معاهد كونفوشيوس تعزز التفاهم المتبادل بين الصين ودول العالم

التاريخ: 2018-01-23 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

يعد معهد كونفوشيوس الذي أنشأه مكتب اللغة الصينية الوطني (هان بان) هئية هامة لتعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية. ومنذ إنشاء أول معهد كونفوشيوس في مدينة سيول، عاصمة كوريا الجنوبية عام 2004، شهدت معاهد كونفوشيوس المنتشرة في أنحاء العالم تطورا سريعا وبارزا، حيث تم إنشاء 525 معهد كونفوشيوس و1113حلقة دراسية في المدارس الابتدائية والثانوية في 146 دولة ومنطقة في العالم لتقديم دورات في اللغة الصينية والثقافة الصينية إلى نحو 9.16 مليون طالب.

"أطلبوا العلم ولو في الصين"، حديث يعرفه عامة العرب. ومع مواصلة تعميق التبادلات بين الصين والدول العربية في شتى المجالات، يرغب أكثر فأكثر من العرب في زيادة معرفتهم بالصين ، مما جعل موجة إقبالهم على تعلم اللغة الصينية والثقافة الصينية تتوسع باستمرار. وأنشأت الصين أكثر من عشرة من معاهد كونفوشيوس وحلقات دراسية واحدا تلو الآخر في تسع دول عربية ، بما فيها لبنان والأردن والإمارات والبحرين ومصر والسودان والمغرب وتونس وجزر القمر، كما تم تدريب 20 ألف مسؤول وموظف في مجال التقنية في هذه الدول.

الجدير بالذكر أن معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف الذي افتتح رسميا في بيروت عام 2007 يعد أول معهد كونفوشيوس في الدول العربية، ووفقا للاتفاقية بين الصين ولبنان، تسعى الدولتان إلى ترويج اللغة الصينية والثقافة الصينية في لبنان، وتقديم التعليم والتدريب في مجالات تضم الطب الصيني والسياسة والاقتصاد وغيرها. أما معهد كونفوشيوس الذي تأسس في جامعة دبي عام 2011 بالتعاون مع جامعة نينغشيا الصينية، فهو أول معهد كونفوشيوس في دول الخليج. وبالإضافة إلى طلاب جامعة دبي، قدم المعهد فرصة لموظفي الحكومة وضباط الشرطة وغيرهم من الأوساط المختلفة في المجتمع لدراسة اللغة الصينية.

وباعتباره أول معهد كونفشيوس في مصر وشمال إفريقيا، أنشئ معهد كونفوشيوس في جامعة القاهرة بموجب الاتفاقية بين جامعتي بكين والقاهرة عام 2008. وقد حصل المعهد في ديسمبر عام 2016 على جائزة أحسن معهد كونفوشيوس على مستوى العالم في امتحان أتش أس كي، وهو امتحان دولي موحد في قياس قدرة غير الناطقين باللغة الصينية على استخدام اللغة الصينية.

هذا وعقدت الدورة الثانية عشرة من مؤتمر معهد كونفوشيوس في ديسمبر العام الماضي في مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي شمال غربي الصين، وشارك في المؤتمر 2500 ممثل من 140 دولة ومنطقة، من بينهم رؤساء جامعات وممثلون من معاهد كونفوشيوس. وحضرت المؤتمر نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني ليو يان دونغ التي أشارت في خطاب ألقته في المؤتمر إلى أن معهد كونفوشيوس يعتبر نافذة وجسرا للتبادلات في اللغات والثقافات بين الصين ودول العالم، داعية إلى رفع مستوى التعليم وتعميق الإصلاح في الوسائل التعليمية، وتقديم الخدمات الثقافية الأفضل وفقا للظروف المحلية والمتطلبات المختلفة لتساهم معاهد كونفوشيوس في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

الثقافة، باعتبارها روح الأمة وحياتها، تعيش مع الأمة التي تحملها. ويمكن القول إن جوهر وجود البشرية هو التعايش بين مختلف الثقافات، حيث يشكل التفاهم المتبادل بين الثقافات أساسا للتفاهم المتبادل في جميع المجالات، فيما تلعب هيئات مثل معهد كونفوشيوس دورا لا يمكن تجاهله في تعزيز التفاهم المتبادل. ومنذ إنشائه في عام 2004، مضت ثلاث عشرة سنة، أكمل المعهد فيها مهمة الإنشاء، وشهد نموا سريعا. وفي ظل بناء الحزام والطريق وتأخذ الثقافة مكانها في المقدمة، ينبغي لمعهد كونفوشيوس السعي وراء الهدف الأعلى في تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين الصيني والأجنبي في تشغيل المعهد، وإبداع الوسائل التعليمية لسدّ المتطلبات المختلفة، وترويج الثقافة والقصص الصينية بشكل أفضل.

تحرير: تشي هونغ