تقرير إخباري: منتدى الأدب الصيني العربي ينطلق في دورته الأولى بالقاهرة

التاريخ: 2018-06-22 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

بدأت في العاصمة المصرية القاهرة، يوم الخميس، أعمال الدورة الأولى لمنتدى الأدب الصيني العربي تحت عنوان "الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد".

ويناقش المنتدى، الذي يستمر يوما واحدا، ثلاثة محاور هي "التراث والابداع الأدبي"، و"الأدب في الحياة المعاصرة"، و"حركة ترجمة الأعمال الأدبية".

ويشارك في المنتدى أكثر من 50 كاتبا وأديبا من الصين ومن الدول العربية.

وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، إن المنتدى يعكس مدى تقدير الصين لأهمية التفاعل الحضاري مع الثقافات الأخرى بصفة عامة والثقافة العربية بصفة خاصة.

جاء ذلك في كلمة للوزيرة ألقاها نيابة عنها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر سعيد المصري.

واعتبرت الوزيرة المصرية "أن هذا الحدث يأتي إيمانا بدور الأدباء والمبدعين في مد جسور التعاون والحوار الصيني العربي بما يثري حركة الإبداع الأدبي والفكري المشترك".

وأوضحت أن المنتدى يأتي في وقت يتم التطلع فيه إلى الانفتاح الثقافي المصري والعربي على كافة الثقافات الأخرى من خلال المشاركة الفعالة في الفعاليات الثقافية والأدبية الدولية سواء تلك التي تقام على أرض مصر أو خارجها.

من جهته، قال سفير الصين بالقاهرة سونغ اي قوه، إن المنتدي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية الصينية العربية، مشيرا إلى أنه في عام 2004 تم افتتاح منتدي التعاون الصيني العربي، كما تم اطلاق مبادرة الحزام و الطريق التي تعد نقطة انطلاق في التبادل الثقافي وترسيخ القاعدة الفكرية بين الصين والعرب.

وأشار سونغ إلى أن الصين والعرب لديهما حضارات عريقة تزدهر من خلال التبادل الثقافي وترسيخ العلاقات المشتركة، موضحا أنه تم تقديم العديد من العروض الفنية والثقافية الصينية في مختلف الدول العربية خاصة خلال العام الصيني المصري.

ولفت في هذا السياق الى أن ترجمة ثلاثية الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ الى اللغة الصينية تركت أثرا كبيرا في نفوس الشعب الصيني، مما يعزز التبادل الثقافي ويؤكد متانة العلاقات بين الأمتين الصينية والعربية.

فيما قالت الكاتبة تيه نينغ رئيس اتحاد كتاب الصين، إنه رغم البعد الجغرافي بين الصين والدول العربية إلا أن الصداقة ممتدة منذ قديم الأزل، مشيرة إلى أن طريق الحرير القديم ربط بين الحضارتين وساهم في تقدم الطرفين.

وأكدت تيه نينغ خلال كلمتها بالمنتدى أن طريق الحرير لن يعمل على تبادل التجارة فقط بل على توطيد الثقافة والأدب أيضا، لافتة إلى أنه تمت ترجمة العديد من الأعمال الأدبية العربية إلي اللغة الصينية.

وأشارت إلى أن هذا التبادل ساهم في التعرف على التغييرات التي حدثت في البلدان العربية، ومن أبرز الأعمال المترجمة "ألف ليلة وليلة" التي تحظى باعجاب القراء الصينيين، منوهة في الوقت ذاته بقيام الأدباء العرب بترجمة الأدب الصيني للتعرف على الحياة اليومية في الصين.

وأضافت أن الصين تحتفل هذا العام بمرور 40 عاما علي تطبيق سياسة الاصلاح الاقتصادي والانفتاح، معربة عن أملها في أن يستمر الكتاب العرب في تبادل الثقافات مع الصين لزيادة التنوع الثقافي الذي اصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بتقدم الدول.

ونوهت بأن المنتدى يجمع أدباء من الصين والدول العربية على ضفاف نهر النيل مما له أثر كبير على التبادل الثقافي والانساني.

وأوضحت أن الصين سوف تستضيف الدورة الثانية من هذا المنتدى لفتح فصل جديد من التبادل الثقافي.

بدوره، قال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب حبيب الصايغ إن منتدى الأدب الصيني العربي يهدف إلى تعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات وتوطيد الصداقة العريقة بين الصين والدول العربية.

وتوقع الصايغ في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن يسهم ذلك في وضع رؤية مشتركة جديدة لمبادرة "الحزام والطريق" والمشاركة في خلق عصر جديد مبهر للتبادلات الأدبية العربية الصينية.

وأشاد الصايغ بالثقافة الصينية وما وصلت إليه من إبداع لايقل عما كان عليه التراث الصيني العريق من الأدب بكل أشكاله.

وتابع قائلا "نحن كعرب مطالبون بالاطلاع والتعرف على ما وصل إليه الأدب والفكر الصيني، حيث أن هناك هوة سحيقة من عدم المعرفة العربية بالأدب الصيني".

وأوضح أن ذلك يتطلب حركة نشطة من الترجمة للأدب والثقافة الصينية بمختلف تنوعاتها، وبما في ذلك التراث الصيني أيضا للوقوف على حجم التطور الكبير الذي تشهده الصين في هذا المجال.

وقال ان ذلك من شأنه أن يسهم في تنشيط حركة الترجمة ويزيد الاهتمام المتبادل وتعريف القراء في الصين والدول العربية بالأعمال الأدبية المميزة.

وشدد الصايغ على أهمية التواصل مع العالم بشرقه وغربه وذلك نحو تبادل المعارف ونقل التجارب والخبرات، وكذلك نحو تحقيق العالمية التي لا تتحقق من دون الوصول إلى الآخر.

بدوره، أشاد علاء عبد الهادى رئيس اتحاد كتاب مصر، بمواقف الصين من القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية.

وقال عبد الهادي لـ ((شينخوا))، إن هذا الدعم القوي من الصين للقضايا العربية يمثل دافعا من أجل تأسيس قاعدة ثقافية لتوطيد العلاقات بين الجانبين.

وأضاف أن الأدباء الصينيين قطعوا أشواطا كبيرة في مجالات الأدب المختلفة شعرا ونثرا، وأصبح لديهم اساليب مختلفة في الكتابة، ونحن بحاجة للاطلاع والتعرف عليهم وتبادل الخبرات معهم.

وأكد المنتدى يعد فرصة مهمة لصياغة ووضع رؤية جديدة للتعاون بين الثقافتين العربية والصينية، في اطار مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ولفت إلى أن الأرث الأكثر ديمومة في طريق الحرير هو التبادل الثقافي والحضاري، فقد تعلم التجار لغات البلدان الذين ذهبوا اليها وازدهرت عمليات التبادل الثقافي والفكري، وهذا ما يؤكد أن أي مشروع ضخم لا يتم الا من خلال التبادل الثقافي.

وأعرب رئيس اتحاد كتاب مصر عن أمله في ان تكون الصين اكبر شريك ثقافي للدول العربية، وأن يكون هذا المنتدي عنصرا مهما في تفعيل هذه الشراكة من خلال قوة الحضارتين والثقافتين.

تحرير: تشي هونغ