تحقيق إخباري: مدينة ألمانية تزدهر بفضل مبادرة الحزام والطريق الصينية

التاريخ: 2018-08-21 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

لقد كانت مدينة دويسبرغ الواقعة في وسط منطقة روهر الصناعية الألمانية، تكافح على مدى عقود لمواجهة الركود حالها حال مدن الصناعة الثقيلة الأخرى حول العالم، ممن كانت تواجه تحولا هيكليا.

ولكن الحال في هذه المدينة التي تعتبر أكبر مرفأ بري بالعالم، أخذ يتغير، والمواقع التي كانت سابقا معامل للفولاذ، تحولت اليوم إلى محطات للشحن والنقل.

قالت أميلي ايركسليبين، وهي عضو بالطاقم العامل في محطة النقل المتنوع في دويسبرغ، وهي واحدة من أكبر 9 محطات النقل والشحن في مرفأ دويسبرغ، في حديث مع ((شينخوا)) "إن خدمات الشحن من الصين مهمة فعلا لنا."

وبما أن دويسبرغ تتطلع لتصبح محورا للخدمات اللوجستية في وسط أوروبا الغربية، فإنها تنتهز الفرصة للازدهار في وقت تعمل فيه الصين على إحياء طريق الحرير القديم.

مركز خدمات لوجستية مزدهر

قال جورج، وهو سائق شاحنة ألماني عمره 58 سنة "القِ نظرة حولك، ستجد الحاويات الصينية في كل مكان هنا"، وكان يشير نحو حاوية قريبة تحمل مختصر اسم السكك الحديدية الصينية ((CRE))، وخدماتها للشحن والنقل السريع. إنه من بين مئات السائقين الذين ينتظرون في محطة النقل المتنوع، لتلقي طلبات النقل والشحن.

إن قطارات الشحن السريع ((CRE)) هي خدمات تعمل بين الصين وأوروبا. ووفقا لمؤسسة السكك الحديدية الصينية، فإنه خلال النصف الأول من هذه السنة، ربطت هذه الخدمات بين 48 مدينة صينية و42 مدينة في 14 بلدا أوروبيا، وقام 2497 قطارا بالسفر على هذه الخطوط، بزيادة 69% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

قال السائق الألماني جورج إن هذه القطارات الصينية قد جلبت الكثير من فرص الأعمال والتجارة إلى محطات الشحن والنقل في مرفأ دويسبرغ. إن البضائع لم تعد مجرد الحرير والشاي والخزف. لقد أصبحت متنوعة جدا تشمل الكثير مما صنع في الصين مثل الأجهزة اللوحية الإلكترونية والهواتف الذكية والمنسوجات، وكلها تعتبر من أبرز المنتجات الشائعة التي تصل لأوروبا على متن هذه القطارات، التي تعود إلى الصين وهي محملة بما صنع في أوروبا من منتجات ذات قيمة مضافة مثل النبيذ وقطع غيار العربات، وما شابه.

قالت ايركسليبين إن 25 قطار شحن تسير حاليا كل أسبوع بين المدن الصينية ودويسبرغ، 15 منها متوجهة للصين، و10 متوجهة لأوروبا، مشكلة نحو ثلث حجم الشحن في محطة النقل المتنوع في مرفأ دويسبرغ.

ولكن قبل 4 سنوات فقط، لم يكن سوى قطارين أو ثلاثة تسير بين الصين ودويسبرغ.

خلق المزيد من فرص العمل

قال يوهانيس بفلاغ، مسئول الشئون الصينية في بلدية دويسبرغ، لـ((شينخوا)) إن أكثر من 6000 فرصة عمل قد خلقتها قطارات شحن ونقل البضائع الصينية.

لقد قام ماركوس تاوبه، وهو اقتصادي بجامعة دويسبرغ-إيسين، بدراسات مكثفة حول طريق الحرير، ووجد أن المدينة تستفيد كثيرا من مبادرة الحزام والطريق الصينية.

قال في حديث مع إذاعة ألمانية في مطلع هذا العام إنه "لقد وجدنا استثمارات تقوم فعلا، وهناك فرص أعمال تتوفر، ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، وهذا يعني أننا نتحدث عن أكثر من مجرد حاويات تأتي إلى دويسبرغ وتشحن من هنا، بل هناك أيضا صناعة صغيرة تنشأ حولها ينجم عنها عوائد ضريبية للمدينة، وخلق فرص عمل وتعزيز سمعة وأهمية المدينة."

وبالفعل، انتشرت سمعة دويسبرغ في الآفاق خلال السنوات الأخيرة وأخذ البعض يطلق عليها تسمية "الحي الصيني" في ألمانيا، وأخذت تجذب حتى الصحفيين من كافة أنحاء العالم.

تحرير: تشي هونغ