جسر سورامادو يظهر أهمية التعاون المتبادل المنفعة بين الصين وإندونيسيا
في كل ليلة، وعلى طول ضفاف محيطة بجسر سورابايا-مادورا الشهير(جسر سورامادو) يجلس الناس المحليون والسياح، أو يضطجعون بارتياح، على الرمال، وهم يشربون القهوة ويتمتعون بمنظر رائع للجسر المضاء بالإنارة الحديثة.
قال هارسا، وهو موظف من سورابايا، ثاني أكبر مدينة في إندونيسيا، إنه يأتي إلى هنا كل أسبوع ليرتاح ويتمتع بشاطئ البحر، ويضيف قائلا "بفضل جسر سورامادو، استطيع السفر إلى جزيرة مادورو بحرا بصورة أسهل كثيرا من ذي قبل."
وبابتسامة عريضة، أظهر لنا العديد من صور الجسر التقطها بهاتفه المحمول، وسأل بإعجاب "إنه جميل فعلا، أليس كذلك؟"
هذا الجسر البالغ طوله 5438 مترا، وهو الأطول عبر البحر في إندونيسيا، بدأ العمل ببنائه في أكتوبر 2005، وأكمل في 10 يونيو 2009، بعد 3 سنوات ونصف السنة من العمل الدؤوب لوزارة الأشغال العامة الإندونيسية باعتبارها المقاول الرئيسي لبناء الجسر، والمؤسسة الصينية لبناء الطرق والجسور.
وقبل بناء الجسر، كان يتوجب على المحليين والسياح أيضا الانتظار لساعات للحصول على عبارة يسافرون عليها بين جزيرة جاوا وجزيرة مادورا. وبعد افتتاحه، ساهم هذا الجسر بتقليص فترة النقل من 30 دقيقة إلى 5 دقائق فقط.
المحليون يطلقون على هذا الجسر لقب "جسر الحياة للناس" لأنه يسهل النقل ويجذب المزيد من نقل البضائع والسلع بين جاوا ومادورو، الأمر الذي يعني زيادة في العمل والعوائد.
هناك سيدة محلية تسمى سعادة، كانت تعمل في السعودية، وبعد افتتاح جسر سورامودا عام 2009، قررت العودة إلى بلدتها وفتحت محلا للهدايا، تحت الجسر.
وفي كل يوم، وخاصة في نهاية الأسبوع ، يتوافد الكثير من المحليين والسياح على جزيرة مادورو، والكثير منهم يشترون هدايا تذكارية من محلها.
قالت سعادة "العمل جيد جدا، وما أحصل عليه يمكنه إعانتنا تماما، وحتى يضمن أجور التعليم لأبنائي الثلاثة."
وعلى طول الطريق تحت هذا الجسر، هناك نحو 100 محل من هذا النوع، إضافة للمطاعم والمقاهي.
قال سيديك ويوتو، كبير سكرتارية وكالة التنمية الإقليمية في سورابايا مادورو "لقد طورت مادورو صناعات لتربية الحيوانات، والملح والتبغ وبعض الزهور، وهي مشهورة أيضا بمهرجان سباق الثيران." مضيفا "لقد كان البحر يعزل مادورو عن العالم الخارجي، ويكبل تنميتها الاقتصادية، حتى أن بعض مناطقها كانت تعتبر الأقل نموا بالبلاد."
ويؤكد "ولكن جسر سورامادو يمثل حاليا الشريان الحيوي لجزيرة مادورو، حيث ينقل الناس والبضائع عبر أوردته."
وأشار إلى أن السكرتارية تخطط لعمل مناطق صناعية وتجارية وتجارية وسياحية في سورابايا-مادورو، على أمل تسريع عملية تنميتها.
ويضيف "لقد ساعدتنا المؤسسة الصينية على بناء هذا الجسر، ونأمل بأن تساعدنا الصين أكثر في تنمية هذه المنطقة."
ووفقا لما قاله قو جنغ تشي، القنصل العام الصيني في سورابايا، فإن الصين وإندونيسيا تعملان حثيثا على تطوير علاقات تنموية وثيقة متناسقة بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية إندونيسيا حول المحور البحري العالمي.
ويؤكد قو على أن التعاون الثنائي المنفعة في مجالات مثل البنية التحتية وبناء الإمكانيات والتجارة والأعمال والاستثمارات والمالية والتجارة الإلكترونية، يمضي قدما بسلاسة.
ويضيف أن هناك العديد من مشاريع التعاون الهامة مثل القطار الفائق السرعة بين جاركرتا- باندونغ، تجري بشكل سلس.