مسؤول صيني يسلط الضوء على ثمار التعاون بين الصين والعالم العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق
افتتاح المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية(وزارة الخارجية الصينية)
قال مسؤول بوزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين إن التعاون الصيني العربي يطرح ثمارا أوفر في إطار مبادرة الحزام والطريق، مؤكدا أن الصين ترحب بنظرائها العرب على متن "القطار الصيني السريع للتنمية" لكي تتقاسم معهم الفوائد العدة التي تجنيها مسيرة التنمية والإصلاح في الصين.
صرح بذلك مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ خلال افتتاح المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية الذي أقيم في بكين يوم الاثنين بحضور العشرات من كبار المسؤولين العرب السابقين والسفراء العرب لدى بكين وسفراء الصين لدى الدول العربية، بالإضافة إلى نخبة من الشخصيات الصينية البارزة في المجالات السياسية والبحثية والتجارية.
وأشار تشن شياو دونغ إلى أن مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، لاقت تجاوبا كبيرا من الجانب العربي، حيث قرر مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب مؤخرا أن تعمل الدول العربية على تعزيز التعاون مع الصين في إطار هذه المبادرة ككتلة واحدة. كما تم حتى الآن توقيع مذكرات تفاهم مع 8 دول عربية في إطار المبادرة وتوقيع مذكرات مع 4 دول عربية بشأن التعاون في مجال القدرة الإنتاجية.
تهدف مبادرة الحزام والطريق إلى تحقيق ترابط السياسات والبنية التحتية والتجارة والمالية والتبادلات الشعبية على طول مسارات طريق الحرير التجاري القديم وما وراءه، بما يسهم في بناء منصة للتعاون الدولي لخلق عوامل دفع جديدة للتنمية.
وفي كلمته، سلط المسؤول الصيني الضوء على المنافع المتبادلة التي عادت على الشعب الصيني والشعوب العربية منذ البدء في تطبيق المبادرة، حيث قال إن الاستثمارات الصينية في الدول العربية ساهمت في تحسين معيشة الأهالي هناك من خلال خلق فرص عمل لهم، وضرب مثالا على ذلك بشركة جوشي الصينية التي وفرت ما يزيد على ألفي فرصة عمل للمصريين بعد إقامة مشروعها في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري حيث ارتقت مصر من خلال هذا المشروع لتصبح أكبر دولة منتجة للفايبر جلاس في القارة الإفريقية.
ومضي تشن شياو دونغ في حديثه قائلا إنه مع زيادة القدرة الاستهلاكية للصينيين، أصبحت البضائع الواردة من الدول العربية تلقى ترحيبا من الصينيين. وقد شهد عام 2017 تحديدا انخفاضا قدره 24.6 مليار دولار أمريكي في الفائض التجاري للصين مع الدول العربية، ودخل زيت الزيتون التونسي واللبناني من خلاله شرائه عبر الإنترنت مطابخ عامة الصينيين، وهو ما يعكس زيادة الصادرات العربية إلى الصين وكذا المزايا الناتجة عن التجارة الحرة. وشدد على أن الصين سترفع علم التجارة الحرة وتعزز التعاون التجاري والاقتصادي مع الدول العربية لتوسيع المنافع المتبادلة.
وفي السياق ذاته، كشف تشن شياو دونغ أن الصين ستقيم الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للواردات في شانغهاى شرقي الصين في نوفمبر المقبل، معبرا عن ترحيبه بمشاركة المزيد من الدول العربية في هذا الحدث لإتاحة الفرصة أمام دخول عدد أكبر من منتجاتها المميزة إلى الأسواق الصينية.
واستطرد المسؤول الصيني قائلا خلال المنتدى إن التعاون الصيني العربي في ظل المبادرة يشهد زخما كبيرا ويكتسب ميزة جديدة تتمثل في بروز نقاط مضيئة في التعاون بين الجانبين في المجالات الرقمية والمعلوماتية. وأوضح في هذا الخصوص أن الصين نجحت في وضع أول قمر صناعي جزائري للاتصالات في مدار أرضي في ديسمبر الماضي. كما حظي نظام بيدو الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية باهتمام كبير من جانب الدول العربية وسيقدم خدماته لها قريبا.
ولفت إلى أن كل هذا يعكس تنوع وتعمق التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية، قائلا إن "كثيرا مما لم يخطر من قبل على بالنا أصبح الآن متاحا للبحث والتطبيق بيننا بفضل مبادرة الحزام والطريق".
يذكر أن نظام بيدو الملاحي هو نظام عالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية تقوم الصين ببنائه وتشغيله بشكل مستقل ويتوافق ويتكامل مع الأنظمة الأخرى في العالم. وسوف يقدم هذا النظام خدمات أساسية إلى دول الحزام والطريق بما فيها الدول العربية بحلول أواخر عام 2018 بما يفيد قطاعات النقل والزراعة والأمن العام في هذه الدول.
وفي سياق متصل، أشار تشن شياو دونغ إلى الإنجازات التي حققها الجانبان الصيني والعربي في مجال التبادلات الاجتماعية الإنسانية، بما في ذلك افتتاح مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في إبريل 2017 بشانغهاي تطبيقا لما أعلنه الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية عام 2016. وبعد عام واحد من إقامته، تم في أروقة هذا المركز تدريب ما يقرب من 100 موظف حكومي من 21 دولة عربية ومنظمات تابعة لجامعة الدول العربية.
أقيم المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، في دورته الأولى التي استمرت ليوم واحد، تحت رعاية وزارة الخارجية الصينية ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية. ويأتي هذا المنتدى في إطار الأعمال التمهيدية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-العربي المزمع عقده في الصين في يوليو المقبل ومن المقرر أن يتم خلاله رسم خارطة طريق التعاون الصيني العربي للمرحلة المقبلة.