب للصين التقى أصدقاء كثيرين، فالشعب الصيني ودود ويقدر الصداقة، وثقافته هي ثقافة السلام والبناء والنمو والعدالة".

وتابع الأكاديمي المصري، "يعجبني في الشعب الصيني أنه يعمل بدأب وصبر، وإذا وضع هدفا فسوف يحققه مهما كانت الصعوبات، ودائما ما يضع خطتين أ وب حتى إذا فشلت الخطة الأولى في تنفيذ الهدف تكون الخطة ب جاهزة".

وأردف أنه "شعب يضع نظاما لكل شيء، ولا يترك أمرا للصدفة، ويواجه المشكلات بهدوء، ويحلها بسلاسة".

وأوضح رجب، الذي يعمل في مجال تدريس اللغة الصينية منذ 30 عاما، أن "علماء اللغة يرون أن اللغة الصينية ستكون الأولى عالميا خلال العشرين سنة القادمة"، مشيرا إلى إقبال منقطع النظير على تعلم اللغة الصينية في مصر.

ولفت إلى أن كل الطلبة الذين التحقوا هذا العام بكلية الألسن في جامعة قناة السويس، وعددهم 330 طالبا، كتبوا أن رغبتهم الأولى هي دخول قسم اللغة الصينية، رغم وجود أقسام أخرى لتعليم اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والفارسية والتركية.

وتوجد في جامعة قناة السويس ثلاثة أقسام لتعليم اللغة الصينية، أحدها في كلية الألسن، والآخر في كلية الآداب، والثالث هو قسم الدراسات الحرة بمعهد كونفوشيوس، لتكون بذلك الجامعة الوحيدة في العالم التي بها هذا العدد من الأقسام لتعليم نفس اللغة، حسب رجب.

وقال إنه "عندما التحقت بقسم اللغة الصينية بكلية الألسن في جامعة عين شمس بالقاهرة كان هو القسم الوحيد في الشرق الأوسط، بينما اليوم يوجد في مصر 18 قسما لتعليم اللغة الصينية، حيث تحاول كل جامعة فتح قسم لهذه اللغة".

وتخرج رجب في العام 1983 في كلية الألسن بجامعة عين شمس، حيث حصل على شهادة الليسانس بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، ثم درجة الماجستير في الأدب الصيني في العام 1989، والدكتوراه في المسرح الصيني المعاصر في العام 1995.

ويوجد معهدان لكونفوشيوس في مصر، أحدهما بجامعة القاهرة، والثاني في جامعة قناة السويس، ويملك الأخير ثلاثة فصول لتعليم الصينية في شركة (تيدا) وجامعة حلوان والجامعة البريطانية، ويخطط لإنشاء ثلاثة أخرى في جامعتي بدر وبني سويف والجامعة الصينية.

وقدم معهد كونفوشيوس في قناة السويس خدمات خلال العام الماضي لما يتراوح بين 600 إلى 1000 طالب مصري، وجاء في المركز الثالث بين معاهد كونفوشيوس على مستوى العالم في عدد المنح التي حصل عليها طلابه للدراسة في الصين، وفقا لمديره حسن رجب.

وتابع أن أكثر من 1500 طالب مصري يدرسون حاليا في الصين الثقافة واللغة الصينية من خلال المنح، وهؤلاء الطلبة سوف يكونون بمثابة "رسول" للثقافة الصينية عندما يعودون إلى مصر.

وتتمثل أنشطة المعهد في إقامة أنشطة ثقافية، وعقد امتحانات لقياس مهارات اللغة الصينية، وتقديم خدمات لطلاب أقسام اللغة الصينية في الجامعات المصرية، إلى جانب إقامة معسكر صيفي للطلاب المصريين في بكين.

وعاد رجب لتوه من الصين، وبرفقته 20 طالبا مصريا، كانوا قد التحقوا بمعسكر صيني مدته أسبوعين في جامعة اللغات والثقافة في بكين.

ويضم المعسكر شقين، الأول عبارة عن محاضرات عن الثقافة الصينية، والآخر سياحي حيث يقوم الطلاب بزيارة المعالم الثقافية والأثرية مثل سور الصين العظيم وقصر الإمبراطور وغيره.

كما يساهم المعهد في توفير فرص عمل لخريجين أقسام اللغة الصينية بالجامعة، حيث نظم العام الماضي ملتقى للتوظيف وكان بمثابة همزة الوصل بين هؤلاء الخريجين والشركات الصينية في مصر.

وأوضح رجب أن المعهد نجح خلال الملتقى في توظيف أكثر من 200 شاب يتقنون الصينية في 20 شركة صينية تعمل في مصر، ومن المقرر أن ينظم ملتقى آخر في أكتوبر المقبل.

تحرير: تشي هونغ