تقرير إخباري: سوق أبو ظبي العالمي يفتتح أول مكتب خارجي له في العاصمة الصينية

التاريخ: 2018-05-15 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

افتتح سوق أبو ظبي العالمي أول مكتب تمثيلي خارجي له هنا في العاصمة الصينية بكين يوم الجمعة، في إضافة جديدة للتعاون بين البلدين يتوقع أن تدفع مبادرة الحزام والطريق ونمو الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط.

حضر مراسم الافتتاح سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الصين على عبيد الظاهري، ورئيس مجلس إدارة سوق أبو ظبي العالمي أحمد على الصايغ، والممثل الصيني لسوق أبو ظبي العالمي فو تشان غانغ، ورئيس القسم الأول للسياسات النقدية ببنك الشعب الصيني (المركزي) لي بوه، ونائب رئيس إدارة الاستثمار الأجنبي للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ تشي بينغ.

وفي كلمته بمراسم افتتاح المكتب، اعتبر الظاهري افتتاح مكتب الصين "معلما رئيسيا" في العلاقات الاقتصادية الإماراتية -الصينية، وخاصة في ضوء مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكدا على اتفاق المبادرة مع مبادئ السياسة الخارجية للإمارات.

وقال الظاهري:" الرئيس شي أكد على أنه ينبغي لمبادرة الحزام والطريق أن تصبح حزاما وطريقا للسلام والرخاء والانفتاح والابتكار والربط بين الحضارات المختلفة، وهذا يبدو مماثلا جدا لمبادئ السياسة الخارجية الإماراتية التي تعتمد على ركائز رئيسية وضعها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، والمنطلقة من مبادئ الحق والعدل والسلام وإيماننا بأن السلام حاجة ملحة للبشرية جمعاء".

وأضاف أن نجاح المبادرة يمكن أن يوفر أساسا لمستقبل مشترك مزدهر ومتقدم، مشيرا إلى أن الإمارات تستطيع أن تلعب دورا مهما جدا كبوابة للصين إلى المنطقة وبقية دول العالم.

وأكد الظاهري على متانة العلاقات الإماراتية- الصينية على كافة المستويات السياسية الاقتصادية الثقافية، مشيرا إلى أنها شهدت نموا كبيرا في السنوات الأخيرة على خلفية تنفيذ الجانبين بنشاط للتوافق الهام الذي توصل إليه زعماء البلدين، ما أدى إلى تحقيق نتائج مثمرة وخاصة في التعاون التجاري، الذي نما بشكل كبير بأكثر من 100 ضعف من 6 مليون دولار عند تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1984 إلى أكثر من 50 مليار دولار عام 2017.

وقال إن الامارات تنظر الى الصين كشريك استراتيجي مهم على أساس من الشفافية والاحترام والمساواة والثقة المتبادلة، ويتقاسم البلدان هدفا مشتركا يتمثل في الحفاظ على النمو المستدام والاستقرار والرخاء، مؤكدا رغبة القيادة الإماراتية في مواصلة تعزيز العلاقات سويا مع الصين.

كما أبدى الظاهري ثقته بآفاق التعاون بين البلدين بعد افتتاح مكتب سوق أبو ظبي العالمي في الصين، قائلا " من خلال هذه النافذة الخاصة سيتعمق التعاون في القطاع المالي وسيصبح الحوار بين الجانبين أكثر تكرارا وأسهل في المستقبل".

ومن جانبه، قال رئيس إدارة الاستثمار الأجنبي للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ إن الاقتصادين الإماراتي والصيني يكملان بعضهما البعض، متوقعا ألا يقف تأثير سوق أبو ظبي العالمي على الإمارات فحسب، ولكنه سيغطي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ليصبح أحد المراكز المالية العالمية.

وشاطره الرأي هاو سي هوان، رئيس شركة تشانغ سو للاستثمارات الصينية، مضيفا أن سوق أبو ظبي العالمي سيوفر منصة رائعة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تلعب دورا محوريا ومهما في دعم خطط التحول والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات.

وقال إن افتتاح فرعه في الصين يظهر زخم التعاون بين البلدين.

ومن جانبه، أرجع رئيس مجلس إدارة سوق أبو ظبي العالمي أحمد على الصايغ سبب اختيار بكين لإقامة المكتب إلى أهمية القرب من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والمنظمين. وأوضح أن الهدف من وجود سوق أبو ظبي العالمي هو تحقيق الالتقاء بين الغرب والشرق، متوقعا أن يعمل الفرع الجديد على دفع نمو اقتصادات المنطقة من خلال جذب المزيد من الشركات والبنوك الصينية.

وأضاف أيضا أن سوق أبو ظبي يمكن أن يلعب كـ"نقطة التقاء، ونقطة صداقة، ونقطة دعم لمبادرة الحزام والطريق".

وقال " مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة تجارية تحتاج إلى أطراف عديدة والتبادل التجاري يحتاج إلى نمو متوازن في كل الدول على طول خطوط المبادرة. ونحن نعتقد أن وجود مركز مالي عالمي في أبو ظبي يستطيع أن يوفر السيولة والخبرة واللوجستيات المطلوبة لانتقال هذه السيولة بين الأسواق المتعددة".

وأيد الصايغ تدويل الرنمينبي وتمنى أن يصبح سوق أبو ظبي أكبر مقاصة للعملة الصينية في الشرق الأوسط لتسهيل التجارة بين الصين والمنطقة.

وعلى هامش الحفل، تم توقيع مذكرة تفاهم بين سوق أبو ظبي العالمي وجمعية التعاون المالي الآسيوي وشركة قوتاي جونان للأوراق المالية المحدودة.

وتشير مبادرة الحزام والطريق التي اقترحت عام 2013 إلي الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية لربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طول طرق التجارة القديمة لطريق الحرير. وكانت الإمارات من أوائل الداعمة للمبادرة منذ إطلاقها وانضمت إلى عضوية البنك الآسيوي للاستثمار للبنية التحتية.

ومن المقرر أن تعقد اليوم أيضا في بكين أعمال الدورة الأولى للمنتدى المالي لـطريق الحزام والطريق وابو ظبي لبحث تدويل الرنمينبي والاستثمارات الصينية في البنية التحتية المالية خارج الصين ودفع ابتكار التكنولوجيا المالية والمراقبة والتمويل الأخضر.

يذكر أن سوق أبو ظبي العالمي تم إنشاؤه في أكتوبر عام 2015 وأصبح أحد أكثر المراكز المالية العالمية إبداعا في العالم، ويهدف إلى تعزيز بيئة عمل مفتوحة وداعمة . وتركز استراتيجية سوق أبو ظبي العالمي على تطوير الأعمال المصرفية الخاصة، وادارة الثروات والأصول، والابتكار المالي.

تحرير: وانغ بوه