السيارات الصينية تخطف الأنظار في معرض دولي يقام لأول مرة في حلب بسوريا

التاريخ: 2018-05-09 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller
السيارات الصينية تخطف الأنظار في معرض دولي يقام لأول مرة في حلب بسوريا
السيارات الصينية تخطف الأنظار في معرض دولي يقام لأول مرة في حلب بسوريا
السيارات الصينية تخطف الأنظار في معرض دولي يقام لأول مرة في حلب بسوريا

دُهشت السورية حسناء حميدو، عندما وقفت أمام نماذج جيدة من السيارات صينية الصنع في معرض حلب الدولي، الذي يقام لأول مرة في شمال سوريا، وراحت تسأل كزوار كثيرين عن أسعارها ومواصفاتها الفنية.

وافتتحت أعمال معرض حلب الدولي الجمعة على أرض المدينة الرياضية في الحمدانية بحلب، بمشاركة 400 شركة محلية وأجنبية.

وتقول حميدو، وهي موظفة حكومية في مؤسسة المياه بحلب تبلغ من العمر (33 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن معرض حلب يشكل فرصة ذهبية للإطلاع على السيارات الحديثة بعد توقف تصدير السيارات الأوروبية الحديثة إلى بلادها جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا من قبل الدول الغربية وظروف الحرب الصعبة في سوريا.

وأضافت حميدو عندما وقفت مع مجموعة من زملاء العمل أمام سيارة من نوع (فاو) بيضاء اللون "دهشت حقيقة بما شاهدت من نماذج جيدة للصناعة الصينية في مجال صناعة السيارات، فهي سيارة رائعة وسعرها مناسب".

وعلى غرار سوريين اخرين تجمعوا في أجنحة السيارات وأبدوا إعجابهم بشكلها وجودتها، راحت حميدو تسأل عن أسعار السيارات الصينية ومواصفاتها الفنية.

ومن بين هؤلاء وقف السوري يوسف حداد، وهو مهندس مدني يقرأ لوحة كُتب عليها مواصفات فنية لإحدى السيارات الصينية، ويسأل ممثلي الشركة عن تلك السيارة.

وقال الرجل الأربعيني لـ ((شينخوا)) "أرغب في شراء سيارة جديدة، فوجدت المعرض الدولي المقام في حلب فرصة لمشاهدة نماذج جديدة من السيارات الصينية التي سمعت عنها من بعض الزملاء".

وتابع أن السيارة الصينية التي شاهدتها اليوم لا تقل أهمية من حيث الشكل والجودة عن السيارات الأوروبية.

وأضاف أن "الشركات المشاركة في المعرض تقدم بعض العروض، وهذا الأمر يشجعني أكثر على الشراء واقتناء السيارة الصينية".

وبالنسبة للسوري ابو أحمد، الذي يعمل في مجال الأعمال اليدوية فإن للسيارة الصينية "سمعة جيدة في السوق السورية لتوفر قطع التبديل لوجود كفالة حقيقية للسيارة".

وتابع ابو أحمد، الذي وقف طويلا، وهو ينظر إلى سيارة (زوتي) حمراء اللون صينية الصنع، أن السيارة فيها مواصفات جيدة وتضاهي السيارات الغربية ،لافتا إلى أن شكلها جميل وحديث.

ويرى الرجل صاحب الـ45 عاما أن السيارات الأوروبية أصبحت غالية الثمن ولا تناسب دخل المواطن السوري.

ويساعد على رواج البضائع صينية الصنع، خاصة السيارات في سوريا وجود وكلاء سوريين لشركات صينية في مجال تجميع وتصنيع السيارات، بجانب شركات للصيانة.

ويقول نادر الشيخ وهو مدير المبيعات بشركة ((شموط)) التجارية المشاركة في معرض حلب الدولي لـ ((شينخوا)) "نحن وكلاء لأربع شركات صينية لتجميع وتصنيع السيارات، حيث تجلب الشركة السيارة على الهيكل من الصين، وتقوم بتجميع كل قطع السيارة في المعمل لتنافس في جودتها السيارات الأوروبية".

وتابع "هناك إقبال على البضائع الصينية، وخاصة السيارات بسبب ظروف الحرب التي مرت على سوريا".

ويشير الشيخ إلى أن "الصين عملت قفزة نوعية في مجال صناعة السيارات"، موضحا أن السيارات الصينية لها شكل جميل وأداء عالي المستوى وتتوافر فيها كل عناصر السلامة والأمان.

وفي جناح آخر بالمعرض وقف سوريون يفحصون بإعجاب نماذج أخرى من السيارات الصينية، لم يكن بالإمكان مشاهدتها في السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام.

وأعلن الجيش السوري في 22 ديسمبر من العام 2016 أنه استعاد السيطرة على مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، بالكامل، لكن القتال ضد جماعات مسلحة متشددة مازال مستمرا في مناطق أخرى بالبلاد.

ويقول باسل خربطلي مدير التسويق في شركة (إعمار سوريا) لـ ((شينخوا)) إنه "بعد انقطاع في سوق السيارات بسبب ظروف الحرب، عادت السيارة الصينية لتثبت وجودها من جديد في السوق السورية".

وتابع خربطلي الذي تروج شركته للبضائع الصينية لتكون الأولى في سوريا "أن السوق السورية متعطشة لرؤية السيارات الجديدة والحديثة".

ويرى "أن السيارات الصينية تحظى بثقة المواطن السوري"، الذي "بدأ يشعر حقيقة بتطور الصناعة الصينية وجودة منتجاتها وصار عنده ثقة أكبر بالسيارة الصينية عبر انتشار شركات الصيانة وتوفر قطع الغيار".

وباتت كثير من البضائع الواردة إلى سوريا تأتي من الصين، بحسب هاشم قسومة رئيس مجلس إدارة (غولدن) للشحن.

ويقول قسومة الذي يمتلك مكتبين للشحن في الصين إن "الصين بلد مهم ومن أكبر البلدان المصدرة في العالم".

ويستمر معرض حلب الدولي حتى 11 مايو الجاري، وتشارك به 14 دولة عربية وأجنبية، بينها الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وأندونيسيا والفلبين وجنوب افريقيا ومصر ولبنان والجزائر، ويقام على هامشه مؤتمر للاستثمار والإعمار والسياحة.

وقال السفير الصيني لدى سوريا تشي تشيان جين، خلال جولة على أجنحة معرض حلب الدولي لـ ((شينخوا)) "نحن مسرورون جدا لحضور معرض حلب الدولي، فهذه هي أول مرة يقام هذا المعرض منذ تحرير المدينة قبل سنة ونصف".

وأضاف إن "افتتاح هذا المعرض دليل واضح على عودة سوريا للحياة الطبيعية"، متمنيا أن تتعافى سوريا وتأخذ موقعها على الخارطة الاقتصادية.

بدوره، قال وزير السياحة السوري بشر يازجي، لـ ((شينخوا)) إن "العلاقات مع الصين مميزة جدا، وانعكست هذه العلاقات المميزة بين البلدين انعكست بشكل إيجابي على الجانب الاقتصادي، وراح رجال الأعمال السوريون يتوجهون إلى الصين".

ورحب بعودة الشركات الصينية الكبيرة إلى سوريا للبدء في تنفيذ مشاريع كبيرة في مرحلة إعادة الإعمار.

ورأى الوزير السوري أن افتتاح معرض حلب الدولي دليل على إرادة الحياة وحيوية الشعب السوري والعودة السريعة للاقتصادي السوري للتعافي.

تحرير: وانغ بوه