مسؤول أممي: أمريكا اللاتينية تقدر القيادة الصينية في الدفاع عن التعددية
قال مسؤول في الأمم المتحدة إنه في سياق دولي يتسم بدرجة كبيرة من الشك، فإن دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تقدر عاليا الدور القيادي الذي اضطلعت به الصين هذا العام للدفاع عن التعاون متعدد الأطراف.
وقال سيباستيان هيريروس، خبير الشؤون الاقتصادية في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (إيكلاك)، إن عام 2017 شهد إحياء الحمائية، وخاصة في الولايات المتحدة، وهو تطور دفع دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي إلى دعم التدفق الحر للتجارة لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
وأفاد هيريروس لوكالة أنباء ((شينخوا))، في مقابلة أجريت معه مؤخرا، أنه لهذا السبب كان لرفض الصين الحاسم للسياسات الحمائية والدفاع عن التعددية أهمية حيوية لأمريكا اللاتينية.
وباعتبارها ثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية، فإن دور الصين كلاعب عالمي يستمر في التوسع في المنطقة. وبالنسبة لبعض اقتصادات أمريكا اللاتينية الرئيسية، مثل البرازيل وشيلي، فإن الصين هي شريكها التجاري رقم 1، وفقا لما ذكره هيريروس.
ولفت إلى أنه في أعقاب التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي أثر على كافة المناطق، فإن التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية تشهد الآن "انتعاشا قويا" بعد ثلاث سنوات من الانخفاض.
ووفقا لتوقعات لجنة "إيكلاك"، فإن قيمة تبادل السلع بين الجانبين في عام 2017 ستشهد نموا بنسبة 16 في المائة، مقتربة من ما مجموعه 266 مليار دولار أمريكي.
ويعد هذا انتعاشا ملحوظا نظرا لأن من شأنه أن يضع التبادل التجاري لهذا العام قرب أعلى مستوى قياسي تم تسجيله، وهو 268 مليار دولار، وذلك في عام 2013.
وقال هيريروس إن قيمة صادرات أمريكا اللاتينية إلى الصين ارتفعت بشكل كبير في الأشهر الـ 12 الماضية مسجلة نموا بنسبة 25 في المائة نتيجة "تأثرها بشدة من ارتفاع أسعار النفط وغيرها من المنتجات الأساسية مثل فول الصويا والنحاس وخام الحديد".
وأضاف "بيد أن الوضع يبين بوضوح أن سلة الصادرات الإقليمية للصين ما زالت تضم نسبة عالية من المواد الخام، مع تنويع ضئيل جدا تجاه منتجات جديدة".
وأشار هيريروس إنه بهدف مساعدة أمريكا اللاتينية على تنويع صادراتها وزيادة القيمة المضافة، شهد الاستثمار الصيني الأجنبي المباشر في المنطقة "زيادة ملحوظة جدا، وبات يستهدف مجموعة من المجالات".
وأفاد أن "الاستثمار الصيني المباشر في المنطقة بدأ في السنوات الأخيرة في التنويع نحو قطاعات مثل الاتصالات والمواد الغذائية والطاقات المتجددة".
وذكر أن حوالي 15 في المائة من جميع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أمريكا اللاتينية قد جاءت هذا العام من الصين.
وقال إنه "من الممكن تقدير استثمارات الشركات الصينية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في عام 2017 بما يزيد عن 25 مليار دولار أمريكي"، يتضمن "استحواذا على شركات طاقة كهربائية رئيسية في البرازيل بمبلغ إجمالي يزيد عن 17 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل الجزء الأكبر من هذا الرقم".
وتابع أنه "لوضع هذا الرقم في منظوره الصحيح، فإن الاستثمار الصيني المباشر في المنطقة في عام 2017 لوحده يساوي تقريبا 28 في المائة من إجمالي الاستثمارات المباشرة للصين في المنطقة خلال الـ 12 عاما سابقا، أي ما يقرب من 90 مليار دولار أمريكية بين عامي 2005 و2016".
وخلقت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين الكثير من الاهتمام في أمريكا اللاتينية.
وقال المسؤول إن "الحكومات الإقليمية مهتمة باستكشاف السبل التي من شأنها أن تسمح لدول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بالانضمام إلى هذه المبادرة العظيمة لتحقيق الرخاء المشترك".
ومن المقرر أن تهيمن المبادرة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري القادم بين الصين و"إيكلاك"، الذي ستستضيفه شيلي يومي 21 و22 يناير.
وسيشهد الاجتماع، الذي يعتبر أهم حدث سياسي في أمريكا اللاتينية لعام 2018، قيام كبار المسؤولين الإقليميين والصينيين بمناقشة سبل تعزيز التعاون من أجل المنفعة المتبادلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والسياسات الاجتماعية وحماية البيئة وغيرها من الأمور.