مقالة خاصة: المصنع الصيني - المصري المشترك لكابلات الألياف الضوئية... باب لتعاون أعمق بين البلدين يمتد إلى أسواق المنطقة

التاريخ: 2018-03-13 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

افتتحت شركتا (هينج تونج جروب) الصينية و(هايتكنوفل) المصرية مؤخرا المرحلة الأولى من مصنعهما المشترك لتصنيع كابلات الألياف الضوئية، باستثمارات صينية مصرية مشتركة تبلغ قيمتها 30 مليون دولار أمريكي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ويقام المصنع على مساحة 27 ألف متر مربع في مدينة بدر الصناعية في القاهرة، بطاقة إنتاجية تزيد عن ثمانية آلاف كيلومتر سنويا، وذلك بهدف تغطية احتياجات السوق المصرية من كابلات الفايبر أولا، ثم التصدير للأسواق الأفريقية في منتصف العام المقبل تزامنا مع زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع.

وقد أكدت تقارير إخبارية صينية أهمية هذا المصنع نظرا لكونه يفتح الباب لتحقيق تعاون أعمق وأشمل بين البلدين يمتد إلى أسواق المنطقة والقارة الإفريقية.

قصة وراء الاتفاق: دعم من ثلاث وزارات صينية

ووراء التوقيع على الاتفاق لبناء المصنع المشترك، هناك قصة طويلة بذل خلالها الخبراء والدبلوماسيون من البلدين قصاري جهدهم من أجل تحقيق الهدف المشترك.

ففي نهاية عام 2014، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأول زيارة إلى الصين، ارتقي خلالها الجانبان بالعلاقات الثنائية إلى علاقات شراكة إستراتيجية شاملة. وفي نفس العام، فازت شركة (هينج تونج جروب) الصينية بمشروع بناء مصنع كابلات الألياف البصرية هذا. وقدمت ثلاث وزارات صينية، وهي وزارات الخارجية والدفاع والتجارة، موافقتها الخاصة وكل المساعدة والدعم من أجل إتمام عملية نقل المواد والأجهزة اللازمة لبناء المصنع على متن طائرتي نقل مصريتين من الصين إلى مصر، وذلك من أجل دعم شركة (هينج تونج جروب) الخاصة لتوسيع أعمالها خارج البلاد.

"لقد شعر مسؤولو (هينج تونج جروب) بعزم الحكومة الصينية على دفع التعاون الصيني- المصري من ناحية وعلى تعزيز التعاون الثنائي في توفير احتياجات السوق الإفريقية من ناحية أخرى"، هكذا أفاد موقع ((شيو شي قوانغ)) الإخباري الصيني. فالصين هي أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للصادرات بالنسبة لمصر، بينما تعد مصر ثالث أكبر شريك تجاري للصين في القارة الإفريقية. وإنطلاقا من سعيها إلى تلبية احتياجات السوق المحلية والتوجه للتصدير إلى إفريقيا والشرق الأوسط ، فإن الخطة الإستراتيجية التي تنفذها الحكومة المصرية لتطوير البنى التحتية للاتصالات داخل البلاد تعد كابلات الألياف الضوئية مكونا رئيسيا منها لتقديم خدمات إنترنت أسرع، وتفعيل الاستخدامات الأوسع لمختلف تطبيقات التكنولوجيا مثل: الحوسبة السحابية، وتخزين البيانات العملاقة ونقلها، وتطبيقات إنترنت الأشياء المختلفة.

تجربة لتعاون أعمق : نقل التكنولوجيا المتقدمة

وسلط موقع (ديان لان) الإخباري الصيني الخاص الضوء على الأخبار المتعلقة بإنشاء هذا المصنع الجديد حيث أشاد "بموقع مصر الإستراتيجي بين أسواق المنطقة والذي يجعلها بوابة عبور إلى هذه الأسواق"، قائلا إن شركة (هينج تونج جروب) تسعي "لأن تتخذ من مصر مقرا رئيسيا لها للتوسع في تصدير منتجاتنا إلى قارة إفريقيا بالشراكة مع هايتكنوفل ولاسيما أن السوق الإفريقية من الأسواق الأكثر نموا في كابلات الألياف الضوئية على المستوى العالمي".

أما موقع (أف وويك) الإخباري الصيني المتفرد في تغطية التقارير عن صناعة الاتصالات، فأشار إلى المشروعات العمرانية التي تعكف مصر على تشييدها حاليا ومن بينها 16 مدينة جديدة تصل مساحتها إلى أكثر من أربعة أضعاف مساحة القاهرة والتي أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري ياسر القاضي أن بنيتها ستعتمد على كابلات الألياف الضوئية، حيث لفت الموقع إلى أن تشييد البنى التحتية في مجال الاتصالات يعد مسألة حاسمة في دفع عجلة التنمية.

ولم يقتصر التعاون بين الشركتين الصينية والمصرية على نقل الأجهزة وآلات التصنيع إلى مصر، ولكنه سيجرب تقديم الحلول المتكاملة لصناعة الكابلات بداية من تصميم الشبكات ومرورا بتوريد كابلات الألياف الضوئية المصنعة محليا وتركيبها. ومن المخطط أن يصنع ما يعرف بـ"الكور" وهو الجزء الأصعب في عملية التصنيع المسؤول عن نقل الترددات داخل كابلات الفايبر.

كما سيقوم المصنع بتصنيع كابلات (Mcro-trenching) وهي تكنولوجيا جديدة من الكابلات لا تحتاج إلى حفر الطرق لمدها وإنما تُزرع بطريقة مبتكرة وهي (blowing fiber). ويعد هذا النوع من الكابلات الأحدث في تكنولوجيا صناعة كابلات الألياف الضوئية، ويقود الاتجاه عالميا في صناعة كابلات الألياف الضوئية، حيث يتميز بسهولة تمريره تحت الأرض ولا يحتاج سوى لحفر عمق 10 سنتيمترات فقط لإمداده عبر أنابيب مخصصة لذلك، ما يحقق وفورات مالية وزمنية تصل إلى 30 في المائة تقريبا.

جدير بالذكر أن الصين حققت العديد من أوجه التقدم في مجال الابتكار التكنولوجي في الصناعة الكيميائية وكذا صناعة الاتصالات في السنوات الأخيرة. ويعد نقل التكنولوجيا أحد محاور تعميق التعاون الصيني الإفريقي. فقد قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح الخميس في بكين على هامش أعمال الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني إن "الصين والدول الإفريقية تتمتع بصداقة عركتها الأيام. ولن تتغير هذه الصداقة مهما تغير العالم ومهما قال الآخرون".

تحرير: تشي هونغ