مقالة خاصة: معرض شانغهاي في الإسكندرية يعزز جسور التعاون بين مصر والصين
"الثقافة عنصر إنساني مهم لتعزيز التعاون بين الشعوب، ومصر والصين ارتبطتا بعلاقات ثقافية وأيضا تجارية واقتصادية عميقة على مدار آلاف السنين"، هكذا قال محافظ الإسكندرية محمد سلطان بينما كان يتفقد قطعا من التراث الصيني في مكتبة الإسكندرية (شمال القاهرة).
وتشهد مكتبة الإسكندرية المصرية حاليا المعرض الدولي المتنقل للفنون الصينية التقليدية تحت عنوان "الثقافة بين القديم والمعاصر"، ويضم المعرض أكثر من 120 عملا فنيا وحرفيا، قدمتها مختلف الجهات المعنية بحماية التراث بما يعكس الفنون الصينية التقليدية في شانغهاي.
وتضم المعروضات رسومات عن الفلاحين في منطقة جينشان في شانغهاي، والتطريز الكشميري بأسلوب شانغهاي، ونحت الخيرزان في منطقة جيادينغ، وأزياء الأوبرا الصينية، ونحت أحجار اليشم بأسلوب شانغهاي وغيرها من برامج حماية التراث الثقافي غير المادي في شانغهاي.
وأوضح سلطان في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "المعرض يجسد تتويجا لاتفاقية توأمة بين مدينتي الإسكندرية وشانغهاي عمرها 25 عاما".
وتابع محافظ الإسكندرية، أن الإسكندرية مدينة تاريخية التقت فيها الحضارات الرومانية واليونانية القديمة واندمجت معا، ومكتبتها كانت نقطة الالتقاء لرجال الأعمال الذين كانوا يتاجرون على طريق الحرير.
وأضاف سلطان، أن المعرض الذي من المقرر أن يستمر حتى 27 أغسطس الجاري، يهدف إلى تقريب العلاقات بين الشعبين وتعزيز التبادل السياحي والثقافي، مؤكدا أن مدينة شانغهاي سوف تستضيف معرضا للأطفال المصريين يتضمن رسومات حول مدينة الإسكندرية بدءا من 23 سبتمبر المقبل.
بدورها، رأت هدى ميقاتي نائب مدير مكتبة الإسكندرية أن انعقاد الجولة الأولى من المعرض الدولي المتنقل للفنون الصينية التقليدية في الإسكندرية مثالا حيا على العلاقات الودية بين البلدين.
وأردفت ميقاتي في تصريح لوكالة (شينخوا)، أن إقامة المعرض في مكتبة الإسكندرية بشكل خاص، باعتبارها مركزا للثقافة على ضفاف البحر المتوسط، يظهر سحر التبادل الثقافي بين مصر والصين على طريق الحرير، وينقل كذلك الثقافة الصينية إلى آفاق أرحب.
وأشارت إلى أن المعرض يشجع الشباب المصريين على التواصل مع نظرائهم الصينيين، والتعرف على كيفية تحقيق الصين المعادلة الصعبة، من الحفاظ على تراثها مع تبني الحداثة في الوقت نفسه.
وأكدت أن الحوار بين الأجيال من كلا الجانبين ضروري لسد الفجوة بين الشعبين.
وقال شي يويه ون المستشار الثقافي بالسفارة الصينية بالقاهرة، إن التفاهم المتبادل بين الشعبين المصري والصيني غير كاف، نظرا لبعد المسافة الجغرافية وصعوبة اللغة.
وأكد أن التقارب بين الشعبين سيكون أكثر فعالية مع إقامة مثل هذه المعارض التي تعكس ثقافة وتراث الشعوب.
وينقسم المعرض إلى أربعة أقسام، تضم آلات موسيقية تراثية مصنوعة من الخشب، ولوحات فنية حول الحياة اليومية لسكان شانغهاي، إلى جانب العديد من الأزياء والمنحوتات.
وبينما يشاهد لوحة الحصاد الذهبي للفلاحين ذات الألوان المبهجة والتفاصيل الدقيقة، وقف محمود عطا، وهو طالب يبلغ 22 عاما، وتعلو وجهه قسمات الانبهار.
وقال عطا "لقد تفاجأت كثيرا حينما شاهدت رسومات بسيطة في الشكل، لكنها معقدة في التفاصيل، لتحكي قصة من الحياة اليومية لسكان شانغهاي".
وأضاف إن أداء الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف على الآلات الموسيقية التراثية عند باب المعرض كان كافيا لتشجيعي على زيارة المعرض والحكم مسبقا على جمال شانغهاي.
وتابع أنه "عبر المعرض، سافرت إلى الصين بدون تذكرة".
في الوقت نفسه، وقفت زينب السيد لالتقاط صورة سيلفي مع ملابس الأوبرا البراقة المعلقة على حوائط المعرض والآلات الموسيقية".
"كان يتملكني الشغف والفضول للاضطلاع على الثقافة الصينية، والمعرض فرصة ممتازة لمزيد من التقارب مع الصينيين"، قالت زينب لـ(شينخوا).
واستطردت "لقد أحببت الأدوات الموسيقية الصينية التقليدية، التي تشبه كثيرا الآلات المصرية الوترية القديمة، وسوف أشجع أصدقائي على زيارة المعرض لمشاهدة جمال التراث الصيني".