تحقيق إخباري: شركة صينية تساعد بلدة ريفية في نيجيريا تعاني من شح مياه الشرب
شعرت ريتا أوكويي براحة ملموسة وهي تحصل على مياه صالحة للشرب من حنفية قريبة من مسكنها في بلدة كوالي الريفية قرب العاصمة النيجيرية أبوجا، وقارنت الحالة الجديدة مع ما كانت تعانيه سابقا من بحث حول المياه طوال اليوم، حتى تكمل واجباتها المنزلية المعتادة يوميا.
هذه السيدة حامل بطفلها السادس، وهي في الفصل الثاني من حملها، وتعيش مع عائلتها منذ 7 سنوات في هذه البلدة، وسط شح مياه الشرب.
هذه البلدة التي يقطنها 85.837 نسمة كانت لديها منظومة إمداد لمياه الشرب، تم إنشاؤها قبل 30 سنة، وشهدت من حينه العديد من الإصلاحات وإعادة التأهيل.
وآخر مرة أصلحت فيها هذه المنظومة كانت عام 2012، ثم أهملت بعد ذلك.
وفقا لما قالته أوكويي، فإنه على مدى 5 سنوات منذ عام 2012، ظل معظم سكان كوالي يعتمدون على بائعي المياه المتجولين، الذين يبيعونهم مياها غير نقية، عبر قناني أو براميل صغيرة.
وأضافت الأم الحاملة، خلال مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) "ننفق أموالا كثيرة، ما لا يقل عن 36 ألف نايرا(نحو 100 دولار أمريكي) سنويا لشراء مياه غير مصفاة أو غير معالجة، من أولئك الباعة المتجولين."
وفي مطلع الأسبوع المنصرم، جاء العون لهؤلاء الناس، مع قيام شركة CGC الصينية المحدودة في نيجيريا، بتقديم محطة مياه مطورة لهذه البلدة.
وخلال مراسم تقديم هذه المحطة المطورة للمياه، قالت الشركة الصينية إن ما تصبو إليه هو تحقيق أهداف مسئوليتها الاجتماعية تجاه سكان كوالي.
وقال يه شوي جين، المدير الإداري للشركة في نيجيريا إنه من خلال سعيها لتحقيق أهداف مسئوليتها الاجتماعية تجاه هذه البلدة، قامت الشركة بنصب منظومة مياه تعمل بالطاقة الشمسية لتحل محل مولد قديم كان يستخدم لتشغيل محطة المياه، وبهذا يتم تقليل كلفة التشغيل وإدامة تردد واستمرارية المولد الكهربائي.
وقامت الشركة أيضا بإعادة تأهيل وترقية مستوى عمل خزان مياه سعة 140 متر مكعب، وخزان آخر فوق سطح الأرض سعته 190 متر مكعب، وخزانين إضافيين منفصلين سعة 100 متر مكعب، وثقبين في عمق الأرض. وقامت أيضا بحفر وبناء 4 ثقوب أرضية جديدة ونفذت شبكة لإمداد المياه مكونة من 11 جزرة مياه.
ومن هذا المصدر المطور للمياه، تصل المياه الصالحة للشرب إلى كافة أنحاء البلدة، وتسقي الناس في المدارس والأسواق والمكاتب ومساكن المحليين.
وأوضح يه أن ما لا يقل عن 3000 شخص يمكنهم الحصول على مياه الشرب يوميا من 29 نقطة إمداد، بفضل جهود الشركة الصينية.
الكثير من السكان المحليين ممن هرعوا لاستقبال ضيوفهم الصينيين ومعهم مسئولون محليون، خلال مراسم تقديم منظومة المياه هذه، أشادوا كثيرا بالشركة الصينية، لاسيما معالجتها لمشكلة مزمنة في بلدة كوالي.
قالت أونا أنسيلم، وهي صاحبة عمل تعيش في البلدة منذ 13 عاما، إن هدية الشركة الصينية لتقديم هذه المحطة المطورة، جاءت بالوقت المناسب.
وأوضحت "لقد دخلنا فعلا في فصل الجفاف، حيث تكون المياه شحيحة جدا هنا. ولكن في هذه المرة، هذه المشكلة تمت معالجتها وأصبح بإمكان الناس المحليين التوجه إلى نقاط المياه الصالحة للشرب وجلب ما يريدون."
وبعد إعادة التأهيل والتطوير من قبل الشركة الصينية، أصبح بإمكان منظومة المياه هذه أن تتشكل من 4400 متر طولا من الأنابيب الجديدة.
وأضافت أونا "هذا الأمر سيسهم كثيرا في رفع مستوى حياة الناس هنا، لأن المياه هي شريان الحياة فعلا ."
وخلال إطلاقه عمل محطة المياه للاستخدام ، حث الوزير النيجيري لشئون مناطق العاصمة الفيدرالية، محمد بيلو، المواطنين بالبلدة على الاعتناء جيدا بهذا المشروع وصيانته، تفاديا لأي ضرر لهذا المصدر الحيوي لمياه الشرب.
وفي معرض إشادته بالشركة الصينية معتبرا إياها مساهما هاما في مناطق العاصمة الفيدرالية، قال بيلو إن الشركة قررت مساعدة السكان المحليين عبر إعادة تأهيل وتطوير محطة المياه."
وأضاف "بالنسبة لنا، نحن ممتنون جدا للشركة ولعموم المجموعة في الصين، لهذا المشروع الجدير بالثناء."