تحقيق إخباري: المشاريع الصينية في ناميبيا تغذي الطموح لجعل هذا البلد الأفريقي محورا لوجستيا

التاريخ: 2018-05-22 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

في موقع بناء في ميناء والفيس بَي، المعروف بقلة الأمطار، هطلت أمطار نادرة يوم الجمعة، أوقفت كافة أعمال الرافعات الشوكية وعربات ومركبات الحمل، ولكن في داخل المباني ظلت حركة العمال حيوية نشيطة وهم يمهدون الأرضيات ويفرشونها ويؤثثون الأماكن.

هذا النشاط والحيوية أمر يميز موقع البناء في ميناء والفيس في ناميبيا بمنطقة الجنوب الأفريقي، حيث يستعد هذا الميناء لافتتاح منطقة حاويات جديدة وخزان نفط، وكلاهما يتم بناؤه من قبل شركة صينية.

قال هوانغ منغ، كبير المفتشين في شركة هندسة وبناء الموانئ الصينية (CHEC) التي تتولى مهمة توسيع هذا الميناء على المحيط الأطلنطي" هنا، يكون العمل مكثفا كل يوم، لأننا نبذل أقصى الجهود لإكمال المشروع في حينه."

هذا المشروع المتوقع أن يكتمل في نهاية هذا العام، وعلى غرار كافة مشاريع تطوير البنية التحتية الجارية في ناميبيا، يقع في صلب طموح هذا البلد ليصبح محورا ومركزا لوجستيا في منطقة الجنوب الأفريقي.

ومن شأن هذه التوسعة في منطقة الحاويات بالميناء أن تزيد القدرة الشاملة لرصيف الحاويات بأكثر من الضعف، أي من 350 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدما سنويا إلى 750 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدما. وستضيف أيضا أول منشأة لتخزين النفط بإدارة حكومية في ناميبيا، وتعزيز حركة الخدمات السياحية في هذه البلد الأفريقي المميز بجمال مناظره.

وفي معرض إشارته إلى مساحة 40 هكتارا من الأرض استصلحت من البحر مؤخرا ورافعات شوكية بارتفاع 79 مترا لإنزال حمولة السفن نُصبت حديثا أيضا، قال بايسي ويراب، المدير التنفيذي لهيئة الموانئ الناميبية "إن نوع العمل الذي نقوم به هنا، هو الأول من نوعه في ناميبيا."

وأضاف أن تحديث هذا الميناء مهم جدا لعموم منطقة مجموعة التنمية في الجنوب الأفريقي (سادك)، لأنه سيسهم في زيادة واردات وصادرات دول غنية بالمعادن ولكنها بلا سواحل، مثل زيمبابوي وبوتسوانا، اللتين تستخدمان الميناء كبوابة، ويسهم أيضا في جعل ناميبيا أكثر جذبا للمستثمرين العالميين.

علاوة على ذلك، ستسهم أعمال البناء والتطوير في الميناء، في حفز أعمال تطوير الطرق وسكك الحديد القريبة، وهو ما يدفع ازدهار تطوير البنية التحتية في البلاد، وهو أمل ترنو إليه الحكومة الساعية لدفع فرص العمل للمواطنين وتخفيف أثر المتاعب الاقتصادية الحالية الناجمة عن انخفاض أسعار السلع.

المشاركة الصينية

قال فنغ يوان في، المدير العام لفرع شركة هندسة وبناء الموانئ الصينية(CHEC)، في ناميبيا، إن تنفيذ مثل هذا المشروع الكبير في مجال البنية التحتية، ليس سهلا، لأن ناميبيا تتمسك بمعايير عالية للعمل وسلامته وحماية البيئة.

وأضاف في حديث مع ((شينخوا)) أن الشركة تحافظ على رقابة ومتابعة على مدار 24 ساعة لضمان نوعية مياه الميناء وتعمل مع معهد بحوث مختص لكبح أي تأثير للمشروع على حيوانات بحرية مثل الدولفين.

ورغم الكثير من التحديات، تمكنت العديد من الشركات الصينية، مثل شركة هندسة وبناء الموانئ الصينية(CHEC)، أن تجد لها موطئ قدم في قطاع البنية التحتية في ناميبيا، بفضل ما يصفه فنغ بامتلاك الشركات الصينية لعناصر مميزة في الالتزام والسرعة والإمكانيات الفنية والتقنية، والتي تكسبها سمعة واعتراف بالعالم.

أما في مجال الطرق، فتعتمد ناميبيا على الطرق في 95 في المائة من عملياتها لنقل السلع، وتعكف على تطوير شبكة الطرق لديها. وفي السنوات الأخيرة، انخرطت الشركات الصينية في عدد من مشاريع تطوير وبناء الطرق هناك.

ومن بينها طريق أوكاماتاباتي - غروتفونتين، الذي قامت شركة (مجموعة) خنان الصينية المحدودة للتعاون الدولي(CHICO)، بتطويره ليتفق مع المعايير المطلوبة.

وأعاد رئيس ناميبيا هاغ جاينغوب رسميا في إبريل فتح الطريق الذي يشكل جزاء من طريق 301 بشبكة الطرق الفرعية الإقليمية التابعة لمجموعة السادك. لهذا، فهو يحمل أهمية وطنية وإقليمية.

وتشمل مشروعات الطرق البارزة الأخرى التي تتسم بمشاركة شركات صينية في إقامتها، تطوير الطريق الذي يربط بين ويندهوك ومطار هوشع كوتاكو الدولي، وتطوير طريق راندو - إيلوندو.

قال سون يان لي، المدير التنفيذي لشركة (CHICO) إن الشركة قد أكملت 7 مشاريع بنية تحتية منذ دخولها ناميبيا عام 2007، ومنحت فرص العمل لـ600 إلى 800 محلي، مقارنة مع 60 عاملا صينيا كحد أعلى.

ومضى يقول "إن منح العمالة المحلية فرصة العمل لا يتماشى مع سياسة التشغيل الناميبية فحسب، بل يفيد عملنا وكفاءتنا أيضا، لأن استقدام عمالة من الصين تتزايد كلفته يوما بعد آخر."

وتبدو الآفاق حاليا أكثر إشراقا للاستثمار الصيني في ناميبيا، بعد أن أقام البلدان ((شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة))، في مارس. وعبر الرئيس الناميبي هاغ جاينغوب أيضا عن الرغبة في المشاركة في مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين لبناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا.

وخلال زيارته لناميبيا الأسبوع الماضي، دعا كبير المشرعين الصينيين، لي تشان شو، كلا البلدين إلى تعزيز التعاون في تشييد البنى التحتية وتطوير القدرات الصناعية، مؤكدا أن ذلك سيخدم شعبي البلدين بأفضل صورة ممكنة.

تحرير: تشي هونغ